الشيخ الحرز: نعيش وعياً متأزماً وهو ما أثبتته جائحة كورونا
مالك هادي: الأحساء
“لقد خص الله تعالى الإنسان بملكتين، ملكة الوعي والقدرة على التكيف” بهذا المحور استهل إمام مسجد الإمام الهادي ببلدة الجبيل في الأحساء سماحة الشيخ نجيب الحرز حديث الجمعة.
فتحدث عن الوعي بأنه تنقية العقل من العوالق الموروثة التي تعيق إدراك الإنسان، ومثل للعوالق ببعض المكتسبات الثقافية السلبية، والقناعات الخاطئة، والفهم غير الجيد.
وعن الملكة الثانية، القدرة على التكيف قال: في السابق يريد الإنسان البدائي أن يتقرب إلى الله ولم يكن يعرف الطريق، أما الآن فالإنسان الواعي يتقرب إلى الله بالعبادة بمعرفة وعلم.
وأشار سماحته لبعض طقوس الإنسان البدائية قبل الإسلام في التقرب إلى الرب كقتل الأطفال للرب، أو شرب دم بعض الأشراف للعلاج من بعض الأمراض كالصرع، وغيرها، فقال: لقد منّ الله تعالى على الإنسان بالوعي والفهم والمعرفة.
ومن جهة أخرى أشار الشيخ الحرز إلى أن الإنسان يعيش وعياً متأزماً وهو ما أثبتته جائحة كورونا التي عرّت _بحسب تعبيره_ الإنسان والعلم والمؤسسات والمنظمات الدولية فأصبحت عاجزة عن تفكيك فهم هذه الفايروس الخطير.
كما أكد الحرز أن جائحة كورونا كشفت عدم صحة بعض القوانين والأعراف، وعدم إيجابية بعض العلاقات فأتاحت للإنسان أن يجعل الوعي هو الحاكم من خلال إعادة قراءة علاقته مع الله تعالى والناس، وعلاقته مع الأموال وصحته الجسدية، ومع أسرته وفلسفة الكون والحياة، فقال: وهذا لا يتحقق إلا مع وجود الوعي الذي يمنع الإنسان من أن يكون أسيراً للهزائم المتتالية من الأحداث.
وأشار الشيخ الحرز إلى ظاهرة تؤكد وجود وعي عالمي متأزم وهي الجريمة المنظمة، فقال: وهي من أخطر المصائب التي تواجه الوعي عند الإنسان، التي منها تجارة المخدرات وتجارة السلاح، والإتجار بالبشر، والنظريات المتطرفة، وإغراق الناس بالديون والأموال، وانتشار الفقر والجوع والحالات النفسية، كل هذه الظواهر بحاجة إلى إنسان واعي وناضج لمواجهتها، كما تحتاج إلى نوع من التكيف مع هذه الظواهر والأحداث.