هل العمليات الجراحية لتخفيف الوزن مفيدة؟ وما هي أنواعها؟
بشائر: الدمام
الفرق بين زيادة الوزن والدخول في مرحلة السمنة ومن ثم السمنة المفرطة قد لا يكون كبيرا جدا في البداية، وهو ما قد يحتاج إلى عمليات تدخل جراحي لاحقا. فما هي أنواع هذه العمليات وما فوائدها؟
تشير الإحصاءات الصحية إلى أن واحدا من أصل أربعة ألمان يعانون بالفعل من السمنة، أي زيادة مؤشر كتلة الجسم عن الرقم 30 فأعلى. ويقصد بمؤشر كتلة الجسم (BMI) قياس معدل الوزن الطبيعي ومعدل زيادة الوزن من خلال استخدام مؤشر كتلة الجسم الذي يفحص العلاقة بين طول ووزن الجسم. BMI – Body Mass Index.
نحن لا نتحدث هنا عن بضع كيلوغرامات أكثر من اللازم، والتي يمكن ازالتها عن طريق التمارين الرياضية أوالصيام المتقطع، بل عن سمنة أو سمنة مفرطة والتي قد تصيب الجسم بأمراض صحية مثل السكري أو القلب وغيرها من الأمراض المتعلقة بزيادة الوزن.
ووفقا لموقع فت فور فن الألماني والمختص بالصحة العامة لاحظ الخبراء أن زيادة معدل مؤشر كتلة الجسم عن 40 يجعل التخلص من الأوزان الزائدة أمرا صعبا جدا، ما لم يلجأ المريض إلى أساليب جراحية طبية للتخلص من المشكلة.
جراحات المعدة وأنواعها
مع تزايد كتلة مؤشر الجسم تصبح الحاجة أكبر لتدخل جراحي بحسب ما يشير موقع بونته الألماني، لذلك يلجأ من يعاني من هذه المشكلة إلى تدخل جراحي من قبل الأطباء لحل مشكلة السمنة التي يواجهها. ومع تطور العلوم الصحية في هذا المجال نشأت عدة أنواع جراحية، بيد أن الأشهر والأحدث بحسب الموقع الألماني كانت تكميم المعدة أو عملية تحول المسار.
عملية تكميم المعدة
ونعني بها قص أجزاء من حجم المعدة وترك قسم منها فقط. ويجب أن يحتوى الجزء المقصوص من المعدة على مكان افراز الهرمونات المُسببة للجوع ولزيادة الوزن. وقد يبدو الأمر بسيطا فكلما صغر حجم المعدة كلما استلزم طعام أقل للشعور بالشبع، بيد أن الموقع الألماني يحذر من أن العديد ممن يختارون هذا الحل لا يأخذون في الاعتبار أن جزءًا كبيرًا من العضو قد تمت إزالته بشكل لا رجعة فيه”.
عملية تحويل المسار
يقصد بهذا النوع من العمليات، إحداث تغيير في طبيعة المعدة والأمعاء بحيث يصبح امتصاصها للسكريات وتحدث تغييرا في كيفية امتصاص الطعام وهضمه. والأطعمة بشكل أقل ومختلف، ومن أجل ذلك يتم إزالة جزء من المعدة، وربطها بالأمعاء. وتساعد هذه الجراحة على إنقاص الوزن الزائد وتقلل من الشعور بالجوع. من الأهمية بمكان لنجاح هذه العملية قدرة الجراح على تحويل مجرى الطعام بحيث لا يمر بمنطقة الاثني عشر نتيجة التحويل ولا يتلامس الطعام مع غشائه المخاطي، وهو ما يحفز عادة على إطلاق الجسم لهرمونات مختلفة تساعد على الهضم وتساعد على الشعور بالجوع، كما أن الجسم بعد هذه العملية لن يمر بمراحل طلب الطعام للمتعة أو ما يطلق عليه الجوع اللذيذ، أي الأكل لمجرد التذوق والاستماع وذلك لعدم إطلاق الجسم لهذه الهرمونات التي تحث الجسم على طلب المزيد من الطعام.
مخاطر وفوائد
بالرغم من الفوائد العديدة للعمليات الجراحية الخاصة بالمعدة، والتي مكنت نسبة كبيرة ممن اختاروها من فقدهم لأوزانهم الزائدة، وعززت من ثقتهم بنفسهم، وخلصتهم من المشاكل الصحية المرتبة بالسمنة، وتمكن هذه العملية الأنسولين مرة أخرى أداء مهمته المتمثلة في نقل السكر إلى الخلايا وتحسين تنظيم السكر في الدم.
بيد أن هذه العمليات لا تخلو من وجود مخاطر ويجب ألا يتخذ المرضى قرار إجراء جراحة السمنة باستخفاف، ولكن يجب أن يوازنوا بين المخاطر والنجاح بدعم من أطبائهم المعالجين. لأن العلاج يحمل أيضًا مخاطر مختلفة.
مثل اضطرابات التئام الجروح والألم والالتهابات. كما أن الأمر يختلف مع العواقب طويلة المدى للعملية، وذلك وفقا لكل مريض. حيث من الممكن أن يواجه الجسم مشكلة في امتصاص العناصر الغذائية بشكل كاف وهو ما يلزم إلى اللجوء إلى المكملات الغذائية من أجل منع انهيار الجسم والعضلات.
في الختام قد يكون هذا الموضوع تحذيرا للعديد ممن زادت أوزانهم في الآونة الأخيرة، لا سيما بظهور جائحة كورونا، والالتزام بالإجراءات الصحية والبقاء في البيت. فطالما كان من الممكن خفض الوزن عن طريق الحمية والرياضة ممكنا، فإن شبح التدخل الجراحي ما زال بعيدا.