الشيخ الصفار: يحذر من العبادة الشكلية التي لا تنعكس على السلوك
بشائر: الدمام
حذر سماحة الشيخ حسن الصفار من وجود حالة انفصال بين العبادة والسلوك، حيث لا ينعكس العمل العبادي على سلوك الإنسان.
وتابع: لابد أن تؤثر العبادة في نفس الإنسان وسلوكه.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة
وقال الشيخ الصفار إن البرامج العبادية تشكّل حالة انفتاح وتواصل بين الإنسان وربه، وهي تلهم الاطمئنان والثقة في مواجهة التحديات، وتحفز للبذل والعطاء.
وأشار إلى أن التواصل مع الله سبحانه وتعالى، واستحضار قدرته ورحمته، والثقة بلطفه وفضله هو الذي يخلق التوازن في نفس الإنسان، والاستقامة في سلوكه.
واستدرك: لكنّ ذلك لا يتحقق إلا من خلال العبادة التي تؤدى بوعي وإخلاص، وليس العبادة الشكلية الطقوسية، التي لا تغيّر في نفس الإنسان ولا تؤثر في سلوكه.
وأوضح أن العبادة التي لا تحصّن سلوك الإنسان من الانحراف تفقد المعنى الذي شرعت لأجله.
ومثل بالصلاة التي تؤدى دون حضور ذهني، إخلاص لله، مؤكدًا أن الصلاة التي لا تدفع صاحبها للعطاء ليست صلاة حقيقية.
وبمناسبة ذكرى ميلاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين قال سماحته: لقد عرف الإمام بـ “زين العابدين” لكثرة عبادته، واشتهر عنه الإقبال على العبادة بألوانها المختلفة.
وتابع: علينا أن نتأمل الوجه الآخر والترجمة الصادقة لهذه العبادة في شخصية الإمام وسلوكه.
وعن انعكاس العبادة على السلوك في سيرة الإمام زين العابدين قال سماحته: لقد قاسم الإمامُ اللهَ في ماله مرتين، وكان يحرر كل سنة عددا كبيراً من العبيد، كما كان يعول مئات البيوت من فقراء المدينة.
وأبان أن هذه السيرة المشرقة لزين العابدين (ع) يجب أن تحفزنا للاهتمام أكثر ببرامج العبادة لله تعالى لتكون صلتنا به أوثق، فنستلهم منه تعالى الثقة والاطمئنان لمواجهة تحديات الحياة، وننمي في نفوسنا روح العطاء والبذل.
وتابع: وعلينا أن نتلمس آثار العبادة في سلوكنا.
وأضاف: إن ضعف تلك الآثار يعني وجود خلل في وعينا بالعبادة، ومستوى الإخلاص لله، والتفاعل مع معطيات العبادة.