منطقة الراحة والوضع الافتراضي
د. علي القضيب
منطقة الراحة هي المنطقة التي قد يعجبك اسمها، لأن كلا منا يحب الراحة، ولكن هل تعلم أنها المنطقة التي يقبر فيها الشغف والإثارة، فإذا كنت تبحث عن الإبداع والمتعة فأدر ظهرك إلى منطقة الراحة وامتطِ جواد المغامرة، ستكتشف وتعيش الحماس في عوالمك الجميلة.
منطقة الراحة هي تلك الدائرة التي تملأها الرتابة والملل والروتين، حيث العقل يعمل بدون الوعي الحقيقي، لأنه يعمل في الوضع الافتراضي الذي نشأ من خلال العادة والتعود، هذه المنطقة يعيشها كثير من الناس ولربما تسألوا كثيرا ولم يجدوا حلولا: لماذا الحماس والإثارة مفقودان في حياتي؟ ويأتي الجواب لأن الحماس والإثارة وليدا المغامرة وحب النفس ومصادقة التحدي، هذه المنطقة أتخيلها وكأنها منطقة التعافي في المستشفيات بعد إجراء العملية.
منطقة الراحة ليست حكرا على شريحة معينة، فالطالب قد يعيش منطقة الراحة وهو لا يدري، وكذلك الموظف في عمله، ولا يستثنى من ذلك آباؤنا الأجلاء المتقاعدون الذين أعطوا ولم يكلوا، لذا للخروج من هذه المنطقة المعزولة والتغلب على هذا الشعور والاستمتاع بالحياة، هو أن نعيش الحياة بوعي كامل، وأن تُحب نفسك أولا وسترى أن هذا الحب يتسع ويشع لمن حولك ويعود إليك، إذا ما السبيل؟
هناك أمور عدة ممكن إدراجها كالآتي:
·ممارسة النشاط الرياضي بمتعة، أيا كان، وقد يكون في حدود بيتك
· أعطِ وقتا كافيا لنفسك من خلال الاسترخاء
· حاول أن تأكل اليوم بطريقة مختلفة وبوعي تام حتى تهرب من الوضع الافتراضي
· حاول أن تحفز عملية الأيض عندك من خلال التنفس الإرادي العميق
· ألبسها –أي نفسك- رداء الروحانية بالدعاء
· اقرأ ومارس وعلم وتعلم رياضة اليوغا والتركيز، ستكتشف عالمك الداخلي
أنا شخصيا ارتبطت برياضة اليوغا وأصبحت كالظل بالنسبة لي منذ أكثر من 15 سنة، وأحس بمردودها على مزاجي ونفسيتي وجسمي.
ما أود أن أصل إليه هو أن المطلوب تغير نمط الحياة تفكيرا وقولا وعملا، قد يتطلب هذا التغير حوارا مع شريك الحياة لاسيما إذا كانت الأسرة متعودة على نوع معين من حرق اليوم بنشاطات مختلفة.
أنا متأكد جدا أننا عندما نغير أفكارنا تتغير عاداتنا ونتزحزح من هذا السجن -منطقة الراحة- إلى الفضاء الفسيح، وتبدو الحياة أكثر جمالا ورونقا.