الشيخ الصفار يدعو لتعامل إنساني مع العمالة الوافدة
مكتب الشيخ الصفار: القطيف
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى نشر ثقافة التعامل الإنساني مع العمالة الوافدة، مستنكرا الإساءة لهم بأي شكل من الأشكال.
وطالب بتطوير التشريعات والقوانين التي تحمي حقوقهم، وتصون كرامتهم الإنسانية.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة الماضية، في مسجد الرسالة بمدينة القطيف.
وأوضح الشيخ الصفار أن بعض العمالة الوافدة يعانون من سوء المعاملة وانتهاك الحقوق، وهذا “ما لا يجوز حصوله في مجتمعات تنتمي إلى الدين”.
وأضاف: يجب الاهتمام بتطوير التشريعات والقوانين التي تحمي حقوقهم، وتصون كرامتهم الإنسانية.
وحث على نشر ثقافة التعامل الإنساني مع أفراد هذه الشريحة من قبل مستخدميها، ومن عامة المواطنين. رافضًا سوء التعامل معهم، والجور على حقوقهم، وامتهان كرامتهم.
وقال: لقد وثقت التقارير الرسمية والدولية حوادث كثيرة تجاه العمالة كالتنكيل، والاعتداء، ومصادرة الحقوق، وعدم إعطاء المستحقات المالية.
وأبان أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة لمواجهة جائحة كورونا كشفت أن قسمًا من هذه العمالة الوافدة يعيشون في بيئة غير مناسبة لحياة بني البشر، حيث يتكدسون في مساكن محدودة المساحة، ولا تتوفر فيها أدنى الاشتراطات الصحية.
وأشار الشيخ الصفار إلى أن احترام الإنسان للذين هم أعلى منه مرتبة أو المساوون له أمر طبيعي تفرضه معادلة الحياة الاجتماعية.
وأضاف: لكن أن يحترم الإنسان من يعمل تحت سلطته ونفوذه، كالخادم والأجير عنده، فذلك لا يصدر إلا عن صاحب خلق رفيع، وشعور إنساني عميق.
واقتبس سماحته من السيرة النبوية مواقف تبين كيف كان النبي (ص) يتعامل مع القائمين على خدمته، فقد “تميزت سيرة رسول الله (ص) بتعامله الأخلاقي الإنساني الرفيع مع خدمه والقائمين بأداء ما يرتبط بشؤونه الشخصية”.
وأشار إلى أن النبي (ص) لم يكن يتعالى على خادميه، بل كان متواضعًا لهم، وربما أكل مع خدمه إذا أكلوا، كما كان يتفقدّهم ويهتم بشؤونهم الشخصية.
وتابع: وكان رفيقًا بهم، لا يجرح مشاعر أحد منهم، ولا يسيء لمن أخطأ منهم.
وقال: على ضوء هذه السيرة النبوية الهادية، يجب الاهتمام بأوضاع العمالة المنزلية، وعموم أوضاع العمالة الوافدة، التي تشكل نسبة كبيرة في عدد من بلداننا.