احترام ظروف الناس
جواد المعراج
حتى يشعر الإنسان بالراحة النفسية وهدوء الضمير يجب أن يعذر الناس، وأن لا يلقي اللوم عليهم أو يثقل عليهم بالكلام المحبط والسلبي. بل من الأفضل أن يواسي ويحفز ويشجع الآخرين على مواجهة الظروف الصعبة التي يعانون منها، فهناك من تعرض لصدمة نفسية، ويوجد من يعاني من ظروف روحية وفكرية، إضافة لمن يعاني من مشاكل نفسية واجتماعية وغيرها من مشاكل أخرى.
فمثلاً فجأة قد ينقطع صديق عن التواصل النصي أو الاتصال الهاتفي فتقوم بإساءة الظن به، لأنه لم يرد على الاتصالات والرسائل الخاصة بك، ولكن بعد فترة أخرى قد يرجع للتواصل معك، وبالتالي لا تضع أي أعذار له، وحتى لو لم تكن لديك معرفة بوجود أي عذر من قبله ضعه له أنت بنفسك، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:”اطلب لأخيك عذراً، فإن لم تجد له عذراً فالتمس له عذرا”. ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 2 – الصفحة 1784. ( البحار: 75 / 197 / 15.)
حين يكون صدر الشخص واسعاً ومتقبلاً لظروف الأفراد المحيطين به سيرتاح نفسياً، أما إذا تذمر واشتكى بكثرة فإن صدره سيضيق وسوف يشعر بأن من حوله هم السبب في فشله وإحساسه بالإحباط، بهذا الأمر سيعيش في حالة من التشاؤم الشديد بسبب عدم تقبل الظروف الاجتماعية التي يعيشها أو ضعف القدرة على التكيف مع مختلف البشر.
فعندما يتعرض الفرد للنقد الإيجابي من قبل البشر من اللازم أن يظهر الاحترام ويتقبل ذلك بكل سعة صدر، فالنظرة الإيجابية للأمور هي الطريق لتحقيق السعادة والراحة. فمثلاً، عندما تتعرض لنقد إيجابي من قبل إنسان معين فمن الممكن يتمنى لك الخير والأفضل بل والعمل على دعمك من الناحية النفسية، من هنا على المرء أن لا يسيء الظن بالآخرين.
حتى لو تعرض الإنسان للانتقاد السلبي من قبل أناس معينين عليه أن يتقبل ذلك ويعد هذا الأمر دافعاً على مواجهة الإحباط والفشل، فهناك من يبالغ بكثرة تجاه ما يصدر عن الآخرين من سلوك أو ردة فعل فتراه يصاب بالقلق والتوتر، فلا يضع أي عذر للأشخاص المحيطين به من الجانب الذي يجعله يعتقد بأنهم يعانون من الظروف الصعبة أو قد تكون لديهم مشاكل نفسية واجتماعية.
إذا أساء إليك شخص معين لا تتعب نفسك برد الإساءة له بل بما ترضاه لنفسك بأن تكون هادئاً تجاهه (السيطرة على الغضب) وأن تشعر بالراحة والسعادة فهذا يعبر عن القيم والمبادئ الأخلاقية التي تملكها، فإن آراء وأفكار الناس ليست صحيحة في كل الأحوال، فهي عبارة عن وجهات نظر تحمل الخطأ والصواب، والبشر بطبيعتهم معرضين لارتكاب الأخطاء بأية لحظة، فلا تبالغ بالتركيز على السلبيات الخاصة بهم بل ركز ما يحملونه من عادات إيجابية واحترام الظروف الخاصة بهم.