النوازع الشيطانية الأمارة بالسوء
جواد المعراج
قال الله تعالى: {لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} سورة النور آية 21.
الحقد الشديد والحسد والعنف النفسي بمختلف الأساليب مرتبط بالظروف الاجتماعية المناسبة والقيم والمبادئ الأخلاقية الخاصة لكل فرد ومجتمع، وقد تكون أحياناً ناتجة عن ثقافات معينة ترسخت في عقول فئة من الناس، الأمر الذي يؤدي لإثارة النوازع الشيطانية التي تحرض الإنسان على زعزعة الراحة والطمأنينة لدى الآخرين، من أجل تكريس الخصومة العنيفة بين أطراف معينة وتوسيع فجوة الخلافات بالبيئة الاجتماعية بهدف تعطيل المشاريع التنموية والمساعدة على تخفيف الضغوطات النفسية الشديدة.
المشكلة أن الخصم يريد رد الاعتبار للطرف الآخر نتيجة لما حصل في الفترات السابقة من ممارسات غير أخلاقية أدت لزعزعة الراحة بين أطراف معينة، وبالتالي فإن رد الانتقام بدلاً من المساعدة ورد الجميل للآخر في ظل الظروف القاهرة التي يواجهها يؤدي لبث اليأس والغضب في النفوس، وذلك من خلال إرساء ممارسات غير أخلاقية تغرض لإثارة النوازع الشيطانية الأمارة بالسوء عوضاً من التحدث بلغة السلام.
نبش الملفات القديمة (الخلافات والمواقف العدائية السابقة) عامل سلبي يهدف لإثارة النوازع الشيطانية، فهناك فئات حاقدة بشدة تريد تدمير الاستقرار النفسي الخاص بالأفراد، مما يجعلها ذلك تندفع نحو تصيد الأخطاء لإحباط الجهود والأعمال الإيجابية المبذولة من قبل التوجهات التي تريد احتواء الخلافات وإعادة ترتيب الملفات القديمة.
وجود الأشخاص الذين يتصيدون أخطاء من حولهم يحمل آثار تدميرية متعددة تجاه التماسك الاجتماعي، فهذا يجعل كل طرف يستغل نقاط ضعف الآخر على حساب إثارة الرأي العام لتدمير الجهود والأعمال الخاصة به، وبالتالي يحتاج هذا النوع من المشاكل لتكتم شديد.
تعزيز المشاريع التطوعية عامل مساعد للحفاظ على روح التفاؤل بالرغم من كل الصعوبات والعوائق التي تضع حاجزا أمام تنمية مستوى الإرادة لتحسين الأوضاع، وذلك من أجل توفير البيئة الإيجابية التي تساعد على تخفيف الضغوطات النفسية الشديدة.
والخلاصة التي لا بد من ذكرها هي: إذا أراد كل شخص أن يعيش مرتاحاً دون أن يثير الشيطان في داخله الخوف والقلق والتوتر والصداع الشديد، يجب عليه أن لا يسمح للنفس الأمارة بالسوء بالانتصار عليه، فمن اللازم على كل فرد أن لا يتعود على تزيين الأخطاء ونقصد بذلك رؤية المرء لنفسه غير مخطئ على الدوام.
إضافة إلى ذلك، أن الإنسان يبدأ بارتكاب صغائر الذنوب شيئاً فشيئاً، ويلجأ بعدها لارتكاب كبائر الذنوب بطريقة متعمدة إلى أن يملؤه الحقد والحسد فيفقد السيطرة على نفسه، ويصبح أنانياً لا يساعد الآخرين.