كيف لي
جاسم المشرَّف
تتداعى الآمالُ بُرجاً فَبرجا
مُذ تَوَارى، ورُجتِ الأرضُ رَجَّا
دَمدَمَ الرعدِ والهمومُ جبالٌ
زاحفاتٌ تجيشُ فوجا فَفَوجا
وغيابُ المنصورِ عنا افتجاعٌ
وسواهُ لِنصرِنا ليسَ يُرجا
نحنُ مَن غابَ بل تناءى عن
الحق ضياعاً، وما اتخذناهُ نهجا
°°°
كيفَ لي أنْ أرى الحقيقةَ والفكرُ شتاتٌ بِظُلمةِ الشكِّ لجَّا
كيفَ لي أنْ أثوبَ للراحةِ الآن
وشوقي يَعُجُّ في القلبِ عَجَّا
كيفَ لي أنْ أعودَ للأملِ الغضِّ
وروحي تحياهُ حصناً وملجا
كيفَ لي كيفَ لي وما لي دليلٌ
غيرَ رمزٍ يعيدُ حقا ونُضجا
°°°
طُفتُ كالريحِ أستفيقُ كما البرقِ
بصوتٍ يؤُجُّ في الدربِ أجَّا
ذاكَ صوتُ الإيمانِ صوتُ
المروءاتِ وحسبي بِمسمعِ الدهرِ وجَّا
ذاكَ صوتُ الإنسانِ صوتُ ضميرٍ
مِن قديرٍ أبداهُ مزجا ودمجا
شائقٌ لا يُحَدُّ شوقي بِحَدٍّ
وغدا الصدرُ من فراقك لَحجَا
لي من الوجدِ أنجمٌ وشموسٌ
واشتياقٌ إذا خَبا عادَ وهجا
فكأنَّ السحابَ يُوقظُ في الروحِ
حياةً تَسيلُ بالنورِ ثَجَّا
فأقلني مِن عَثرتي إنَّ دربي
في شتاتِ الأوجاعِ والحُزنِ لجَّا
ناوَشَتهُ الذئابُ في ليلهِ الغامضِ
كم يرجو فيهِ أمناً ووحجَاً
أنا ما زِلتُ بالتولعِ مَمسوساً
وقلبي إلى جَمالِكَ حَجَّا
بَصَرٌ تائقٌ وقلبٌ مَشُوقٌ
والتفاتٌ إلى الوَصِيِّ المُرجَّى
أنتَ فَجرِي وَرَوضتي وَسَمائي
فاصطنِعني على عُيونِك نَهجا
•••
يا سبيلاً بعدَ السبيلِ وحِصناً
أنتمُ للورى غياثٌ ومَنجى
نحنُ مِن غَيرِكُمْ نَتيهُ شَتاتاً
فَخُذونا مِن الضياعِ لِملجا
نحنُ أيتامُكُمْ وليسَ لذا اليتمِ
سِواكم لِما يُخافُ ويُرجى
نحنُ يا سَيدي على العهدِ نَبقى
لو نُشِرنَا وأجَّتِ الحربُ أجَّا
كُلَّما تَنزُل البلايا عَلونا
وصَمدنا نشقُّ ثَبجا وفَجَّا
كُلَّمَا تُظلِمُ الخطوبُ أضأنا
واشتعلنا كما الحقيقةِ وهَجَا
•••
يا يقيناً يعيدُ نبضَ الأماني
وانتصاراً يثيرُ نقعاً ورهجا
لستُ ممن يُقاربُ اليأسُ قلبي
ويقيني يُضيءُ صُبحاً ودَلجا
وإذا الفكرُ داهمتهُ شكوكٌ
ضاءَ فيهِ الهُدى ونُورُكَ وجَّا
وإذا الصدرُ ضاقَ ذرعاً بِهَمٍّ
ليسَ إلاك في الشدائدِ أحجى
يا سَبيلي وغايتي ودليلي
وانشراحي إذا فؤاديَ عجَّا
أنتَ قلبُ الوجود نبضاً وإرواءً
ووجهاً بِيُمنِهِ الخيرُ يُزجى
أخصِبي هكذا حُروفَ المُرجَّى
بِجلالٍ.. ويا فؤادي تهجَّى