الشيخ الصفار يدعو لاحترام قرارات الآخرين وعدم مصادرة شخصياتهم
مكتب الشيخ الصفار: القطيف
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى احترام قرارات الآخرين، وعدم التدخل في شؤون حياتهم الخاصة، إلا في مجالي الشورى والنصيحة.
ورفض أن يستغل أي شخص موقعه الديني أو الاجتماعي لمصادرة شخصيات من حوله.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار: كل إنسان في هذه الحياة تتشكل عنده قناعات، وتتكون له رغبات وتطلعات، وقد منحه الله الإرادة والاختيار ليعمل وفق قناعاته ولتحقيق رغباته وتطلعاته.
وأبان أن الإنسان يتمتع بحريته واختياره في تسيير أمور حياته وتلبية رغباته.
واستثنى سماحته حدّي الالتزام الديني، والنظام والقانون، “فلا ينبغي له أن يخالف أحكام الدين والمبدأ الذي يدين به، ولا أن يتمرد على النظام والقانون الذي تفرضه طبيعة الحياة الاجتماعية”.
وأشار إلى وجود من يتدخل في شؤون الإنسان فيعيق حريته ويصادر شخصيته، ويمنعونه من تحقيق رغباته وتطلعاته، إما بممارسة القوة والقهر، أو بفرض الوصاية عليه.
وأوضح أن هناك من يفرض الوصاية على الآخر، “فيفكرون بديلًا عنه ويتخذون القرارات له خلافًا لرغبته، فيسلبونه أهلية اتخاذ القرار، أو يمنعونه من ممارسة ما يقرر لنفسه، بدعوى أنهم أعرف منه بمصلحته، وأولى بتحديد رغباته”.
واستدرك سماحته بأن هذه التصرفات تصح “بالنسبة للقاصر سنًا أو عقلًا من قبل من له الولاية عليه في إطار مصلحته”.
وتابع: إما بالنسبة للبالغ الرشيد فلا ولاية لأحد عليه حتى لأقرب القريبين منه.
ورفض الشيخ الصفار محاولة بعض من يملكون قوة في الشخصية أن يصادروا شخصيات من حولهم، ويمنعونهم من تحقيق رغباتهم، ويسلبونهم حق القرار لأنفسهم، عبر الضغط النفسي والاجتماعي.
وعن تأثير مصادرة قرارات الآخرين من الجانبين الشرعي والتربوي قال سماحته: هذا التصرف حرام من الناحية الشرعية لأنه اعتداء على حق الغير وسبب أذى له.
وأضاف: وإما في الجانب الإنساني والتربوي، فهو يضعف ثقة الآخر بنفسه، ويشعره بالضعف والمهانة، وينتج له عقدًا نفسية، وقد يربك حياته.
وأبان أن من يقرأ السيرة النبوية يجد أن النبي (ص) ومع عظمة شخصيته، ومقام ولايته، “إلا أنه (ص) لم يكن يمارس هذا المقام إلا في مجال تطبيق الأحكام الشرعية وشؤون إدارة نظام المجتمع”.
وتابع: لقد ترك (ص) لمن حوله فرصة اتخاذ القرارات الشخصية لأنفسهم، ولا يفرض قوة شخصيته عليهم.
واستشهد بعدد من المواقف من السيرة النبوية التي تبين الموقف النبوي من قرارات الآخرين، وكيف كان (ص) يحفظ لهم حرية الاختيار.
وقال: الدرس الذي يجب أن نأخذه من المواقف النبوية هو ألا نستغل موقعنا في مصادرة شخصيات من حولنا، ولا نعطي لأنفسنا الحق في التدخل في شؤون حياتهم الخاصة.
وحذر الآباء والأمهات والأزواج ومن له سلطة دينية أو اجتماعية من استغلال هذه السلطة في مصادرة شخصية من حولهم، ودعاهم لعدم التدخل في خصوصياتهم إلا في حدود النصيحة.