منابر الجمعة تحث على الصيام والوعي وتحذر من إضاعة الشهر الكريم
مالك هادي: الدمام
مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك صدحت منابر الجمعة بالحث والتوجيه لاستثمار أيامه ولياليه في جوانبه المتعددة، فتحدث سماحة الشيخ إسماعيل الهفوفي إمام جامع الإمام الحسين بحي الفيصل (الخرس) في الأحساء: أن شهر رمضان أيام معدودات لكن له القابلية لأن يصنع الإنسان ويغير المجتمع ويكون خير أمة أخرجت للناس، وأن هذه الأيام تحتاج إلى استعداد للنيل من النعم الإلهية وتحتاج إلى توسعة القابلية.
وأكد في حديثه أن تكريم الشهر الكريم وتقديسه في الروايات يهدف إلى تفقه الأمة في الجانب الفقهي حول أحكام هذا الشهر، وتهدف إلى أن تمزج بين الحكم الشرعي وبين المضمون والغاية والأهداف التي يحملها الحكم الشرعي، فيطبق الحكم الشرعي ضمن رؤية الأهداف الفكرية والاجتماعية، فقال: لا يريد الله منا الطاعة والعبادة الشكلية، بل يريد أن يخلق فينا عبادة تساهم في تغيير كيان الإنسان فكره ونفسه وأهدافه.
وانتقد سماحته التعامل مع الصيام بصورة جافة بعيدة عن أهدافه، فلا يغير فينا شيئاً، ولا يحدث إصلاحاً للأمة.
وفي المسجد الجنوبي ببلدة أبي الحصى في الأحساء تحدث سماحة الشيخ أمجد الأحمد عن مكونات البرنامج الرمضاني، فقسم الناس إلى ثلاثة أقسام في تعاملهم مع شهر رمضان:
الفائزون والرابحون.
المغبونون: وهم الذين يمر عليهم شهر رمضان وقد فوتوا الفرصة في الاستفادة من خيراته.
الأشقياء: الذين علموا المعاصي في الشهر الكريم فخرجوا من الشهر بخطاياهم.
وتحدث الشيخ الأمجد عن البرنامج الرمضاني الذي ينبغي أن يضعه الإنسان لنفسه، وهو يتكون من:
المكون العبادي: من الفرائض الخمس في أول وقتها، المحافظة على النوافل ولو نافلة واحدة كل يوم كنوافل الفرائض أو صلاة الليل وغيرها. والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والتزود من الأدعية الرمضانية.
المكون الأخلاقي: من صلة الرحم وتحسين الأخلاق وغيرها.
المكون الفكري: بالتفكر والتدبر في آي القرآن الكريم.
المكون الاجتماعي: بصلة الرحم وتفقد الفقراء والمحتاجين والمساكين.
وتحدث إمام جامع الإمام القائم بحي مشرفة بالمبرز في الأحساء سماحة السيد عبدالله الموسوي في استقبال شهر رمضان بأن الشهر الكريم جاء مصحوباً بثلاثة أمور كما جاء في خطبة النبي في آخر شعبان: أقبل بالبركة والرحمة والمغفرة، فقال: هذا الشهر مليء بالبركة من الجانب المادي والمعنوي، الجانب المادي بقدر ما يبذله الإنسان فإن الله تعالى يعوضه عن ذلك، والجانب المعنوي هو أن كل ما يقدمه المؤمن من عبادة يبقى في نمو وازدياد عند الله تعالى.
وأشار إلى أن الرحمة والمغفرة تتجلى في هذا الشهر باستشعار الإنسان في صيامه لآلام الفقراء ومعانتهم، ويتذكر بجوعه وعطشته مواقف يوم القيامة.
وإصرار الإنسان على الصيام يصنع في نفسه قوة وإرادة لمحاربة ومواجهة النفس الأمارة بالسوء، وتتجلى القوة باختيار الإنسان للصيام.
وفي مدينة الدمام تحدث سماحة الشيخ عبدالمحسن إمام مسجد المصطفى بحي المحمدية عن استقبال الشهر الكريم فقال: شهر مضان فرصة تتجلى لنا في أيامه، فحينما ننظر إلى البرنامج الذي وضعه لنا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في كيفية تغيير أنفسنا من الجانب السلوكي والعبادي والروحي وهو ما نجده في خطبة النبي في آخر شعبان، ومن قلة الحظ والجد أن تفوتنا هذه الأيام دون أن نستثمر هذه التوجيهات.
وحذر سماحته مما يطرح من برامج مقابل البرنامج العبادي والروحي وهو ماعبر عنه ببرنامج “التلهي”، فقال: لقد أتاح الشارع المقدس جانب الترويح عن النفس في ساعات المرح وأمثالها، ولكن نهى عن اللهو والتلهي والخروج عن الآداب الإسلامية تحت مبرر الترويح عن النفس.
ووجه سماحته رسالة إلى الشباب فقال: ينبغي أن تراعوا أمرين أساسيين في الترويح عن النفس: أن يكون الترويح عن النفس ضمن حدود الشرع، فلا تشجع على ماحرم الله ولا تدعو له بحجة الترويح، وأن لا تطغى التسلية والترويح على أهداف شهر رمضان..