أقلام

فُرص السماء

الشيخ صالح آل إبراهيم

وقفة في الفكر والاجتماع (١٧)

تمر على الإنسان فرص سماوية ثمنية، فمن أحسن الاستفادة منها كان لها الأثر الكبير في صلاح نفسه، وسعادة دنياه، وآخرته .

ومن جملة أثمن تلك الفرص شهر الله، الذي يعد نفحة رحمانية يسعد من تعرض لها واستفاد منها، ويشقى من فرط فيها وضيعها . عن النبي (ص) ( فالشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم ).

ففي هذا الشهر تفتح أبواب السماوات والجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين، وفيه تبسط موائد الرحمة والبركة والكرم الإلهي، ويدعى العبد إلى ضيافة ربه، وفيه ترمض الذنوب، وتقبل الأعمال، و يستجاب الدعاء، وتضاعف الحسنات .. فآية فيه تعدل ختم القرآن في غيره، أما النفس فيه فتسبيح ، والنوم على الطاعة عبادة.

والناس صنفان في تعاملهم معه :
فمنهم يعده شهر التفنن في الطعام، وفرصة للنوم والراحة، ومحطة للترفيه، وجلسات المسامرة، والتمتع بما تقدمه الفضائيات من وجبات دسمة أفلام، و مسلسلات، و التي للأسف أكثرها تنتهك حرمة الشهر بما تنفثه من أفكار مسمومة وهابطة .

وأما الصنف الثاني فيدرك حرمته، وفضله وعطاياه ومنحه السماوية، فيعده فرصة ثمينة لترميم العلاقة مع الخالق والمخلوقين ، ومحطة للتوبة و بناء الذات، وتهذيب النفس وإصلاحها، وتأدية الحقوق و الواجبات، وبهذا يسلكون طريقًا سريعًا نحو سعادة الدنيا والآخرة، وتحصيل عطايا هذا الشهر وهباته .

ولكي ننال نفحات هذا الشهر وعطاياه .. علينا رفض الفوضى، والكسل، والتسويف، والسعي في مبادرة جادة للإلتزام ببرامج فردية، وجماعية واضحة تحقق مضامين هذا الشهر الفضيل .

أخيرًا يحتاج المرء لفترة من الزمن يرفع فيها مستوى تفكيره، وفعله الأخروي، وليس أفضل من شهر رمضان فرصة لذلك . قال النبي (ص) : ( لو يعلم العبد ما في رمضان ، لودّ أن يكون رمضان السنة ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى