الشيخ الصفار: الدين يرفض ثقافة التمييز ضد المرأة
مكتب الشيخ حسن الصفار: القطيف
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن النصوص الدينية الأصيلة ترفض النظرة الدونية للمرأة وسلبها حقوقها الإنسانية.
وتابع: هناك ثقافة خاطئة حرمت المرأة من فرص كثيرة اتيحت للرجل في الحياة الخاصة والعامة.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وأوضح الشيخ الصفار أن تمكين الإنسان في هذه الحياة قرار إلهي، فقد خلقه الله ليكون خليفته في الأرض، وزوده بقدرات عقلية ونفسية وبدنية، ومنحه الإرادة والاختيار، وسخر له ما في الكون من وجودات وثروات.
وتابع: الخطاب القرآني في مثل قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ}، موجه لجميع بني البشر ذكورًا وإناثًا، ولا يختص بالذكور دون الإناث.
وأضاف: “فتمكين المرأة في الأرض كتمكين الرجل قرارٌ إلهي يحمله الخطاب القرآني”.
وأبان أن دخول المرأة في معترك الحياة يصقل شخصيتها ويسهم في حركة التنمية والتقدم الاجتماعي والوطني.
وتساءل إذا كانت هناك بعض القوانين والتشريعات تسلب المرأة حتى حق التصرف في جسمها أو مالها، فكيف ستسمح لها بالتدخل في الشأن العام وإدارة الحياة؟.
وأرجع سبب هيمنة الثقافة الذكورية إلى ظروف الحياة في العصور الماضية التي تستلزم خشونة الجسم وقوة العضلات، لتحصيل الموارد، وخوض معارك القتال، طلبًا للغنائم أو دفاعًا عن القبيلة ومصالحها.
وتابع: بينما تحتاج المرأة إلى حماية الرجل لنعومة جسمها وضعف قوتها البدنية.
وقال سماحته: على هذا الأساس قامت معادلة هيمنة الرجل، واستئثاره بفرص الحرية والحركة، وانحصر دور المرأة في وظائفها الزوجية والمنزلية تحت رعاية الرجل وفي ظل سلطته.
واستدرك القول: لكن بعض النساء القلائل في العصور الماضية استطعن أن ينتزعن مكانتهن ويفرضن وجودهن في مجتمعات الهيمنة الذكورية. وذلك يدل على مواصفات استثنائية في شخصياتهن.
وتحدث الشيخ الصفار عن دور أم المؤمنين خديجة لمناسبة ذكرى وفاتها، مؤكدا أنها نموذج يحتذى لكل امرأة تطمح أن تنتزع لها دورًا في ميادين الاقتصاد والاجتماع.
وتابع: لقد انتزعت خديجة لها دورًا مميزًا فقد كانت لها تجارة واسعة، يعمل فيها عدد من رجالات قريش، وكانت تسمى (سيدة قريش)، واشتهرت بكمال الاخلاق، فأطلق عليها لقب الطاهرة والمباركة.
وأوضح أنها (ع) وهبت النبي (ص) كل ما تملك من مال وجعلته تحت تصرفه لخدمة الدعوة.
وأشار إلى أن هذا الدعم المالي للنبي (ص) من قبل خديجة هو واحد من أبعاد دورها ونصرتها لرسول الله (ص)، فإن توظيفها هذه المكانة والثروة في خدمة الرسالة والتغيير الاجتماعي دليل على وعيها بأهمية هذا الدور فهي أفضل نساء الأمة بعد ابنتها فاطمة الزهراء.
وأبان أن في هذه السيرة للسيدة خديجة رسالة للمرأة إذا دخلت ميدان العمل وكسبت الثروة أن توظفها في خدمة دينها ومجتمعها.