كورونا..غيَّب بهجة القرقيعان في شوارع الخليج.
فاطمة المحمدعلي:الدمام
غيَّب كورونا بهجة القرقيعان التي اعتادوا عليها أطفال الخليج في كل عام، فِي طَرق أبواب الجيران والتسكع في الطرقات، مُعطلاً أهم طقوسها في أحياء ذكرى ميلاد الإمام الحسن سبط النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في ليلة النصف من رمضان.
فـ مع الأحترازات وإجراءات التباعد الاجتماعي انكسرت العادات التي تأدب عليها الموالين كل عام، فـ تقلصت مظاهر الأحتفال وانتقلت من الشوارع إلى البيوت، لتصبح مظاهر منزلية، تقتصر فقط على أفراد العائلة.
ففي حوار مع صحيفة بشائر قال مؤسس بوابة العنود أبو علي المنصور” اعتدنا أنا وعائلتي ولأكثر من عشر سنوات، بإقامة حفل القرقيعان في الشارع المقابل لمنزلنا، في بوابة أطلقنا عليها بـ اسم الحي “بوابة العنود”، وكنا نقوم بتوزيع القرقيعان، بطرق جديدة ومبتكرة، ساعين لأدخال الفرحة والسرور على قلوب المارة من الأطفال والنساء والرجال، أحياءاً لذكرى ميلاد الإمام الحسن عليه السلام.
وتابع قائلاً: وبسبب جائحة كورونا اختلفت هذه العادة من العام الماضي، حيث واجهنا فيه (الحظر الكلي)، إلاَّ إننا هذا العام أصبحنا وكأننا بين مطرقة وسندان بين وضع مفتوح وضع محصور ، فقمنا بتوزيع القرقيعان والبركات المغلفة، على السيارات المارة بشكل دفعات، تفادياً لـ تجمعها، ساعيين بأحياء مسيرة هذه العادة وفق الأحترازات الصحية.
وتابع: من المواقف التي آلمتنا ووصلتنا، بأن ظلمة ووحشة بوابة العنود هذه الايام أثارت تعجب وتساؤل أطفال بعض الأهالي “ليش مازينوا المكان ؟؟!!
وختم حديثه قائلاً: واكتفينا بـ إحياء المولد الشريف هذا العام بين أطفالنا والعائلة، عملنا مجلس مصغر ووضعنا فيه منبر لقراءة المولد الشريف، وطاولة لـ متحف فيه مجسمات تراثية، لخلق فيه أجواء الزمن القديم.
ومن البحرين الشقيق عبرت المواطنه البحرينية أم حسين عاشور لصحيفة بشائر عن اجوائهم هذا العام قائلة: كل عام كنا وبكل حب للإمام الحسن عليه السلام، ورغبة في بركاته نطوف البيوت أعلاناً لميلاد النور، ولكننا هذا العام بسبب جائحة كورونا جعلنا ذلك الحب يطوف في قلوبنا.
وتابعت: وسعى الجميع بما يتيسر له لنشر الأبتسامة على وجه أطفال بيته، فقد أحيينا مولد الإمام الحسن ونحن فاقدين إلى الأهل،
ولكن لانملك إلاّ الدعاء، فوقت قراءة الولادة المباركة مثل كل عام، رفعت الأكف إلى الله فهي ساعة استجابة دعاء برفع هذا البلاء بالعجل وظهور الحجة عجل الله فرجه الشريف، وكلنا يقين بأن الله لا يرد كف تدعو بحق الآل عليهم السلام أبدا .
ومن دولة الكويت الشقيقه عبرت المواطنة فاطمة الصائغ قائلة” عندنا حظر جزئي من الساعة ٧ مساءً إلى ٥ الفجر، مرت علينا الأيام الرمضانية بـ كآبه، وبالذات هذه الأيام القرقيعانية فقدنا جمعة ولمة الأهل صرنا نشوفهم بصعوبة، وصار الوضع يقتصر بس مع الجيران نتزاور، والبيوت القريبة منَا وبأعداد قليلة.
وتابعت ولأول مرة بالكويت، نحط قرقيعانا بطاولة بالشارع ونوزعها، ولا بالعادة بس في البيوت، إن شاء الله السنوات القادمة الله يبعد عنا هالوباء ويكون قرقيعانا أجمل، يستاهل كريم أهل البيت.