بشائر المجتمع

بماذا يمتاز المنبر الفكري في خطابه العاشورائي؟

بشائر: الدمام

امتاز المنبر الفكري (النخبوي) وهو منبر رائد في مجتمعنا الخليجي بمزايا متعددة. كونت هذه الامتيازات هوية مستقلة لهذا المنبر النوعي حتى أصبح له جمهور كبير وحضور بارز خصوصا في موسم عاشوراء.

أولى امتيازات المنبر الفكري، نوعية الشريحة المخاطبة. فالمنبر الفكري يتوجه في خطابه للطبقة الأكاديمية والمثقفة وهي فئة اجتماعية تتمتع بمخزون معرفي كبير واطلاع ثقافي غزير. ولهذه الشريحة تساؤلات لا يجيب عنها إلا هذا المنبر.

ومن امتيازاته أيضا، مناقشة النظريات والاطروحات الفكرية الإسلامية والحداثية والليبرالية وانتقادها بأسلوب علمي ما يؤكد على قوة الفكر الإسلامي الإمامي الأصولي. فالخطاب الفكري قادر على تطويع الفلسفة وعلمي النفس والاجتماع في سبيل اثبات الرؤى الإسلامية الأصيلة. وبهذا يصبح المنبر عابر من للحدود الطائفية وملتزم بالخصوصية المذهبية في آن واحد.

ومن المنابر الفكرية البارزة في المنطقة، منبر الخطيبين الحسينيين الشيخ أحمد سلمان والشيخ حيدر السندي. الأول يحاضر طوال هذا الموسم العاشورائي بأطروحة متنوعة، بينما الثاني اختار سلسلة الدين والقيم الأخلاقية ليتناولها في ثلاثة محاور رئيسة.

استهل الشيخ أحمد سلمان موسم عاشوراء بآية الشعائر (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج، ٣٢. فتحدث في ليلتين متتاليتين عن التفسير السايكولوجي للشعائر الحسينية. ناقضا في الليلة الأولى المباني التي ارتكز عليها تفسير الشعائر المنطلقة من عقدة أوديب. واستبق النقض باستعراض موجز لمدارس علم النفس والتركيز على علم النفس الديني. وفي الليلة الثانية ركز على بيان التفسير السايكولوجي الصحيح للشعائر الحسينية.

وصدّر الشيخ حيدر السندي سلسلته بما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): “من ساء خلقه عذب نفسه” فأكد على أهمية الحديث عن القيم الأخلاقية، وعن العلاقة بين القيم والدين وذلك بناء على اجماع الفلاسفة وعلماء النفس بأن القيم والأخلاق هي طريق الإنسان نحو السعادة والتصالح مع الذات وهذا وارد عن أهل البيت أيضا. ثم ذكر مقومات أخرى تؤكد أهمية هذا البحث كلاميًا وسياسيًا واجتماعيًا. خاتمًا بالإشارة إلى أن هذا البحث الفكري الأخلاقي يشمل أفعال الله سبحانه وتعالى.

تجدر الإشارة إلى أن المنبر الفكري كان صريحًا وواضحًا منذ بداية انطلاقته في سعيه الحثيث للارتقاء بالمستوى الثقافي للمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى