ظلال على (سيف من ورق) للشاعرة لمياء العقيل
جاسم عساكر
هناك سيف من ذهب، وسيف من خشب، و(سيف من ورق)، وآخرها أكثرها رهافة ورقّة، فإن هو لم يكن ليقطع رأسا، ولا ليحز عنقا، فهو يقطع الدرب على اللصوص القادمين لسرقة الفرح، واختطاف النجوم من السماء، هو المعدّ لقطع دابر اليأس، واجتثاث رأس الظلام، لا لشيء سوى أنه الشعر، والشعر يفعل هذا وأكثر.
لئن كنا يوما نصنع سيوفا ورقية لقتال أترابنا الأطفال، فإن لمياء الشاعرة اختارت لها (سيفا من ورق) أيضا، ولكنه على هيئة كتاب، ولئن كانت سيوف الحرب مصقولة الحد للضرب، فهو السيف مصقول الفكرة، أصيل الرأي، تحمله الشاعرة في يدها لتواجه به بشاعة العالم وقسوة الواقع، فالورق هنا تعبير مجازي عن الشعر، والشعر هو السلاح الذي نذب به عن قضايا الأمة، وقضايانا الخاصة، لذلك نجدها في الوجه الآخر من الغلاف تعلن عن هذا عبر وصف مسيرة قلبها مع الشعر وعلاقته الحميمة به، أن قلبها لا ينكر دعوة الشعر المبعوث لتخليص النفوس من همومها وأحزانها، فتقول:
دعوة التقريض ما أنكرَها وسوى الأوزان لحنا ما اعتنق
إذن هنا شاعرة هائمة بالقافية، إلى درجة أنها ضبطت إيقاع قلبها على إيقاع الوزن والألحان في القصيدة، فاعتنقتها.
وماذا أيضا عن هذا القلب الهائم على سواحل بحور الشعر؟
الشاعرة تجيب:
شرب البحرَ بشطيه فمن كأسه مصطبح والمغتبق
هكذا هي العلاقة بين قلبها وشاعريتها، اتحاد مطلق على امتداد الوقت، صباحا ومساء.
ليتولد عن ذلك الغوص العميق في لجة البحر، أن الشعر يكافئ القلب، فالقلب:
لم يزل ينقد من أصدافه طبقاً يركب فيه عن طبقْ
وهكذا كانت لذة الوصول واكتشاف المجهول.
ربما من اللافت في (سيف من ورق) هو احتفاء الشاعرة الجمّ، بمحيطها العائلي والأسري، واصطياد ما يمكن اصطياده من مواضيع وتوثيقه عبر هذه اللوحات الكثيرة، والتي جاءت من الواقع لا من مجرد التهويمات الخيالية والصور الهلامية، ذلك أن الإحساس الصادق بمن حولنا هو ما يجعلنا أكثر انسيابية في التعبير عن المشاعر، فنجد في الديوان صورا بانورامية للملهم الأول (الأب) والذي دشنت به الشاعرة مشروعها الإبداعي حيث حمّلت (حمام اليمامة) كتابها ليلقي به بشيرا إلى أبيها الذي يقطن بعيدا عنها، والذي كان سببا في تهذيبها وتربيتها، ولم تكتفِ أن جعلت النهر يبدأ من أقدام أبيها فقط، بل جعلت المصب الأخير كذلك، حيث القصيدة الأخيرة أيضا تصف شوقها إلى الأب النائي، ولئن كانت في الإهداء بعثت إليه طيرا، ففي الختام هي من اختارت أن تطير، حيث بلغ الهيام حده:
أطير في الأُفق الأعلى محلقة إلى أب يتلقاني بترحيب
ثم تصف مكانة ذلك الأب، وتعترف وتقر له بالفضل:
هذا (أبي) من رعاني رغم شيبته مازال يعهد أخلاقي بتهذيب
وترى أن قطار العمر لا يمكن أن يسرق الطفولة بمرور السنوات، وأن الأب الحاني يستطيع استشفاف ما تكنه ابنته من خلال ملامحها، كما نفهم رغبات الصغار:
كأنني طفلة في الأربعين يرى في وجهها ـ إن تبدى ـ كل مرغوب
ويطوّف بنا الديوان في مواضيع شتى، حديثا عن الشعر والهيام الوجداني، والديني النبوي، والوطن الذي حظي بنصيب غير يسير، والمراثي ووداع الأحبة الراحلين.
وإن الصفة الغالبة على الديوان أنه يحمل مضامين دينية كثيرة، تدل على ثقافة الشاعرة، وتعكس انتماءها وتربيتها، إلا أنها قادرة على (شعرنة) تلك المضامين وإسقاطها على مواضيع الحياة بشكل عام، وتوظيفها في البيت دون المساس بقداستها، إلى أن تطغى استخدامات بعض المفردات الدينية، ربما حتى في أغراض غير دينية، فنجدها في قصيدة (بلاد الغرام) مثلا، وبالرغم من محتوى القصيدة الغرامي تقول:
آمنتُ أن هواه أصدق آية والعمر دون يقينه إلحادُ
وكفرت بالدنيا سواه فإنه ربح.. وكل العالمين كسادُ
تلاحظ هنا (آمنت، آية، يقين، إلحاد، وكفرت) كلها مفردات ذات مدلولات دينية صرفة، وحلت في قصيدة غرامية، كدليل على تشرّب الشاعرة من معين الدين الصافي، لدرجة عدم التجرد منه حتى في مواضيع خارج حقله.
ثم تسترسل في شرح أحوالها أمام هذا الحب الجارف، وتعترف بضعفها أمام جبروته رغم أنها كانت جلدة أمام جبروت الأيام وقسوتها:
قدتُ الجحافل ما حسبتُ عديدها ما بال قلبي للهوى ينقادُ!
لا تبحثي عن سبب للحب سيدتي، فمعرفة السبب تبطل سحره.
كما أنها في قصائد أخرى عن الحب تتجلى الروح العاشقة لدرجة عدم احتمال موازين الشعر ما تكنه داخلها من هيام وصبابة، ويكفيك أن تقرأ قولها في قصيدة (على عتباتك) مناجية الحبيب:
أعييتَ ميزان القريض كأنما بين الحروف معاركٌ وختام
يا للدهشة في التصوير!!
من اللافت في الديوان أيضا، اطلاع الشاعرة على التاريخ واستثمار بعض المواقف شعريا كما في قصيدة (الذائدة) والتي سطرتها الشاعرة دفاعا عن النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم):
من الدمقس نسجت اليوم قافية هامُ الزمان بها في الكون يعتمرُ
وصغتُها من نضار الحق ذائدة عن حوزة المصطفى تبقى وتُدَّخرُ
وهنا تعلن عن وقوفها إلى جانب الدفاع عن القيمة، والانتصار للمبدأ بكل حزم وإصرار، كما فعل أبوها (حسان) ذات يوم.
وكذلك فهي تبرئ ساحة الدين من أن يكون داعيا للحقد أو الكراهية والأضغان، وتبدي استنكارها مؤبنة العسكري الشهيد الذي قتله ابن عمه الإرهابي ومؤنبة الإرهابي القاتل عبر نص تفعيلي بعنوان (قلب جماد) حيث أخذ النص شكل حوار غاضب عبر مجموعة من الأسئلة التي تأتي مدببة كرؤوس الدبابيس إلى جمجمة الإرهابي ربما توقظ إحساسه وهي تشرع أمامه باحة الذكريات التي كانت بينهما بحكم صلة القرابة :
“أتذكرُ ما كان ذات نهارْ
وأنتم صغارْ
لعبتم سويا سباق (التخفي)
تخبأت عنه وراء الجدارْ
وفتش عنك
استدل عليك بعج الغبارْ”
ثم ما تلبث أن تفاجئه بالسؤال، لتصحح مفهومه:
“أدينك يقضي
بأن تستحل حرام النفوسِ
وتعبث في الأرض قتلا
وتملأ أعيننا بالرماد”
وحاشا الدين أن يكون كذلك!
فيما هي تؤكد على ضرورة التمسك بالوطن كخيار استراتيجي للطمأنينة والراحة، فلا يجد الإنسان راحته سوى في ظلال وطنه فتعمق هذا المفهوم في الجيل عبر التغني بالوطن الغالي، والذي لا تطاله يد الشيخوخة، بل كلما كبر ازداد ريعانا وشبابا وميعة صبا، إلى أن عنونت إحدى قصائدها الوطنية ب(فتاة التسعين) والفتاة هنا هي الوطن، وانظر إلى هذا التركيب الإبداعي الرائع وهذه المفارقة العجيبة لهذه الفتاة التسعينية:
يا فتاة التسعين كيف تراءى بين جنبيك عنفوان الشباب؟
وكيف كانت تكنّي عن وقوف أبناء الوطن رجالا ونساء حصونا ضد أعدائه وأحضانا له، عبر هذا البيت الجميل:
كلنا يا بلادُ حصن حصين اللحى الغُنْمُ مع ذوات الخضابِ
ويا له من تعبير بلاغي آسر، بالإشارة والتلميح لا بالتصريح في (اللحى الغُنم) رجالا، و(ذوات الخطاب) نساء.
ثم لا تغفل الشاعرة دور بنات جنسها في الوطن العزيز، حيث تتبوأ المرأة مكانتها، وتثبت جدارتها يوما عن يوم وأنها شريكة في صناعة وبناء هذا المجتمع المتحضر، تقول مهنئة الوطن بغراسه في تكريم المتفوقات من قصيدة (غراس الوطن):
هذي بناتك أنعم بالبنات إذا تأبطت للعلا القرطاس والقلما
هذي بناتك يعلو نجمها ألقا في الخافقين ويجري ذكرها نغما
هذي بناتك إن واجهن معتركا كنّ المقدمَ والأستاذَ والحكما
كما لا يفوتها الحس العروبي وقضايا الأمة الكبرى في مناجاة “حلب” عبر قصيدتها “الشهباء”:
لا تحزني وثقي بالله يا حلبُ سيكشف الضر، والأوصابُ والكُربُ
أما المواضيع الإنسانية، فيكفي أن تقف على قصيدة (وديعة واستردت) والتي انبعثت من قلب الشاعرة النابض بالحب للآخرين، تعزية لوالدين فقدا ابنتهما بعد صراع مع المرض، وفي هذا الغرض تلمس نبض الرحمة وهو يتدفق من شرايينها إلى شرايين القصيدة، وهي تشارك الآخرين آلامهم وتبادر لتسليتهم والتخفيف عنهم وتذكيرهم أن الودائع تُسترد، لتستثمر اسم المفقودة (مشاعل) وتوظفه بطريقة شاعرية في قولها:
إن أُطفئت في حناياكم مشاعلها وفارقتكم فقد أفضت لباريها
تمنيت أنها وضعت (مشاعلها) بين قوسين، لتشير إلى أن المقصودة هي إنسان من لحم ودم، وليست مشاعل مجازية فقط.
ثم تصف حال الأهل في مداراة ابنهم المريض، وكيف يخفون الكآبة حفاظا عليه، ويظهرون له البسمة دعما نفسيا له:
ضربتمُ في الورى من صبركم مثلا كم دمعة عينكم عنها تواريها
وفي نفوسكم الأوجاع جاثمة يؤذيكم ضعف ما قد كان يؤذيها
ويا له من وصف واقعي لمن يشرفون على المريض متجرعين من الآهات غصصا ربما تفوق آهاته.
ولا تقف الشاعرة على الحياد من الأفراح كذلك، فهي تحتفي باللحظة السعيدة وتدونها غير غافلة عن الجوانب المضيئة، فمثلا نجدها في قصيدة (قصة غيمة) والتي قدمتها زفة لعروس، تعيش هذه التفاصيل المبهجة، ولا تغفل عن اختيار بحر راقص أيضا يلائم المناسبة:
غيمة سارت على أفق الفضا واستهلت بعظيم البركات
هطلت بالأمس في أندلس فاستحال القفر روضا وفرات
ليتكرر هذا المشهد ليلة زفاف ابنتها (ريما) والتي تخاطبها مخلدة ذكرى هذه الليلة السعيدة في نفسها:
واستنطقي الكون هل يدري بما حملت عشية السبت من فيض البشاراتِ
لتتداعى الأفراح وتنساب المشاعر، وتتغنى الأم بسعادة البنت عبر لعبة لغوية بديعة، ولكنه سؤال أيضا لا يخلو من قلق ومشاق، فالسعادة التي تحل بزواج البنت، تحل معها هموم على مفارقتها وإن كان إلى عش الزوجية:
صغيرتي يا ملاذ القلب هل أزفت نهاية البدء، أم بدء النهاياتِ
ولا ينتهي الأمر عند الفراق، بل يتعداه للنظر إلى ما مر من العمر، فنحن نفرح أن بلغنا الله هذه اللحظة، ولكن ننظر أيضا إلى أننا أصبحنا آباء وأمهات وأن أبناءنا يجعلون منا نكبر دون أن يشعروا، فتسترسل الشاعرة معبرة عن هذا:
صغيرتي لستُ أدري أينا كبرت وأينا ودعت عهد الصبياتِ!
ثم لا تغفل أن تمد لها حبلا من الوصايا، فالتربية لا تنتهي عند حد الزواج، وإنما تتعداها إلى ماذا عليها أن تفعل في بيت الزوجية:
كوني لزوجكِ في عهد الرخا أمة وفي الشدائد من أهل الزعاماتِ
ولتخفضي من جناح الذل والتمسي ما يرتضي من أفانين الملذاتِ
وهذا الوصايا لا تختص بها الابنة المدللة، بل هي صالحة لتمتد إلى الأخت المسافرة، حيث تقول الشاعرة في قصيدتها (مسافرة) محملة أختها وصاياها:
وقفي مع الزوج الحنون معينة عند الشدائد والخطوب مناصرة
كوني عصاه عصية إلا على ما يرتضيه وفي المحامد سائرة
الجدير بالذكر أن الشاعرة استفادت كثيرا من قراءتها في الشأن الديني لينعكس ذلك الأثر بشكل جلي وواضح في الكثير من زوايا الديوان، بل احتفت عمليا في قصيدتها (الخاتمات) في حفل ختمة ابنتها (ريف) وزميلاتها للقرآن الكريم، كما وأنها أكدت على أنها تربية القرآن عبر قصيدة (ستة الأعوام) والتي تصلح أن تكون أنشودة لكل بيت:
هنا القرآن ربانا وهدي الله زكانا
وذكر الله سلوانا يزيل الكرب والآلام
وهذا ما جعل لغتها تفوح بالمضامين الدينية الكثيرة، والتي جعلها تتناص بالكثير مما هو ديني، هكذا بكل عفوية ودون قصدية، وإنما من فرط التماس مع هذا الجانب المشرق في حياتها.
وسأختم بعرض بعض الأبيات التي تناصّت فيها الشاعرة مع بعض ما هو ديني سواء كان قرآنيا كريما أو حديثا شريفا:
تقول من قصيدتها النبوية (الذائدة)
تنفس الصبح والرؤيا أضاء بها محمد خير من قد أنجبت مضر
وفي هذا تناص جميل مع الآية الكريمة (والصبح إذا تنفس)
وتقول من ذات القصيدة:
طوعا تمكن في الأرواح يجذبها فالروح جند بأمر الله تأتمر
تناص مع الأثر المروي (الأرواح جنود مجندة، ما تآلف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف).
وتقول من نفس القصيدة:
أموالكم ودماكم بينكم حرم كحرمة اليوم لا يلحق بها ضرر
تناص مع الحديث الشريف في خطبة الوداع “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كيومكم هذا”
وكذلك:
ذروا الربا حرّم الله الربا أبدا وحلل البيع لا غش ولا غرر
تناص مع الآية الكريمة “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا)
ومن قصيدة (فتاة التسعين) تقول الشاعرة:
لو مددت البحور في نظم حبي نفدت كلها وما قلت مابي
ويتضح التناص هنا مع الآية الكريمة (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلماته).
ومن قصيدة (منظومة العسجد) تقول الشاعرة:
تبوأ بنا في الورى جنة وحارب بنا جبهة المعتدي
فهي تتناص مع الآية (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا)
وفي قصيدة (ميراث التقى) التي رثت بها الشاعرة عمها (رحمه الله) تقول:
والزرع مختلف زهت ألوانه فيهيج مصفرا ولا يعشوشب
هي بذلك تتناص مع الآية (… ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه، ثم يهيج فتراه مصفرا)
ومن قصيدة (احزم حقائبك) التي أهدتها الشاعرة إلى ابنها “سليمان” ساعة السفر للدراسة، تقول:
اصعد إلى القمة العلياء في ثقة واركض برجلك هذا غير مغتسل
تتناص مع الآية الكريمة (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)، وفي البيت لفتة ذكية إلى هذا المعنى، حيث استفادت الشاعرة من الآية أن الله أمر نبيه (أيوب) بأن يقوم من مقامه وأن يركض برجله في الأرض وبعدها أنبع عينا وأمره أن يغتسل منها، وكأنها تريد أن تقول يا بني حتى الأنبياء لا تأتيهم أمانيهم إلا بعد ما يبذلون من الجهد، فاعمل واكدح. وهذا ما صرحت به في بعض الأبيات اللاحقة:
اصبر على لسعات النحل إن لها عواقبا من لذيذ الشهد والعسلِ
أي كما أعطى الله نبيه بالسعي، سوف يعطيك بالسعي أيضا.
أما عنوان قصيدة (بلغ أشده) فيتضح فيه التناص التام مع قصيدة (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة)
وفي العنوان لفتة ذكية حيث قيلت هذه القصيدة في ذكرى مرور أربعين سنة على إنشاء معهد تعليم اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومنها:
يا من بلغتَ الأربعين ولم تزل غض الشباب ومفعما بصفائه
ومن قصيدة (على قمة الجودي) تقول:
الكل يلقي ببشراه القميص على أب وأم ويجثو تحت أقدامِ
وفيه تناص مع ما ورد في قصة نبي الله يوسف (عليه السلام)، في الآية الكريمة (اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه أبي يأت بصيرا)
ومن نفس القصيدة قولها:
وما رميت سهامي إذ رميت بها تلقاء نفسي ولكن ربي الرامي
تناص مع الآية الكريمة (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)
وهذا التواشج العميق بينها وبين بلاغة القرآن هو ما جعل لغتها ناصعة، وديباجتها مشرقة، تنساب مصقولة كمرايا الماء على النهر دون تقعير في اللغة ولا تعقيد
ختاما:
إن قصائد هذا الديوان تتسم بالنصع في الديباجة والإشراق، ولا تأتي إلا من الواقع، كما أنها تتميز بالصدق في موضوعاتها الكثيرة التي ربما لم أتعرض للكثير منها مراعاة للقارئ الكريم الذي أدعوه لقراءة الديوان، الذي وقع في (151) صفحة من القطع المتوسط والصادر عن دار تشكيل، حاويا عدد (52) قصيدة بينها (3) قصائد تفعيلة، وأدعو للشاعرة بالمزيد من الألق والعطاء.