الهفوفي: استبدل الناس وباء كورونا بوباء آخر أكثر خطراً
مالك هادي: الأحساء
انتقد إمام جامع الإمام الحسين بحي الفيصل (الخرس) بالأحساء المفهوم السلبي لإجازة الطلاب الصيفية الذي يعد الإجازة فرصة لأن يخلد الإنسان فيها إلى الراحة المطلقة، فيتفنن في هدر الساعات من الأيام، ويهدر طاقة الإنسان بالكسل والخمول، وتقصر الهمة فيها عن ترميم النواقص واكتساب المهارات الجديدة، فيقدم فيها الوله والمتابعة بشغف للتفاهات فتقدم على الأولويات الرئيسة في حياة الإنسان، وهو بهذا المفهوم يشكل كابوساً للإسرة والمجتمع.
وأكد الهفوفي على أهمية التخطيط، وأن يكون قائماً على التنوع، فتراعى فيه قدرات الإنسان المتفاوتة، ونحتاج إلى تغيير النظرة للإجازة فلا تعد منشأ للكسل والخمول والتبلد.
ومن جهة أخرى تحدث سماحته عن التطور الإلكتروني، وأنه خلق تطورات إضافية معرفية هائلة على مستوى معرفي واقتصادي واجتماعي.
وقد حذر الشيخ الهفوفي من تدرج الإنسان في إساءة استخدام الأجهزة الإلكترونية ولو من باب الفضول فيتحول من حيث لا يشعر إلى عادة مألوفة، ثم يتدرج إلى أن تصبح علاقته مع هذا العالم “هوساً” غير عقلائي يسيطر على عقل الإنسان ويخرجه عن حد التوازن، ويسير في تخبط بالتعامل مع هذا العالم.
كما استعرض عدداً من مخاطر هذا العالم التقني المتطور، فقال: “فهو يخرج الإنسان من الواقع إلى عالم وهمي، ويتحول إلى إدمان، والإدمان قد يكون إيجابياً، كوفرة مادة المطالعة والقراءة، وهذا إن كان إيجابياً قد يخرج الإنسان عن حد الاتزان في أموره. والأخطر من ذلك حينما يكون الإدمان سلبياً، كالإدمان على بعض الألعاب الإلكترونية”
كما شدد في حديثه على مخاطر ظاهرة (التسوق القهري) وهو متابعة كل ما ينزل في السوق، أو الرغبة الملحة في القمار أو الكسب الحرام، والجشع في التصفح من خلال محركات البحث دون وعي إلى الشره على الدردشة في منصات التواصل، فقال: هذه تمثل مصيدة خطيرة.
وتعرض سماحته إلى مساوئ الإدمان الإلكتروني، حيث قال: “فهو يبرمج عقل الإنسان من خلال التكرار والإثارة والتشويق الذي يتصف به فيخطف العقل ويسرق المشاعر ويغير من سلوكيات الإنسان فيستدرجه إلى مستنقع العنف تحت عنوان البطولة وتحقيق الإنجازات الوهمية”
وذكر من مساوئ الإدمان، الغموض في الشخصية مع فقدان الإحساس بقيمة الوقت والزمن حتى يهمل الوظائف الرئيسية عند الإنسان فتظهر آثار التوتر والاكتئاب، حتى يصل إلى العدوانية والعزلة عن المجتمع. وأن هذا لا يقتصر على الصغار بل طال الكبار فأثر على الاهتمام بالحياة الزوجية، وتربية الأبناء والقيام بالمهام والواجبات الحياتية.
وفي الختام قال: “لقد استبدل الناس وباء كورونا بوباء آخر أكثر خطراً على الفرد والمجتمع، فلابد أن نوظف هذه التقنية بشكل متوازن لتلبي الاحتياجات فتخدم حاجات الإنسان وليس العكس “