ترميم المساكن..(استقرار وطمأنينة) للأسر المتعففة
بشائر: الدمام
اهتمت جمعية البر في محافظة الأحساء، بتحسين منازل المستفيدين من خدماتها بالترميم أو الصيانة، ضمن مشروع انطلق منذ تأسيسها في عام 1400هـ، والذي أدخل السرور في نفوس المستفيدين ووفر لهم السكن الآمن والمريح.
وتبدأ رحلة المشروع من زيارة منازل المستفيدين والتأكد من سلامتها في المقام الأول، وفحص سلامة البناء وسلامة التمديدات الكهربائية والصحية، وتحديد ما تحتاجه المنازل من صيانة أو ترميم، وإذا دعت الحاجة إلى نقل الأسرة إلى مسكن آخر لعدم سلامة المبنى، فتعمل الجمعية على تأمين مساكن مؤجرة للمستفيدين لحين الانتهاء من الترميم الكامل للمنزل بهدف تحقيق الاستقرار والطمأنينة لمستفيديها وتوفير السكن اللائق لتلك الأسر وضمان حياة كريمة لهم.
أوضح مدير إدارة المراكز ورعاية المستفيدين بجمعية البر في محافظة الأحساء عبدالمنعم الحسين، أن الجمعية تعمل وفق منهجية واضحة لتقديم مساعداتها لترميم المنازل وصيانتها، ويشترط أن تكون الأسرة المستفيدة سعودية مسجلة في خدمات الجمعية، أو ضعيفة الدخل بحيث لا يمكنها القيام بعمل الترميم اللازم، وأن يكون المنزل المراد ترميمه هو محل السكن الذي تستفيد منه الأسرة ملكا غير متنازع عليه من قبل ورثة ولا يوجد لديهم سكن غيره، وأن يقع ضمن نطاق الجمعية.
وأضاف الحسين إن الجمعية حددت مبلغ 90 ألف ريال كسقف أعلى لأعمال الترميم على أن يكون الترميم لإحدى الحالات التالية: وجود تهدم أو مخاطر تهدم أو سقوط تشكل خطرا على الساكنين، وجود رشح مياه وتسرب مياه أمطار، تعرض المنزل للحريق، وجود ضيق والأسرة بحاجة إلى إضافة غرف بدلا من الخروج للاستئجار وذلك تحت إشراف وحدة الإسكان والترميم «بوابة جود» والتي تشرف على عمليات الإيجار وصيانة المنازل ودعم الإيجار، بالإضافة إلى ترشيح عدد من الحالات للبرامج الإسكانية مثل إسكان الجبر الخيري ومشروع الملك عبدالله للإسكان بالطرف.
وأكد الحسين أن مشروع الترميم يتطلب عددا من الإجراءات أبرزها: أن تتقدم الأسرة بطلب الترميم أو وجود بلاغ من أحد المواطنين أو إحدى الجهات عن احتياج ترميم، أو ملحوظة الباحث أثناء الزيارة، وصول الطلب للمركز التابع للجمعية وإرساله إلى وحدة «الإسكان والترميم» وهي المعنية بكل الإجراءات، وإفادة المركز التابع للجمعية الواقع المنزل في نطاقه الجغرافي بالسعر النهائي للترميم، حيث يتم بعدها استكمال دور المركز في إدراجه في محضر المجلس الإشرافي والتسويق للمشروع وتمويله، تسجيل مساعدة ترميم من البرنامج الموحد لكل مستفيد على حدة، موضحا بها مبلغ الترميم واسم المقاول والدفعات واستكمال التوقيعات من قبل الباحث ومدير المركز والمجلس الإشرافي بالمركز، إرفاق تقرير مشرف الترميم بالإدارة بعد زيارته للموقع مع اعتماده من المشرف، إرفاق العقد وعروض الأسعار مع المعاملة إلى المالية، التسويق للبرنامج ولكل مشروع على حدة بمتجر البر الإلكتروني أو التواصل المباشر مع المتبرعين.
أكد أمين عام جمعية البر في محافظة الأحساء م. صالح العبدالقادر، أن مشروع ترميم المنازل يعد أحد المشاريع النوعية التي تتبناها الجمعية؛ لتقديم خدمات نوعية للأسر المسجلة وضعيفة الدخل تتوافق مع برنامج تحسين جودة الحياة لرؤية المملكة 2030، ويأتي ذلك ضمن مسار البرامج السكنية التي تحوي تقديم المساعدات للمستفيدين في سداد الإيجار، وصيانة وترميم المنازل، وأحيانا دعم شراء المنازل.
مشيرا إلى أن الجمعية أنفقت أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف ريال خلال عام 2020 الماضي استفاد منها قرابة 100 أسرة، وذلك وفق خطط مدروسة لتقديم هذا النوع من المساعدات؛ كونه يتطلب مبالغ مرتفعة وجهدا مضاعفا ووقتا قصيرا للإنجاز، وأضاف إن مشروع ترميم المنازل يحظى بدعم كبير من أهل الخير وتفاعل منقطع النظير مع الحالات التي يتم الإعلان عنها عبر متجر البر الإلكتروني.
ذكر المستشار الأسري عدنان الدريويش، أن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع وصناعته وصياغته، وبقدر ما تكون الأسرة سعيدة ومستقرة في أفرادها وما يحيط بها بقدر ما تكون حصنا منيعا، ومدرسة دفاقة بالأمل والعمل، والسكن بالنسبة للأسرة نعمة من نعم الله العظيمة التي نغفل عن قدرها وشكرها حق الشكر، قال تعالى «والله جعل لكم من بيوتكم سكنا»، تأمل معي العجب في وصف الله تعالى له بـ «السكن» حيث تسكن إليه الأبدان والنفوس وتأنس بها، فالسكون فيه معنى الهدوء والراحة والاطمئنان وقرة العين.
ففي المسكن: نستر عوراتنا، ونحمي أنفسنا من هوام الأرض ومطر السماء، ويشعر أفراده بالأمن والاطمئنان، وفيه نقضي معايشنا، ونربي أولادنا على القيم والأخلاق الحسنة.
إن مثل هذه المشاريع المباركة التي يقدمها المجتمع المتماسك، المؤمن بربه، والمطيع لولاة أمره، وتنفذها جمعيات مباركة في هذا البلد المبارك، مثل جمعية البر بالأحساء، فهي تقوم ليس فقط على ترميم جدران وصيانة أدوات، بل هي تقوم على ترميم أسر وبناء قيم وتعزيز أخلاق.
انظر إلى ذلك الطفل ذي الأربع السنوات كيف تكثر حركته ولعبه وسعادته بالمنزل، كيف يستطيع الأولاد متابعة دروسهم وأداء واجباتهم بأمن وأمان، بالمقابل إن كانت الأسرة عاجزة ماديا عن توفير حاجتها وصيانة مسكنها فذلك يؤدي إلى الشعور بالحرمان، وإلى اضطراب العلاقات الأسرية، وزيادة المشاكل والصراعات بينها.
إن تكاتف أفراد المجتمع في مساعدة الجمعيات الخيرية في مشاريعها الوطنية، هو مبدأ إسلامي ووطني، لقوله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».