بتول أمُّ اليتامى
رباب حسين النمر
مهداةٌ إلى روح بتول في يومها الثالث من منازل الآخرة
نَامَتْ على خَدِّ الرِّمالِ بتولُ
ولحافُها التسبيحُ والترتيلُ
أين المسيرُ أُخيتي؟ وتخبّطٌ
يَغشَى عيونَ الثاكلاتِ، مَهولُ
حارت، على أيِّ الدروبِ تَدَحرَجَتْ
خُطُواتُنا لما انطَفَا القنديلُ؟
وتَنَاثَرَتْ صَعقاتُنا شرراً على
كَفِّ المنيٍّةِ، والمنيّةُ غُولُ
قطعٌ من اللَّيلِ المُعتَّقِ حالكاً
والبدرُ خسفٌ، والنجومُ أفولُ
رَحَلَت فأَيَتَمَتِ العِيالَ بفقدِها
أمُّ اليتامى والمصابُ جليلُ
مَنْ للصَّبَاحِ إذا تَشقّقَ نورُهُ
وَدَنَا إلى لونِ الغُرُوبِ أصيلُ
هي بهجةُ الأيَّامِ في دورانِها
نهرٌ تدفَّقَ، والعطاءُ جميلُ
كَانَتْ إذا ابتَسَمَ النهارُ تضمُّنَا
بالحُبِّ والنَّجوى لها تَهليلُ
ونَذُوبُ في كَفَّيّ بتولٍ لِذّةً
لمَّا تُسَرِّحُ شَعرَنا وتميلُ
وتدسُ في أيدِي الجياعِ فطائراً
ويروحُ للدَّرسِ المُقَدَّسِ جيلُ
كَبُرَت بصائِرُنا بِجنَّةِ رُوحِها
وَتَسَامَقَتْ عبرَ الكفاح نخيلُ
فَتَكَسَّرَتْ في الرُّوحِ شهقةُ ثاكلٍ
وهَوَتْ على وَجهِ الصَّعيدِ تسيلُ
وتَذَوَّقَتْ لِليُتمِ أيةَ نكهةٍ
نلك القلوبُ،وعقلُها المثكولُ
يَا قصةً رَسَمَتْ على الأيّام در…
سَ التضحياتِ فَنَالَها التأويلُ
وتَسَنَّمَتْ شرفَ العطاءِ تألُّقاً
لكِ من صميمِ قلوبِنا التبجيلُ.