رَشْفَةٌ مِنْ كأسِ الغِيَاب
ناصر الوسمي
في رثاء خادم الإمام الحُسين (ع) الحاج عبّاس طاهر العطيّة – ( أبو فاضل ) رحمه الله تعالى وحشره في زمرة الميامين ..
(عَـبّـاسُ) أنتَ ويشْـرِقُ (العَـبّـاسُ)
مِنْ مُقْلَتَـيكَ ، وَيَصطفِيكَ (اليَاسُ)
مِنْ (نَهْرِ عَلْقَمِـ)ـهِ اجْتَـبَاكَ لجُـودهِ
نَـبْـعًا ، وَيحكيْ عَـنْ نَـدَاكَ يَـبَـاسُ
قَد رُحتُ أَغْرَقُ فِيْ خِصَالِكَ خَادِمًا
وَبِكَ امْـتَلأْتُ وَفَـاضَ مِـنْكَ الكاسُ
تَمْـشِيْ بِخَطـوِكَ في السّمَاءِ مَجَـرَّةً
لا فِي التّـرَابِ، وَبـالنُّـجُـومِ تُـقَــاسُ
وَأصَـالةُ (الأَحـسَاءِ) كُـنْـتَ نخِـيلَها
وَيَـرُومُ شَـأوَكَ سَــعــفُــها الـمَـيّـاسُ
مِـنْ أينَ أَكْتبُ عَنْ عُلاَكَ قَصَائدًا ؟!
تُغْـريْ اليرَاعةَ ، وَانْحَـنى القِـرطَـاسُ
عَـيْـنَـاكَ تَخْتـَصِـرُ الوجُـودَ بنظـرةٍ
وَإِبَـــاكَ صَــقْــرٌ بالحِـجَى فَــرّاسُ
لَكَ مَحــتِـدٌ يُـغْــريْ الثُّـريّـا رُتْـبـةً
حَـتّى اشْـتَـهَاكَ التِّـبـْرُ وَالأَلْــمَـاسُ
وَطَلَعتَ مِنْ ألَقِ (الحُسينِ) بكوْنِنا
كالشّمْسِ إِذْ تَهْـوَى ضِـيَاها النّـاسُ
كُلُّ المَـجَالِـسِ قَـد رَوَتْـكَ حِـكايَـةً
تـَشْــتَـاقُــها السُّـــمَّــارُ وَالجـــلاّسُ
أَنتَ المُـجَـرَّدُ بالفِـعَالِ مِــنَ الخَـنا
والـطُّـهـرُ قـلْـبُـكَ للتُّـقَى مِـقـْياسُ
عِـشْنَاكَ دَمْـعَةَ عَاشِقٍ حَـمَلَ الشّجَى
حِـمَـمًا ، وَمِـنْـكَ ترقْـرَقَ الإِحسَـاسُ
لِأَسَى الحُـسَـينِ ، وَكُلُّ ذَاتِكَ مِجمَـرٌ
تَبْكي الطُّـفُـوفَ ، وَتَغْتَلِي الأنْـفَـاسُ
بالشّجْـوِ (عَاشُـوراءُ) يَنْدُبُ حَـسْـرةً
حُـزنًا عَـلَيْكَ ، وَأنـتَ مِـنْهُ غِــرَاسُ
مِـنْ كُنـْيـةِ العـَبّاسِ نِـلْـتَ فـَضِـيلـةً
وَلَـكَ الـمَــلائِـكُ بالـعُـــلا حُــــرّاسُ
مَنْ للـنُّـذُورِ بِفَـقْـدِكَ الـدّامِيْ الَـذِيْ ؟!
أشْـجَى الـقـلُوبَ تخـطُّـهـا الأَمْـواسُ
وَبِصَـبـرِ خِـدمَـتِكَ الجَـليـلـةِ بالـوَلا
يـحـنُـو عَـلَـيْـكَ بِـكــفِّــهِ العَـــبّـاسُ