كارثة تحرم العالم من فنجان القهوة.. الأولى منذ 90 عاما
بشائر: الدمام
من أقصى الشرق إلى أدناه، ومن الشمال الغني إلى الجنوب الفقير، يظل فنجان القهوة هو المتعة الحقيقية لملايين البشر حول العالم.
لكن العالم على أعتاب أزمة في محصول القهوة بسبب “كارثة طبيعية” تتعرض لها البرازيل أكبر منتج في العالم للبن.
البرازيل التي تنتج نحو 3 ملايين طن من البن سنويا (أكثر من 30% من الإنتاج العالمي) تتعرض لموجة جفاف هي الأسوأ منذ نحو 91 عاما.
حالة من الخوف والترقب تعيشها صناعة القهوة في الدولة اللاتينية، حيث يعمل ما يقرب من 3.5 مليون عامل في المزارع المنتشرة في أنحاء البلاد.
تأثيرات الأزمة بدأت تظهر سريعا في أسواق البن العالمية، حيث قفزت أسعار العقود الآجلة للقهوة، لأعلى مستوى في عامين.
موجة الجفاف التي تصرب البرازيل تتخطى حدود صناعة القهوة، فهي ستؤثر على جميع المحاصيل بما فيها السكر، وهو من أشهر المحاصيل في البلاد.
لكن تظل أزمة الكهرباء من أكبر المشاكل التي ستواجه البرازيل بسبب ندرة المياه، حيث تعتمد على توليد الكهرباء من خلال السدود المنتشرة في البلاد.
بدورها، أصدرت الوكالات الحكومية تحذيرات بسبب الجفاف المستمر في الأجزاء الوسطى والجنوبية من البرازيل بالإضافة إلى حوض نهر بارانا.
ندرة المياه التي تتعرض لها البرازيل، بدأت منذ العام الماضي، ولا تزال مستمرة حتى الآن، حيث أصدرت وكالة مراقبة الطقس أول “إنذار طارئ للجفاف” في يونيو/ حزيران 2020، محذرة من ندرة الأمطار في 5 ولايات.
على ما يبدو أن أزمة البن في البرازيل قد تستمر لفترة في ظل عدم وجود أمل في انتهاء موجة الجفاف، وهو ما يعني أن الـ500 مليار فنجان قهوة التي يستهلكها العالم سنويا لن تستمر بهذا القدر.
حيث تبلغ حصة البرازيل المصدرة للعالم منها وفقا لـ”بيزنس إنسايدر” نحو 170 مليار فنجان قهوة سنويا.
وخلال الـ150 عاما الماضية تربعت البرازيل على عرش صناعة القهوة، إلا أن الجفاف قد يغير خريطة الدول المنتجة للبن عالميا.
وفي أوائل القرن الماضي كانت البرازيل تنتج نحو 80% من إجمالي إنتاج البن العالمي، إلا أن هذه النسبة تراجعت حتى وصلت إلى 30% مع بروز العديد من الدول في الصناعة.