زكريّا .. المَلاكُ الّذي لا يموت
ناصر الوسمي
( في رثاء الصّديق الإعلامي والمعلّم الفاضل الأستاذ زكريا صالح السّالم رحمه الله )
الـجُـرحُ يَـبْــعَــثُـنِـيْ إلَــيْـكَ كِـتَـابا
وَيخـطُّـنِـيْ بِلَـظَى السّـعِـيرِ عَـذَابا
وَمَـلأتَــنِـيْ غُصَـصًا أكَـادُ بِـنـزفِـها
أَشْـــقَـى فَأمْــلأَ بالأسَـى الأكْـوابا
أَلْـهِـمْ حُـروفِيَ فِيْ رِثَـائكَ عَـلّـنِـيْ
أَرقَـى لِـرُزْئـكَ.. إِذْ حَـمَـلْتُ مُـصَابا
هَـذَا انْكِـسَـاريْ كانْكِسَـارِ يَـرَاعــةٍ
والحِـبرُ ينزفُ فِي الجَـوَى منْسَابا
الـفـقْـدُ مِـنْـكِ خَـنَاجُـرٌ فتَـكتْ بِنا
وبشمـسِنا تَـبْـدو الجِـرَاحُ خِـضَابا
تتَزَاحَـمُ العَـبَراتُ وسْطَ محَاجِريُ
حتّى غَدَتْ بينَ السّـحَابِ سَـحَابا
السّعدُ شَابَ بِنَاظِريْ وَبَـدَا الشّجَى
وَبدَاخـلِيْ جُـرحُ الزّمَـانِ تصَـابَى
مـاذَا سأكتـبُ عن سِـمَاتِكَ للورَى ؟!
وَالطّـيبُ يصـنـعُ للـوَرَى أطـيَـابا
نَثروا عَلَـيْـكَ قلُوبَـنا ونشِـيـجَـها
لَـمْ ينْــثـرُوا حُـزْنًا عَـلَـيْـكَ تُـرَابا
لمْ يـكْتَمِـلْ فَـصـلُ الرّْوايةِ بـيْنَـنا
هَــلاّ رَجـعـتَ تُـحـدّثِ الأحـبَـابا !
لِحـديثِكَ اشْتَقْنا ، وَتَأسِـرُ رُوحَـنا
وَهَــوَاكَ يَــبْــقَـى بَــيْـنَـنـا غَــلاّبا
أنتَ المُصَـفّى كالمَلائِكِ ، والهُدَى
بِـبـيَاضِ رُوحِـكَ ينْسِـجُ الأَثْــوابا
تُـعـطِيْ بِلا مَــنٍّ وتُـغْـدِقُ بالعَـطَا
بـيـنَ الـمَــلا لا تـبْـتَـغِـيْ الألْـقَــابا
قد عِشْتَ فِـينا كالنسيمِ بِرُوْضِـنا
النَّــبــعُ أنْـتَ وتـجْــذبُ الأتْــرَابا
أَأردتَ تخْتَـبرُ القلُوبَ وَعِـشْـقَـها ؟!
لَـكَ، وارتحلتَ تُصَـدّعُ الأَصـحَابا
لِيَ ذكـريَـاتٌ أسْــتَـشِـفُّ جَـمـالَـها
مِـنْ رُوحَكَ المُثْلَى ، وَلُحتَ شِهَابا
حَـتّى النُّجُومُ ترومُ شَـأَوَ عُلـوِّهـا
مِـنْ طَودِكَ العالِي، وَصِغْتَ قِـبَـابا
كمْ يحتَوِينا فَيْضُ قلبِكَ في اللّقا
أوَمـثـلُ قلْـبِـكَ يُغْـلِـقُ الأبْـوَابا ؟!
هَلاَ طَلَـعـتَ لـنَا ، فَشَمْسُكَ مَـوْئلٌ
للِــقَــائِـنـا.. لا لا نُـطِــيـقُ غِـــيابا