أقلام

صور بكاميرتك

أمير الصالح

عام ١٩٩٨، تم عمل حفل ختامي لانجاز مهمة عمل من مرحلة التصميم الابتدائي و انتداب لمهمة ثانية لي للاشراف على التصماميم التفصيلية و الانتقال من مكتب بدولة امريكا الى انتداب بمكتب بدولة هولندا . وقع حفل التوديع لي و بشكل مصادف لانعقاد الاجتماع الدوري لكامل البرنامج المشتمل للمشروع الذي تم تكليفي به . فحضر الحفل و بشكل ملفت و غير متوقع عدد كبير من ذوي الثقل الكبير و شمل كل من : رئيس الشركة ( ن. م ) و مدير إدارة المشاريع ( ح. ب) و مدير إدارة التشغيل David Robinson و بعض كبار رؤوساء الأقسام و كان منهم Floyd Williamson الى جانب مدير ادارة المشاريع حول العالم لدى شركة Stone & Webster و مدير شركة KTI الهولندية و مندوبي بعض الشركات الاخرى ذات العلاقة .

اثار هذا الحضور الحافل و الغير متوقع مشاعر غير حميدة لدى بعض الموظفين المتواجدين يومذاك. و سمعت انواع من الهمس و اللمز . و بعد اجراء الحفل و القاء كلمات الإشادة بانجازي و الحث على بذل المزيد من المثابرة و العطاء المتميز ، اشار مدير ادارة المشاريع الى احد الموظفين لاخذ لقطات و صور تذكارية للجمع . و بالفعل تقدم ذلك الموظف ( نادر . ا. ج ) باخذ عدة لقطات صور و مقاطع فيديو شملت كل الحضور . انتهى الاحتفال و انصرف الجمع و كنت على اتفاق مع الموظف الذي التقط الصور قبل الافتراق لارسال تلكم الصور لي . و اخذ ذات الموظف المصور بالمماطلة لعدة ايام حتى انتقلت الى مكان الانتداب الجديد بهولندا . بينما الموظف المصور و باقي فريق البرنامج مهمة عملهم ممتدة في امريكا . و بعد عدة اتصالات عبر رسائل الايميل و الاتصالات الهاتفية للمطالبة بارسال صور الحفل ، فاجأني الموظف المصور بقوله لقد أضاع الملف الذي تم تحميل الصور فيه . بعد عدة مقارنات و تنقيبات و ربط للكلام تيقنت بان ذاك الموظف تم الايعاز له من قبل شلة موظفين مؤثرين و مؤدلجين داخل نفس فريق المشروع بطمس كل منقبة لاي موظف خارج شلتهم أو لا تصب في مصلحتهم. من يومذاك ، تعلمت درس من دروس الزمن مفاده بان مناقبك و انجازاتك و مشاركاتك ارخ لها بنفسك و احفظها و شاركها من يهمونك و ان لم تتحدث عنها في وقت حياتك .

تكرر الحدث في مواقع عمل مختلفة و ضمن برامج و مشاريع عملاقة و بصور مختلفة و الاغلب منها اصبح قهري و بعضها عرضي . و اتذكر صدور كتاب انيق وثائقي لبرنامج يشمل عدة مشاريع غيبت فيه وجوه ضحت بالغالي و الرخيص لانجاح ذاك البرنامج و منها مشاركتي . تثار الشجون في النفس عندما ترى ارثك العملي و العلمي قد طمسه البعض . و المؤسف ان ذلك البعض هم مواطنوك او ابناء ذات القومية .

لتجنب المناشدة في استحصال صوري الملتقطة في اي مناسبة مهمة ، بحمد الله بعد ذلك الحدث ، اصر و احرص في المناسبات الكبرى باخذ صور مشاركتي بكاميرتي او كاميرا جوالي الشخصي او من اطمئن بسلامة نيته . و لذا ارخت لابنائي مراحل مشاركتي فيما تم الاتاحة لي من الفرص للمشاركة في بناء الاقتصاد الوطني لاني على علم بان هناك من المؤدلجين او اصحاب الافق الضيق و النفوس المريضة سيحاول تهميشي او طمس معالم مشاركتي لاي هدف في رأسه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى