يوميات متكرونة مُحصنة (١)
زينب علي
[ وباء الكرامة ]
في الأول من شهر ذي القعدة، وفي نهاية يوم الجمعة تحديداً، ذهبت إلى البحر المجاور لبيت أهلي لمدة ٥ دقائق فقط!
بعد الانتهاء من زيارتي، شعرتُ بِـ (رشحٌ) طفيف، ظننت إنه من غبرة البحر..
شيئاً فشيئاً بدت الأعراض تتجلى وتتضح، وفي الساعة الثانية صباحاً شعرت
ببرودة أطرافي، وألمٌ في رأسي، لم أستطع النوم إلا بتناول مُسكن للآلام..
جلست صباحاً على إحتمالٍ كبير بإصابتي بڤيروس كورونا، رغم إنني مُتيقنةً تماماً بعدم مخالطتي بأشخاص مُصابين أو مُخالطين..
أخبرت أقاربي بإحتمال إصابتي، وذهبتُ ليلاً وركبت بالمقعد الخلفي في السيارة، ونفسي تروادني بإصابتي الحتمية (متكرونه)
كان هذا اليوم هو ميلاد الكريمة المعصومة من آل محمد (ع)، كنت على يقين إن إصابتي محل كرمها الزاخر، حتى يوقظني رنين هاتفي برسالة:
عزيزي زينب نود إشعارك بإنه تم إصدار إجازة مرضية لـ 10 أيام
ابتسمت حينها، وبعينين مغرورقتين تذكرت أن في نهاية هذه الإجازة،
كرمٌ زاخرٌ أكبر ..
ورأفةٌ أكثر ..
وأُنسٌ أبهر..
أخبرت أهلي وأقاربي بالأمر لإتخاذ الإجراءات اللازمة، فهبت عاصفةٌ تجتاحُ أي بيت عند سماعهم بخبر الإصابة بـِ ڤيروس كورونا، إلى أن قالت أختي الكُبرى:
(كرونچ البحر!)
فكانت طيلة [عشرة أيام]
في رحاب المعصومة إلى رحاب الرضا، من كرمٌ إلى كرم، في الضيافة الموسوية