لا تضيعوا مكتسبات كورونا
أحمد الحمد
رغم المآسي والويلات التي حلت بالعالم عموما وعلى مجتمعنا خصوصا بسبب جائحة كرونا.
ورغم كل الاحزان التي انتابتنا بفقدنا بعض اعزائنا.
ورغم الالام التي واجهها بعض احبتنا من هذا المرض.
ورغم الصعوبات التي حلت علينا من هذه الجائحة.
اقول رغم كل ذلك ، الا ان الجائحة فرضت علينا متغيرات وسلوك وعادات جديدة تركت ما تركت ومن ضمن ما تركت اثار ايجابية على المجتمع والاسرة والفرد ، صنعت مكتسبات ايجابية ارغمت الجميع بتقبلها والتعامل معها ، بل ورأى المجتمع فيها منافع ومصالح كان في غفلة عنها ولذلك سرعان ما تبنى هذه المنافع وعمل بها.
ولكن ،،،
ونحن إن شاء الله في مرحلة تخطي الجائحة ، يجدر بنا ان لا نضيع تلك المكاسب والمنافع لمجرد زوال السبب ، بل ومن المفترض ان نتعاون جميعا على المحافظة على تلك المكاسب ، وان نشد على بعضنا البعض بالاستمرار بتبني والعمل بتلك المنافع.
المكاسب التي خرجنا بها من جائحة كرونا كثيرة ، ولكن سنسلط الضوء على عشرة مكاسب منها ، علنا نحافظ عليها كونها تشكل اكبر المكاسب والمنافع:
١- الشعور بنعمة الصحة والعافية.
لقد رأينا بام اعيننا المعاناة الكبيرة للمصابين بالجائحة وكم هي غلاوة واهمية الصحة ، وكم هو مكلف المحافظة عليها ، وهذا ما يدعونا للمحافظة عليها والابتعاد عن كل السلوك والممارسات التي تضر بالصحة.
٢- المحافظة على النعم والابتعاد عن الاسراف.
في اوقات الحظر ، وان كانت قليلة ، الا انها اعطت دروس عملية باهمية المحافظة على النعم التي بايدينا كالتموينات والمستلزمات الحياتية التي بحوزتنا بل وتقنين استعمالها لان الحصول عليها وقت الحظر لم يكن بنفس السهولة في الايام العادية ، مما دفع المجتمع بالابتعاد عن الاسراف وتقنين صرف واستعمال تلك التموينات والمستلزمات وهذا ما يدعونا للاستمرار بعدم الاسراف والمحافظة على النعم التي وهبها الله لنا.
٣- تقنين المناسبات الاجتماعية.
تعاني مجتمعاتنا من عدم تقنين المناسبات الاجتماعية وبالذات عدم تحديد المشاركين فيها مما يدفع الاغلب الى الاسراف في الاعداد لها ولكن قوانين الجائحة فرضت اعداد محددة لحضور المناسبات وبالتالي تمكن اصحاب المناسبات باعدادها بما يتناسب مع العدد مما تلافى الاسراف ورمي النعم بعد كل مناسبة وهذا ما يتوجب علينا بالاستمرار بتقنين المناسبات والدعوة للمعنين لها بدل اطلاق الدعوة العامة للجميع مما يساعد على التقنين في الاعداد للمناسبات والابتعاد عن الاسراف.
٤- الاهتمام بالنظافة.
لعل الاهتمام الاكبر بالنظافة من اوضح مكتسبات الجائحة منعا لانتقال الفيروسات مما حدى بالجميع بالمداومة على النظافة النوعية وليست مجرد نظافة عامة سواء على صعيد النظافة الشخصية او المكانية وحريا بنا الاستمرار امتثالا للحكمة التي تقول بان النظافة من الايمان.
٥- التقارب الاسري.
في ظل الضروف الصعبة وبالذات ايام الحظر ، تجلت اهمية التقارب الاسري ، فاهتم الكل ببيته واسرته وتقرب منهم واستمع لهم واصبحت الاسرة هي محط الصحبة والصداقة والملجأ في الضروف الصعبة ، مما وطد العلاقات داخلها واوجد ارضية اوسع للتفاهم والتعاون والتقارب ، وهذا مكسب لا تنازل عنه لتبقى الاسرة دائما على رأس اولوياتنا.
٦- تطوير الذات.
الجائحة فرضت على المجتمع التوقف عن هدر الاوقات الثمينه فيما لافائدة فيه ، مما هيء فرص لمراجعة الذات وتطويرها ، فهب الكثير للقراءة والمطالعة وحضور المحاضرات والدورات على الانترنت ، ولقد كسب الكثير من هذه الفرص للحصول على دورات وشهادات رفعت من مستواه العلمي والوظيفي والتربوي وهذا يدلل على ان هناك دائما فرص ثمينة لتطوير الذات اذا ما تم الابتعاد عن تضيع الاوقات وهدرها فيما لا ينفع.
٧- التعليم عن بعد.
استفدنا مما استفدنا به من التعليم عن بعد امكانية الرجوع لصفوف الدراسة وبالذات الشهادات العلمية والتقنية لمن لم يتمكن من ذلك سابقا وقد ثبت عمليا انه من الممكن التعلم عن بعد والحصول على الشهادات علمية اعلى لرفع مستوانا العلمي وتوسيع خبراتنا.
٨- التطوع.
من المظاهر الرائعة التي تجلت في ايام الجائحة بل ولازالت هي مظاهر التطوع ، حيث هب المجتمع برجاله ونساءه للتطوع في الكثير من الميادين الصحية والاجتماعية مم رفع كفاءة المؤسسات الاجتماعية وادت دور فعال يفلج الصدر ، وانبرت مواقع رسمية متخصصة للتطوع وهذه ثقافة اجتماعية انسانية راقية نحتاج للمحافظة عليها والارتقاء بها.
٩- احترام الخصوصيات الشخصية.
رغم ان احترام الخصوصيات الشخصية كانت قائمة في المجتمع الا ان ضروف الجائحة قننتها ورفعت كفائتها اكثر ، فاصبحنا نراعي المسافات لنترك مساحة شخصية بيننا وبين الاخرين ، وتلافينا بعض العادات ككثرة التقبيل لسبب او بدون سبب مراعاة للنظافة ومحافظة على صحة الاخرين ، واحترمنا الاخرين في ادواتهم الشخصية وعدم استعمالها وهكذا في الكثير من الخصوصيات الشخصية والتي من المهم المحافظة عليها.
١٠- التأقلم مع المتغيرات.
كم من عاداتنا وسلوكنا قد تغيرت ايام الجائحة ، وقد تمكنا من التأقلم مع تلك المتغيرات على الصعيد الفردي والاسري والاجتماعي ، وكان هذا التأقلم بمثابة الدليل على القدرة على التغير لعاداتنا وسلوكنا للافضل وعدم وضع التبريرات والمثبطات السلبية امام ارادة التغير للاحسن اذا ما اردنا ذلك وهذا مصداقا لقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم).