الشيخ اليوسف: التوفيق في قضاء حوائج الناس نعمة عظيمة.
بشائر: الدمام
قال الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة، أن من الأعمال المندوبة التي حثّ عليها الإسلام كثيراً وأكّد عليها مراراً: السعي في قضاء حوائج الناس، وتفريج كربهم، وتنفيس همومهم، وإدخال السرور عليهم؛ وفي ذلك فضل عظيم، وثواب جزيل.
وأضاف: إن السعي في قضاء الحوائج من أبواب الخير التي أمر الله تعالى به كما في قوله تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ، وهو من مصاديق التعاون على البر والتقوى، وقد دعانا الله عز وجل إلى التعاون في مجال الخير ونهانا عن التعاون في ميدان الشر كما في قوله تعالى: ﴿وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ﴾.
وأوضح أن البرّ اسم جامع يشمل كل فعل أو عمل إنساني يقوم به الإنسان تجاه أخيه الإنسان؛ ومن مصاديقه: السعي في قضاء حوائج إخوانه، وتنفيس كربهم، وتفريج همومهم، وتسهيل أمورهم، ومواساتهم في أحزانهم وأتراحهم، ومشاركتهم في أفراحهم ومناسباتهم، والشفعة لهم، وما أشبه ذلك.
وذكر أن الأحاديث والروايات في فضل قضاء حوائج المؤمنين مستفيضة ومتكاثرة، وأنها من وسائل التقرب إلى الله سبحانه، ونيل رضاه ومغفرته، وهو من أنواع العبادة، لما روي عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وآله أنه قال: «مَن قضى لأخيهِ المؤمنِ حاجَةً كانَ كمَنْ عَبدَ اللَّهَ دَهرَهُ».
وقال الشيخ اليوسف: إن من نعم الله تعالى على الإنسان أن يجعله من مفاتيح الخير، وأن يسخره لقضاء حوائج الناس، وخدمة المجتمع، لما روي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله أنه قال: «إنَّ مِنَ النّاسِ مَفاتيحَ لِلخَيرِ مَغاليقَ لِلشَّرِّ، وإنَّ مِنَ النّاسِ مَفاتيحَ لِلشَّرِّ مَغاليقَ لِلخَيرِ، فَطوبى لِمَن جَعَلَ اللّهُ مَفاتيحَ الخَيرِ عَلى يَدَيهِ! ووَيلٌ لِمَن جَعَلَ اللّهُ مَفاتيحَ الشَّرِّ عَلى يَدَيهِ!».
وروي عن الإمام الحسين عليه السّلام أنه قال: «اعلَموا أنَّ حَوائِجَ النّاسِ إلَيكُم مِن نِعَمِ اللَّهِ عَلَيكُم، فَلا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَحور نِقَماً».
وتابع: إن السعي في قضاء حوائج الناس من أسباب البركة وعلامات الخير والتوفيق، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «إذا أرادَ اللَّهُ بِعَبدٍ خَيراً استَعمَلَهُ عَلى قَضاءِ حَوائِجِ النّاسِ»، وعنه صلى اللّه عليه وآله قال: «إذا أرادَ اللّهُ بِعَبدٍ خَيراً صَيَّرَ حَوائِجَ النّاسِ إلَيهِ».
ودعا إلى أن يكون المؤمن ممن يسعى لقضاء حوائج الناس، وتنفيس كربهم، وإدخال السرور عليهم؛ فهذه نعمة عظيمة لا يوفق لها كل أحد.
ولفت إلى أن حوائج الناس كثيرة ومتنوعة، ومجالاتها لا تقتصر على الأمور المادية فحسب، بل تشمل مختلف الأمور والجوانب الحسية منها والمعنوية، وهو باب واسع وشامل لكل حاجة من حاجات الإنسان المتنوعة، فيشمل النفع بالعلم والفكر، والنفع بالنصيحة والرأي، والنفع بالجاه والشفعة وغيرها.