حديث للمبتدئ في الشعر
يحيى العبداللطيف
سيصادفك في بداية تورطك بالشعر ، شاعر ورطك بالشعر ، بسببه أحببت هذا المسلك الوعر الجميل ، وستسأل السؤال الأبدي : لمن أقرأ بعده؟
نصيحتي لك الشخصية ابدأ بإيليا أبوماضي تشربه تشربا ، احفظ له ، ففيه طاقة جمالية تعبيرية لاتنفد
ثم مل على البارودي فإنه سيصقلك حتى تستوي فحلا رقيقا ، طالع بعدها شوقي مطالعة ، وإياك أن تنحرف لحافظ فهو أهون منهم شعرا ، ثم توغل في الجواهري توغل فارس لايهاب الموت.
وسيسيل لعابك على التراث فابدأ بأبي تمام وتريث معه ، وعرج على ابن الحسبن الجعفي ” المتنبي ” ، وغادره للشريف الرضي ، حتى إذا استوت مرتك، أنخ ركابك عند أبي نؤاس واقرأه قراءة المتبصر الخبير .
لقد جعلتك تبدأ بقراءة المعاصرين ثم التراثيين ولي في ذلك حكمة بالغة، أن القراءات الأولى هي أعمق مايرسخ في عقلك الباطن فاحاذر أن يستلبك الأقدمون .
وبعد أن تتشرب بهؤلاء، يمم عند شعراء التفعيلة ابدأ بأمل دنقل وشوقي بزيع وعبدالوهاب البياتي .
واسمع لدرويش ثم اقرأه قراءة واسمعه واقرأه واسمعه .
ولو استطعت أن تحفظ دواوين جاسم الصحيح حفظا فافعل ولا تتردد
ومن شعراء عصرك الأحياء فاعذرني حتى لاتوقعني مع من لا أذكر في حرج ، فإنهم يقولون يابني المعاصرة حجاب ! ( ولو ذكرت بعضهم فلأنهم فرضوا أنفسهم بشاعرية وقادة )
هذه نصيحتي وغيري سينصحك ، فاختر من تراه الخبير البصير