أقلام

الحاج علي البخيتان: حمامة المسجد

عبدالله البحراني

الحاج عليُّ بن بخيت البخيتان (بوعبد الرحيم). من المؤمنين الأخيار المتعلقة قلوبهم بالمساجد.
اعتاد على رفع الأذان في المسجد الشــرقيِّ بالشعبة لجميع الفرائض، وبعد الصلاة كان يقرأ الآية الشــريفة (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليمًا).
وقد شاهدته في أواخر حياته يحرصُ على الحضـور إلى المسجد مبكراً، ويقرأ أجزاءً من كتاب الله جهراً إلى حين دخول وقت الصلاة.1

وصفه الحاجُّ محمد بن عبدالمحسن الخويتم (بو جواد): بأنه من أهل التقوى والإيمان، محبوباً من الجميع، مواظباً على صلاة الجماعة مع كثرة مشاغله. عُرف عنه الذكاء وحبُ العلم،وعندما يكون في المطيرفي كان يصلي في مسجد الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائيّ.2 انتهى.

*تعريف بشخصيته:
ولد ونشأ بشمال الأحساء في بلدة المطيرفي المشهورة بكرمِ أهلها وجودة محصولاتها الزراعية، وخصوصاً (تمر الخلاص)، ويُعدُّ من أفخر أنواع التمور في المملكة. كما اشتهرت هذا البلدة بالعديد من عيون الماء الجارية، ومنها عين (الحويرات) التي ينبع فيها الماء من شعيبين (مصدرين) أحدهما حارٌّ والآخر باردٌ.
وُلد الحاجُّ عليُّ البخيتان في هذه البلدة الكريمة عام ١٣٣٧هـ وفيها تعلم القراءة والكتابة علي يد عمه الملاَّ حسين البخيت رحمه الله. وقد أظهر مهارة وحباً في التعلم منذ الصغر.3
تزوج أولاً من بنت الحاجِّ أحمد بن ضيف البوخضـر. ولم يرزق منها بذرية، والثانية كريمة الحاجِّ محمد بن عليِّ بن عيسـى البوخضـر (أم عبدالرحيم). ورزق منها بذرية صالحة.
وبعد زواجه الأخير سكن في مدينة المبرز بحيِّ الشعبة.4
كان حريصاً على تطبيق شرع الله في العدل والإنصافِ بين الزوجتين، وعلى الرغم من تقدمه في السن وبُعد المسافة ما بين البيتين.5 كان يَبِيتُ ليلةً في منزله بالمطيرفي والليلة الثانية في منزل أم العيال بالمبرز، وهكذا حتى نهاية حياته.
*مجال عمله:
كانت البداية مع شركة ارامكو لمدة عام واحد تقريباً حيث أظهر فيها رغبته بالتعلم، وأجاد التحدث باللغة الإنجليزية، وعين مشرفاً في مجال عمله مبكراً. ومن زملائه في الشـركة: الحاج خليل المعني، والحاج عبدالله النجاد، والحاج عليُّ حسين البخيت، والحاج عبدالهادي المعني.6
ثمَّ توجه للأعمال الحرة. فاشترى سيارة (ستيك – بدي) يستخدمها في نقل براميل الكيروسين من الظهران حتى مدينة المبرز، وكان ينقل أكثر من اثني عشــر برميلاً من الكيروسين مرتين في الأسبوع. وفي ذلك الزمان يعدُ الكيروسين الوقودَ الرئيس للسكان قبل انتشار (الغاز والكهرباء).7

عمل في المقاولات وفي مجال المواد الغذائية. وفي آخر حياته, كان شريكاً مع الحاج مزعل البو دريس في مكتبٍ عقاريٍّ بمدينة المبرز.8

*من سماته:
حبه للمساجد، والعمل الدؤوب للكدِّ على العيال، أنيق في ملبسه.
ومن ثماره الطيبة تلك الذرية الصالحة حيث غرس فيهم عادات جميلة، منها: التزامهم بتلاوة جزء من كتاب الله وقراءة دعاء الافتتاح في كلِّ ليلة طوال شهر رمضان المبارك.9

*نهاية المطاف:
انتقل إلى رحمة الله في
١٤٢٥/١٢/٥ ﻫ، ودُفن في مقبرة الشعبة بالمبرز، وأقيم له مجلس عزاء في حسينية المصطفى بالمطيرفي.
رحمه الله وأسكنه الفسيح من جنانه.

*أول مدرسة بالمطيرفي:
ولتأسيس أول مدرسة حكومية في بلدة المطيرفي بشمال الأحساء قصة،والبداية عندما قام الحاج عبد المحسن صالح الخويتم والوجيه السيد محمد السيد علي العلي (غدير) بمقابلة مدير تعليم الأحساء مطالبين بفتح مدرسة للبنين بالمطيرفي، فاعتذر لعدم وجود مقر للمدرسة. عندها تعهد المذكوران أعلاه بـتأجير مبنى على حسابهم الخاص (بيت محمد العبيدون رحمه الله)، وكذلك شراء بسط لفرشها على الأرض لجلوس الطلاب (بدل الطاولات) وذلك في أول عام، عندها وافق مدير التعليم على تزويد المدرسة بالمعلمين، وكان ذلك في عام 1385 هـ.10
*وقفة:
ويبقى: “المبادرون أسياد المشهد” في كل زمان ومكان.
……………
الهوامش:
1. لقاء مع الشيخ حسين بن عليِّ البوخضر عام 1431 هـ.
2. الحاج محمد بن عبدالمحسن الخويتم (بو جواد) إفادة منه عبر ابنه الأخ زكيٍ (بوكميل). ويعد (أبو جواد) من أصدقاء البخيتان المقربين في المطيرفي عام 1431 هـ.
3. لقاء مع المهندس عبدالرحيم بن الحاج عليِّ البخيتان في المسجد الشرقي بالمبرز عام 1431 هـ.
4. المصدر السابق م. عبدالرحيم
5. المصدر السابق م. عبدالرحيم
6. مصدر سابق، الحاج محمد بن عبدالمحسن الخويتم.
7. لقاء مع الحاج عليِّ بن حسن البن صالح (بو أمير) ليلة الأحد الموافق
١٤٣١/١٢/٧ﻫـ.
8. م. عبدالرحيم البخيتان، المصدر السابق.
9. وكانت آخر سيارة اقتناها من نوع تويوتا كراون (بيضاء اللون).
10. الأخ زكي بن الحاج محمد الخويتم
١٤٤٢/١١/١٥هـ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى