الشيخ الصفار يدعو لإنشاء مراكز بحوث لدراسة وتحقيق تراث أئمة أهل البيت (ع)
مكتب سماحة الشيخ الصفار: القطيف
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن على أتباع مدرسة أهل البيت (ع) تقع مسؤولية إنشاء مراكز بحوث وكراسي علمية لدراسة تراث أهلالبيت (ع).
ودعا لنشر هذا التراث بعد تحقيقه وتمحيصه وكتابته بلغة عصرية.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 6 في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وأوضح سماحته أن العلماء المنتمين لمدرسة أهل البيت قد بذلوا جهدهم عبر العصور لحفظ تراث المدرسة العلمي رغم الصعوبات والتحدياتالتي واجهتهم.
وتابع: وفي هذا العصر تقع على أتباع مدرسة أهل البيت مسؤولية كبيرة في نشر معارفهم، وإظهار سيرتهم المشرقة.
وأضاف: هذا ما يطلبه الأئمة من شيعتهم وأتباعهم.
وأشار إلى أن إحياء أمر أهل البيت (ع) لا يقتصر على التفاعل العاطفي مع فضائلهم، ومصائبهم، بل الأساس فيه تعلم معارفهم ونشرها.
وقال: إن من أبرز المصاديق لإحياء أمرهم (ع) هو إنشاء مراكز البحوث والدراسات.
وتابع: هذه المراكز تقوم بدراسة تراث الائمة، وتمحيصه وتحقيقه، بفكر حرّ منفتح، ومنهجية علمية، ونشره بلغة عصرية، تعالج المشاكلوالتحديات التي يواجهها إنسان العصر.
ومضى يقول: ولعل من أهم مصارف أوقاف أهل البيت (ع) والحقوق الشرعية الراجعة لهم هو تمويل البحوث العلمية النافعة، وإنشاء كراسيعلمية في الجامعات المرموقة لدراسة سيرة الأئمة وفكرهم، وليس الاقتصار على البرامج الشعائرية التقليدية.
وبمناسبة قرب ذكرى وفاة الإمام الباقر (ع) قال الشيخ الصفار: إن سيرة الإمام الباقر (ع) تشكل أنموذجًا لتحمّل الأئمة مسؤولية تبيينمعالم الدين وأحكام الشريعة، حيث تصدى لنشر المعارف الدينية.
وأبان أن المهمة الأولى والأساس لأئمة أهل البيت (ع)، هي حفظ الرسالة، وتبيين الشريعة.
وقال: أما تحمل أعباء الحكم والسلطة فهي مهمة ثانية ثانوية، قياساً للمهمة الرسالية الأولى.
وتابع: فإذا ما تعارضت المهمتان، كما حصل بسبب الأطماع السياسية، والصراعات المصلحية فإن الأولوية عندهم للمهمة الأولى.
وأوضح أنه يمكن اعتبار الإمام الباقر هو المؤسس لمدرسة أهل البيت عقديًا وفقهيًا.
وأضاف: كان التشيع لأهل البيت (ع) حالة ولاء ومحبة، وتحول إلى موقف سياسي في مواجهة الحكم الأموي، وبجهود الإمام الباقر تشكلتمدرسته العقدية والفقهية.
وأشار إلى تصدي الإمام الباقر (ع) لتبيين معالم الدين، وتربية العلماء، وإرشاد الأمة، وصار رواد المعرفة وطلاب العلم يفدون إليه في مدينةجده رسول الله (ص) لينهلوا من علمه.
وذكر أن الباحثين سجلوا أسماء 482 من تلامذته ورواة حديثه.
وأبان أن الإمام الباقر وابنه الإمام جعفر الصادق هما المؤسسان لمدرسة أهل البيت (ع)، لذلك كانت الأحاديث والروايات عنهما هي الأكثرفي تراث المذهب.
وتابع: لقد اشتهر الإمام بلقب الباقر، وفسره العلماء والمؤرخون بتضلعه في العلم، مستشهداً بما ورد في كتب السيرة من مدح للمقام العلميللإمام (ع)، وما ورد في كتب اللغة من شرح لاسمه الشريف، “ِالبَاقِر، مِنْ: بَقَرَ العِلْمَ، أَيْ: شَقَّهُ، فَعَرَفَ أَصْلَهُ وَخَفِيَّهُ“.
للاستماع للخطبة بعنوان:
الإمام الباقر والتأسيس لمدرسة أهل البيت (ع)