المجلد الأول من (هدي العقول) يرى النور بعد طول انتظار
عبدالله بن علي الرستم
بطاقة الكتاب:
اسم الكتاب: هدي العقول إلى أحاديث الأصول (1/2)
المؤلف: الشيخ/ محمد بن عبدعلي آل عبدالجبار
تحقيق الأستاذ/ أحمد عبدالهادي المحمد صالح
الناشر: دار المحجة البيضاء – بيروت + منشورات لجنة التحقيق والنشر التابعة للمرجعية الأحقاقية
تاريخ النشر: الطبعة الأولى – 1442هـ (2021م)
التعريف:
يعد الشيخ/ محمد بن عبد علي آل عبدالجبار القطيفي (ت 1252هـ) من كبار علماء الإمامية، وما يكشف عن مكانته العلمية هو ما أشار إليها كثيرٌ ممن ترجم له، ومنهم صاحب كتاب “معجم طبقات المتكلمين” حيث قال عنه: (من أجلاء فقهاء الإمامية وكبار علمائهم … وحاز ملكة الاجتهاد، وتمكّن من شتّى العلوم والمعارف الإسلامية، ودرّسَ وأفاد وألّف)، وغيره ممن ترجموا له، فقد ترك من المؤلفات ما يصل إلى أكثر من مائة مصنّف بين كتاب ورسالة، وبعض هذه الكتب يتكون من عدة أجزاء، ومنها كتابه المشهور (هدي العقول إلى أحاديث الأصول) الذي صدر عام 1425هـ في تسعة مجلدات عن دار المصطفى لإحياء التراث، وبقيت منه مجلدات أخرى غير المطبوعة، حيث إن الكتاب يقع في 15 مجلداً كما ذكر مترجموه، إلا أن المجلد الأول كان مفقوداً حال الطبع، وقد ساقت الأقدار أن يتم الحصول على المجلد الأول في إحدى المكتبات المحلية؛ ليأتي الدور على تحقيقه وطباعته بشكل لائق يتناسب وحجم الكتاب والمؤلّف، وهذا ما قام به الأستاذ/ أحمد بن عبدالهادي المحمد صالح الذي شمّر عن ساعديه مجداً ومجتهداً في القيام بما يتوجّب عليه إزاء كتابٍ نفيسٍ كـ(هدي العقول).
ومن المعروف عن الأستاذ/ أحمد أنه إذا بدأ في تحقيق كتابٍ فإنه يواصل العمل دون كلل أو ملل، ولا يهدأ له بالٌ حتى ينجزه في وقت قياسي، متجاوزاً العقبات والعثرات التي تحصل خلال عمله التحقيقي، وقد لمستُ هذا من خلال معرفتي به (وفقه الله وسدد خطاه)، وتحقيق كتابٍ كـ(هدي العقول) لاشك أن الكثير ينتظره – خصوصاً مع فقدان المجلد الأول كما أسلفتُ القول – ليسد الفراغ للطبعة التي صدرت بدونه، والذي يعد من الكتب المهمّة في بابه، فقد بذل المحققُ جهده في تخريج النص، والمقارنة بين النسختين من الكتاب المخطوط، مع إضافة العناوين الفرعية التي تسهّل فهم المطالب، وكذلك مسألة تخريج النصوص التي ربما بحاجة إلى جهدٍ آخر غير ضبط النص، وغيرها من المسائل التي يتطلبها العمل في تحقيق كتابٍ له مكانته العلمية في التراث الإمامي، وليس جديداً على المحقق الخوض في هذا الأمر، وعن هذه الشخصية كذلك، فقد ترجم له في كتابه (أعلام مدرسة الشيخ الأوحد في القرن الثالث عشر) المطبوع عام 1427هـ، بشكل موجز، إلا أن الترجمة هنا جاءت بشكل أشمل مما ذكره في كتابه آنف الذكر.
جاء الكتاب في طبعته الجميلة والذي احتوى على مقدمة موجزة، فيها شيء من ترجمة المؤلف وذكر جميع مصنّفاته، وخطة عمل المحقق لهذا السِّفر، وقد جاء الكتاب في جزأين كبيرين، حيث جاء الجزء الأول في 584 صفحة، والجزء الثاني في 487 صفحة، بالإضافة إلى الرجوع لـ(165) مرجعاً ومصدراً، ويحتوي المجلد الأول الذي يشرح كتاب (أصول الكافي) للشيخ الكليني (ت 329هـ) على مقدمة مع شرح أربعة وثلاثين حديثاً لكتاب العقل والجهل من أصول الكافي وخاتمة، وقد (ناقش المؤلف آراء بعض العلماء الذين شرحوا أحاديث (الكافي) بعد تسطير ما يريد التعرض من مقاطع شروحهم، فيوضح مراد كلامهم ويشير إلى الخلل ويسدّه بما يرى أنه الموافق للقرآن الكريم وأحاديث وروايات أهل البيت عليهم السلام) حيث تبيّن من ذلك أن هذا العمل أخذ الوقت الكثير من المحقق لإنجاز ما بدأه، ولا يسعني في هذه العجالة إلا الشكر لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل ليكون بين أيدي المهتمين للاستفادة من محتواه وما سطّره عَــلَمٌ من أعلام الأمة، وإلا فالحديث عن القيمة العلمية للكتاب لا يسعها هذا التعريف الموجز، ولكن كما يُقال: لا يسقط المعسور بالميسور.
نسأل الله عز وجل أن يشد على أيدي المهتمّين بالتراث المخطوط في استخراج ما تعجّ به خزائن الكتب المخطوطة والعمل على تحقيقه وطباعته، خدمة للعلم وأهله.