الحاج أحمد بن يوسف الجعيدان: 1352-1439هـ
سلمان الحجي
الحاج أحمد بن يوسف بن محمد الجعيدان ،من مواليد بلدة الجليجلة عام 1352هـ، عمل في بداية حياته بمهنة الزراعة، ثم التحق بشركة أرامكو السعودية عام 1380هـ، وعمل فيها بمواقع متعددة حتى تقاعد منها عام 1410هـ، ولمعرفة المزيد عن هذه الشخصية لنتابع ما صرح به لنا في لقائنا به.
– حدثنا عن أبرز الصعوبات التي واجهتك في أيام الطفولة.
– عشتُ في بداية حياتي يتيماً، فقد مات والدي وأنا في الثامنة من العمر، وعندما ماتت والدتي لم يتجاوز عمري اثني عشر عاماً، فتولى تربيتي عمي الحاج حسين الموسى، عملتُ في بداية حياتي في مهنة الزراعة، ولما سمعتُ عن التسجيل في شركة أرامكو السعودية بمكتبهم بالهفوف وموقعه (الخر) بالرفعة الشمالية، سجلتُ اسمي وكنتُ قد بلغت الثامنة والعشرين عاماً، وتم إجراء اختبار لي لتقييم الأداء، ونجحتُ في الاختبار الأول، ثم أجري لي اختبار آخر، وقد وفقتُ فيه، وكانت معظم أسئلة الاختبار تركز على فحص النظر ومستوى الذكاء مع إيجابية نتيجة الكشف الطبي، وعينتُ في بقيق في قسم الحفريات لمدة ثلاث سنوات، ثم في قسم الصيانة لمدة ست عشرة سنة، ثم انتقلتُ إلى مدينة الظهران، وعملتُ في قسم الصيانة أيضاً عاملاً، ثم مسؤولاً عن أعمال الصيانة لمدة عشر سنوات، ثم تقاعدتُ عندما بلغت ثماني وخمسين سنة.
أما عن دراستي لمناهج شركة أرامكو السعودية:
أثناء العمل في الشركة رغبتُ إكمال دراسة مناهج شركة أرامكو بهدف الترقية، خصوصاً أنني لم أستطع إكمال دراستي باللغة العربية، فركزتُ على إكمال مناهج أرامكو باللغة الإنجليزية، وما ساعدنا على ذلك بيئة العمل التي تلزمنا التحدث باللغة الإنجليزية، وهذا كان له انعكاساً إيجابياً على إتقاننا مهارة التحدث باللغة الإنجليزية، ومناخ العمل كنا نستفيد منه، فقد عرّفنا على المعلومة بدقة، وفهمنا سريعاً ما يطلب منا إنجازه.
كان أول راتب لي في شركة أرامكو السعودية ثلاثة ريالات ونصف، وآخر راتب استلمتُه كان ثمانية عشر ألف ريال.
حدثنا عن أبرز ملامح تجربتك بشركة أرامكو السعودية.
– المصداقية: كان المسؤول الأجنبي صادقاً، فإذا قال لك إنه سيقدم على مشروع معين فإنه يشرع عملياً في خطواته بحماس، ومنها العدالة في التقييم، وثقافة السلامة، وكسب العلاقات، وإتقان اللغة الإنجليزية، وخبرة في العمل.
–بما أنك عشت يتيماً، ما انعكاس ذلك على حياتك المعيشية؟
– الناس كلهم يتامى، ومن جد واجتهد وكافح الصعاب ووفق من الله، سيحقق أهدافه.
– العم حسين الموسى كان له الفضل في وصولي إلى ما وصلتُ إليه، فهو الذي رباني أنا وأخي وأختي، ثم مات عمي وعمري عشر سنوات، فقام بتربيتي أخي حسين.
– حدثنا عما ترغب الحديث عنه عن بلدة الجليجلة
– أولاً سأتحدث عن أسرة الجعيدان:
فأكثر أسرة الجعيدان كان يقطن ببلدة الجرن، أكثر من خمس وثلاثين أسرة، وفي بلدة الجليجلة يسكن منهم حوالي العشرين أسرة فقط.
أذن فأصل الأسرة من بلدة الجرن، وعندما توفيت والدة أبي التحق بخالته ببلدة الجليجلة، وانتقل بعض أفراد الأسرة إلى حي النزهة بمدينة المبرز، وكذلك بعضهم انتقل إلى بلدة الشعبة، وبعضهم هاجر إلى كل من المدن التالية: الخبر والدمام والقطيف.
– العمد في البلدة: صالح العيد، وتلاه أخوه أحمد بن محمد العيد، وعندما توفي قبل عشر سنوات، أصبح كرسي العمودية فارغاً.
– أما عن الخطباء الحسينيين بالبلدة: فالملا صالح بن علي الموسى، والملا صالح الموسى (خطيب آخر من الأسرة)، كما كان يتردد على البلدة للقراءة الحسينية الملا حسين السالم، وهو من مدينة الهفوف، وحالياً يوجد من الخطباء الحسينيين بالبلدة الشيخ عبد الله النويصر، والملا سلمان الحسن.
– أما عمن يدرس القرآن الكريم والقراءة والكتابة في البلدة فكان:الملا محمد النويصر، والملا سلمان الحسن.
– من طلبة العلوم الدينية الذي يأتي ليؤم المؤمنين لصلاة الجماعة بالمسجد الجامع بالبلدة: الشيخ علي الدندن، ثم الشيخ محسن الدندن، ثم الشيخ حسين الحليمي.
– العلاقة طيبة بين مختلف أطياف المجتمع بالبلدة، ومن مظاهرها إذا مات شخص بالبلدة يُشعر بشاركة ومواساة أهالي الفقيد بمجلس العزاء من جميع الأهالي، وقد يتوقف بعضهم عن العمل في سبيل تخفيف ألم الفقد على أقارب المتوفى.
– كما كان في سنة الرحمة جميع رجال البلدة يشاركون في مراسم الدفن، فكان عدد الموتى يومياً خمسة أشخاص.
– من الوجهاء:
1- حمد الحسن: كانت كلمته مسموعة عند المسؤولين، ومجلسه مفتوحاً، كريم النفس، يساعد المحتاجين من أهالي البلدة، وإذا ما عرف أن أحداًمن البلدة يرغب أن يشّيد منزلاً كان يرسل له عمالته لذلك البيت يساهمون في البناء مجاناً، وكذلك إذا صدر سوء فهم بين أفراد المجتمع من أطياف المجتمع بالبلدة، كان يزوره إذا ما عرف أن المخطئ من أفراد طيف معين بالبلدة، وكان يسهم بحنكته لقطع فتيل الفتنة، كما عرف عنه دعمه للفقراء بالغذاء والمساعدات المالية.
2- سعد الشريدة: فتح مجلسه، وساهم في حل مشاكل مجتمعه.
أما عن طلبة العلوم الدينية الذين أقاموا صلاة الجماعة بالبلدة فهم:
1- الشيخ علي الدندن: كان يقيم صلاة الجماعة في بلدة الجرن، ثم بدأ يقيم صلاة الجماعة أسبوعاً في بلدة الجرن وأسبوعاً آخر في بلدة الجليلة.
2-الشيخ محسن الدندن: يتميز بالخلق الرفيع، إذا أخطأ عليه أحد كان هو الذي يعتذر له، ومن نشاطه بالبلدة: إقامة صلاة الجماعة، وعقد الأنكحة، والإرشاد في مؤسسات الحج.
– أما عن أهم العادات الطيبة سابقاً بالبلدة: إذا ما دعي بعضهم على وليمة كانت من عادتهم أن الضيف منهم يأخذ جزءاً من الطعام الفائض لأسرته.
– في شهر رمضان كان هناك اجتماع بارز ليلاً لدراسة القرآن الكريم كختمات.
– في يوم العيد كان رجال البلدة يجتمعون عند العمدة، ويتفاعل الجميع بمختلف أطيافهم في حفلات الزواج.
– كان الشيخ معتوق السليم يأتي لإقامة صلاة الجماعة ببلدتنا، ثم يتوجه لزيارة أبناء عمه الذين يسكنون ببلدة المراح.
– معظم رجال الجليجلة يمارسون العمل في القطاع الزارعي، وتوجد أسرة واحدة تعمل في مهنة الحياكة.
– أبرز المزارعين بالبلدة من الأسر التالية: النويصر، والحسن.
– وأما عن الأسر العريقة بالبلدة: العيد، والكلوف، والجعيدان، والنويصر، والحسن.
– عين الجلجلة تزود أهالي: الشعبة، والجرن، والجليجلة بالماء الصافي، فكان يأتيها الناس على دوابهم محملة بالجرار بهدف تعبئتها بالماء من تلك العين.
– انتقلت إلى حي النزهة بمدينة المبرز مع تقاعدي عام 1410هـ.
– نصيحتي للشباب:
– الالتزام بالدين، وذكر الله على كل حال، وأن تكون أخلاق الشاب طيبة مع الجميع، ويتواضع مع كافة شرائح المجتمع.
توفي بتاريخ ٢٤-٨-١٤٣٩هـ، إلى روحه ومن كتبت أسماؤهم من الموتى، وموتانا، وموتاكم، وموتى المسلمين قراءة سورة الفاتحة قبلها الصلاة على محمد وآله.