البحراني يشارك في مسابقتي النادي السعودي بـ ملبورن، والملحقية الثقافية بـ أستراليا
بشائر: الدمام
تعد مكعبات الليجو من ألعاب الأطفال الأكثر شعبية على مر الزمن، والبرهان على ذلك أنها متوافرة في العديد من المحلات التجارية، فتخطر على أذهان الكثير لتُقدم كهدايا في أعياد الميلاد والمناسبات، فضلاً عن أن ممارسة لعبة الليجو تدعم المهارات الفكرية والإبداعية، وتحسن من وظائف الدماغ من تركيز وتفكير وملاحظة وإبداع، وسواها من الوظائف العقلية الأخرى.
وهذا ماجعل عبدالله علي البحراني ذا السبعة أعوام ً هاوياً لبناء المكعبات واللعب بها، فلم تكن مكعبات الليجو بالنسبة إليه مجرد تسلية وقضاء وقت ممتع، وإنما تنمية مهارات وابتكار.
نشأ عبدالله في بيئة محبة للعلم والمعرفة والألعاب الرقمية واللوحية، فوالده مهندس حاسب آلي، ومبرمج، ورسام أنيميشن، ووالدته خريجة إدارة أعمال ومصممة فوتوشوب، عبدالله هو الطفل الثاني في أسرته، والمبدع الصغير المكتشف لكل جديد.
وفي سنواته الأولى كغيره من الأطفال عابث ومتفحص لكل ما يقع بين يديه، كان يملأ الجدران بخربشاته وألوانه المتعددة، حتى بدأت ملامح ميله للرسم للظهور في عمر الثالثة والنصف.
وذكرت والدته لصحيفة بشائر الإلكترونية قائلة: “قبل اكتشافنا حبه للمكعبات، كان يهوى وضع الأشياء فوق بعضها، لبناء أشياء وموازنتها باستخدام الأكواب الورقية وكذلك المكعبات الخشبية، وفي عمر الخامسة بالتحديد، أثناء انتقالنا لأستراليا من أجل إكمال التحصيل الدراسي بدأ يميل لتركيب المكعبات حيث يقضي مدة طويلة في اللعب بها بشكل يومي وملحوظ، كان يبني أشياءً مجردة، ومباني سيارات، ومواقف، وبيوت”.
وأضافت: ” لم يقتصر على اللعب في البيت، بل كان يمارس هذه الهواية في المدرسة، فيقضي وقته بالبناء والتركيب في برنامج ما بعد اليوم الدراسي”.
وقالت: “بدأ شغفه يكبر حيث يبني ويصنع أشياء، ويتحدث عنها دون اتباع تعليمات الليجو أو الكتيبات المتواجدة مع قطع المكعبات، فكان يشاركنا إنتاجه، ويخبرنا بتفاصيله مثل محطة توليد كهرباء، وموقف سيارات ذو طابقين، وشاحنات، و سيارات، وطائرات مختلفة”.
وفي عام ٢٠٢٠ أثناء الإغلاق الكلي في ملبورن/ أستراليا، وبإلحاح من عبدالله تم إنشاء له قناة على اليوتيوب، وكذلك صفحة على الإنستقرام لعرض أعماله، وطريقة بناء بعضها، ومشاركة محتواه مع الآخرين، وتشجيعهم على تنمية قدراتهم الإبداعية والفنية.
واسترسلت في بدايات عبدالله الذي كان يُفكر في تفاصيل الأشياء والأماكن التي يزوروها، حتى الكتب التي يقرأوها كان يربطها بتلك القطع، قائلة: “زُرنا ذات مرة مصنع شوكولاتة، وأُعجب به فبنى مكاناً شبيهًا له، ويتلمس احتياجنا لبعض الأشياء ويبني لنا تصميماً مناسباً لها، مثل: حاوية أقلام، وحامل اكسسوارات،.وحامل هاتف، ولُوح، وقائمة طعام”.
وأوضح والد البحراني الصعوبات التي واجهتهم بمحاولة إصلاح بعض التصاميم، ولكن عبدالله يرفض أحياناً بشدة تغييرها، وذلك بهدف تنمية قدراته في بناء تصاميم قوية ذات جودة، وأكثر تماسكاً.
وأوجز قائلاً: “شجعنا عبدالله كعائلة على مشاركته التركيب، فبنينا معه ثلاثة مشاريع بسيطة، آخرها قلعة، وحماس عبدالله يرافقنا طوال مشاركتنا له، كان يُصلح ويعطي بعض النصائح ويدلي برأيه لتفاصيل الأشياء، والتحق لمدة يوم واحد بدورة Junior Robotics / Coding باستخدام قطع الليجو، ولقد لاقت رضاه واستحسانه وبدأ أكثر ميلاً لاتباع التعليمات والقواعد”.
وشارك عبدالله وأخوه عبدالكريم في مبادرة القارئ الصغير لنادي الطلبة السعودييين في ملبورن، وحظيا بمراكز متقدمة وفازا بتصويت لجنة التحكيم، حيث كانت مشاركة عبدالله تصميم لقصة (عالم سالم) من مجلة ماجد، ذاكراً: “وفي الأسبوع الثاني شارك بقصة ثلاث زهرات، وصنع ثلاث زهرات بالمكعبات، وإبريق السقي، وحث على العناية بالنباتات وريِّها”.
كما شارك في مسابقة أخرى من تنظيم الملحقية الثقافية بأستراليا، حيث تضم باقي ولايات أستراليا لنفس المبادرة، فتحدث مع أخيه عن دولة الهند كموضوع من مجلة ماجد وصنع خارطتها باستخدام المكعبات.
وأشارت والدته بأن عبدالله تعلم الحروف الهجائية، وركب أُولى كلماته العربية بالمكعبات، وصنع ألعابه وبنى عالمه المليء بالحكايا والمغامرات.
وأكملت قائلةً: “تعد مكعبات الليجو وسيلة للتخاطب والتعبير عن النفس، عن طريق البناء وإنشاء شخصيات، ومدن ومعالم،وتقنيات، وابتكارات خلاّقة، ويمكن للطفل تعلم الحروف وتكوين الكلمات والحساب والقصص، وتساعده كذلك على فهم بعض المواد الدراسية، فهو عالم شاسع ورائع لا حدود له”.
وبينت تأثير عبدالله على الأطفال عبر موقعي اليوتيوب والانستغرام، حيث اجتاز عدد المتابعين ١٠٠٠ مُتابع، حيث تصل مشاركات للأطفال كلها تشجيع وحماس، وبعضها تصاميم مشابهة.
وذكرت الأستاذة نسرين إحدى متابعات عبدالله: “الله يحفظه، هذا دليل أن هدفه واضح في حياته، ويحتاج الأدوات والدعم، بالذات إذا بدأ يدخل في أجزاء الروبوت والبرمجه في مجال الليغو، بإذن الله تشوفيه مهندس موهوب”.
يذكر أنه تم ابتكار لعبة الليجو على يد نجار دينماركي يدعى كيرك كريستيانسن، حيث بدأ بصنع قطع خشبية في بداية الأمر، ثم قام بتأسيس شركة، وقام بتسميتها ليجو ، وهي تقع في الدنمارك، ثم طور كريستيانسن هذه القطع إلى البلاستيك، حيث إن البلاستيك أخف وزناً، وأكثر أماناً من القطع الخشبية، وبعد ذلك لاقت مكعبات الليجو رواجاً واسعاً في الدول الأوروبية، ثم العربية.