الشيخ السمين يُشيد بالتطور في المأتم الحسيني عبر التاريخ
آمنه الهاجري: الدمام
– ويؤكد أن الانفعال العفوي بالمأساة هي النواة الأساس التي بدأ منها المأتم الحسيني.
– ويوضح بأن أن أقدم النصوص التي دفعت بالتجمعات إلى أن تكون مؤسسة المأتم الحسيني الثقافية تعود إلى وقت مبكر جداً بعد الثورة.
– ويقول إن إحياء عاشوراء لتأكيد الولاء والانشداد العاطفي لأهل البيت.
– ويقول بأن المآتم الحسيني أخذ شكل المؤسسة الهادفة التي لا يخضع نشاطها لتحديد زمني معين.
قال الشيخ محمد السمين إن القيادة الحكيمة لأدوار أئمة أهل البيت (ع) هي التي أبقت مجالس العزاء الحسيني حية رغم الضغوط الهائلة، فـ هم الذين يدفعون بهذه التجمعات العفوية إلى أن تأخذ هذا الاتجاه، وتتحول إلى مؤسسة ذات أعراف وتقاليد..
وأكد الشيخ السمين في محاضرته العاشورائية الثانية مساء الأمس بإن التجمعات التي أدى إليها الانفعال العفوي بالمأساة، وتأثير المآتم العرضية والعائلية، هي النواة الأساس التي بدأ منها المأتم الحسيني وتطور من خلال التاريخ.
وأوضح بأن أقدم النصوص التي دفعت بالتجمعات إلى أن تكون مؤسسة المأتم الحسيني الثقافية تعود إلى وقت مبكر جداً بعد الثورة، أي بعد شهر محرم سنة إحدى وستين للهجرة، ومنها النص المروي عن الإمام زين العابدين عليه السلام في ثواب من بكى لمصيبة الحسين عليه السلام.
وأشار في مقابل ذلك إلى أن هذا النص يعطي توجيها معيناً لهذه التجمعات العفوية التي كانت تعقد بعد نهاية ثورة عاشوراء، إذ أن هذه التجمعات سيكون لها مبرر مستمر وهو البكاء على الحسين، ولا شك أن البكاء يكون أسير منالا إذا كان ثمة اجتماع مخصص لتدارس مأساة حافلة بأسباب البكاء.
وأضاف بأن في عهد الإمام الباقر قد بدأ المأتم الحسيني يأخذ شكل المؤسسة الهادفة التي لا يخضع نشاطها لتحديد زمني معين وإنما ينتشر في الزمان والمكان.
وأرجع الشيخ السمين البواعث الكبيرة لتكوين التجمعات وتطور انشاد الشعر في رثاء الحسين إلى عصر الإمام الصادق (ع) من خلال حثه على إنشاد الشعر في الحسين وبيان الثواب العظيم لمن ابكى بإنشاد خمسين أو عشرة أو خمسة.
ولفت إلى أنه غدا للإنشاد أسلوباً خاصاً به يشبه النوح بل هو النوح نفسه، فتلاوة الشعر وإلقاءه تدخل فيه عناصر صوتيه تزيد من تأثيره العاطفي والنفسي.
وتابع الشيخ بأن هذا العصر إلى جانب الإنشاد وجدت فئة أخرى وهي القُّصاص، وهم الذين يجلسون في المساجد بعد الصلوات ويحدثون الناس بقصص حروب الفتح وسيرة النبي وفضائل الصحابة، ومواعظ الترهيب والترغيب، وهم موجودون منذ عهد عثمان بن عفان، وقد استخدمهم معاوية لنشر الدعاية له بين العامة.
وأضاف بأن المأتم الحسيني تنامى كمؤسسة نامية فكان من جملة اهتماماته بالقصاص، فأوجد قصاصا خاصين به، بحسب الروايات عن الإمام الصادق عليه السلام التي تصف حال الناس عند قبر الحسين في ليلة النصف من شعبان تدل على أنه قد تكون في هذا العصر قصاص يدخلون في قصصهم سيرة الحسين.
ومن حيث المضمون مضى يقول إن هذا التطور في المأتم الحسيني عبر التاريخ أغنى مضمونه بمحتويات جديدة تتظافر كلها في خدمة الهدف الأساس من إنشائها كما أدخلت عليها أساليب جديدة في التغيير والممارسة.