ملخص محاضرة الشيخ مرتضى الجمعة لليلة الرابعة: وانقلبت الكوفة على مسلم … لماذا ؟
الإمام الحسين قال ( و إني باعث إليكم أخي و ثقتي و ابن عمي مسلم ابن عقيل فإن كتب إلي أنه اجتمع رأي ملئكم و ذوي الحجى منكم على مثل ما قدمت به كتبكم فإني أقدم إليكم وشيكا ان شاء الله و السلام )
يتحدث من خلال نقطتين
النقطة الأولى / في بيان حقيقة المجتمع الكوفي
النقطة الثانية / قي بيان كيفية انقلاب المعادلة لصالح ابن زياد على مسلم ابن عقيل.
النقطة الأولى / في بيان حقيقة المجتمع الكوفي
هنالك توجهات ثلاثة في تحليل حقيقة المجتمع :
1- الأقلام الأموية العباسية التي وصفت بأنه كله مجتمع خائن.
2- المجتمع الكوفي مجتمع صالح بامتياز و لا خائن فيه.
3- التوجه الثالث: أمر بين أمرين و هو الأصح.
لماذا نقول هو الأصح :
لأن شيوخ الكوفة و زعماء القبائل الذين ينتسبون الى أمير المؤمنين كتبوا الى الحسين رسائل متعددة
امثال ( انا ننتظر قدومك و لا نشهد مع الوالي لا جمعة و لا جماعة فإننا بانتظارك على احر من الجمر …. )
عندها رأى الحسين أن يلقي الحجة على أهل الكوفة فكتب اليهم كتابا ارسله مع مسلم ابن عقيل ليستطلع احوال الجماعة هناك أهم صادقون ام ماذا.
و من هنا نعي أن حركة مسلم في البداية لم تكن حرب و قتال و إنما ما هو الا مبعوث حسيني حتى يستطلع الاحوال في الكوفة.
و لما وصل مسلم نزل في دار المختار ابن ابي عبيدة الثقفي و في قول اخر في دار مسلم ابن عوسجة.
فأقبل الوجهاء من كل حدب و صوب و كان النعمان ابن بشير كان يراقب الوضع و لم يكن شخصا صداميا بل كان مسالما.
و بلغ الذين بايعوا الحسين عن طريق مسلم ابن عقيل 12000 او 18000 على اختلاف الاقوال.
فكتب مسلم الى الحسين ( ابا عبدالله ان الرائد لا يكذب اهله ( الشخص الذي يؤخذ في الصحراء حتى يبين للناس مكان وجود الماء و يكون صادقا يعني ان الرسول اللذي ارسلته اليك لا يكذب ) و قد بايعني من الكوفة هذا العدد المذكور فإذا وصلك كتابي هذا ياحسين فهلم على الرحب و السعة فقد اينعت الثمار و اخضر الجناب و السلام ) و اقد اعطى الكتاب الى عابس بن شبيب الشاكري .
الكوفة فيها المسيحي و المسلم و غير ذلك و الخط الأموي كان الأقوى فيها. و منذ سنة 40-61 هـ كانت لهم الهيمنة فكل كل الاجهزة الدولية كانت تحت سلطة يزيد ابن معاوية في الشام و من امثلتهم: عمر ابن سعد و شمر ابن ذي الجوشن ان و عمر ابن الحجاج الزبيدي . و هؤلاء عندهم موقف من النعمان و يريدوا ان ينقضوا عليه . فكتبوا الى يزيد و قالوا ( ان الوالي في الكوفة والي ضعيف و غير قادر على ادارة الامور و اننا نرى ان مسلم ابن عقيل يصول و يجول في الكوفة و قد بايعه من بايعه و ان الحسين ابن علي مقبل الى الكوفة فإذا كان لك في الأمر فاعزل الوالي و ضع شخصا اخر محله )
و استدعى يزيد سرجون ( المستشار الرسمي لمعاوية ).
و قال سرجون ان معاوية يقول لك ( ضم الكوفة الى البصرة ليكون الوالي عليها عبيد الله ابن زياد فإنه رجل بطش و هو الوحيد الذي يخمد لك الكوفة.
فكتب له ان يابن زياد ضم الكوفة الى البصرة فشد الرحيل الساعة واعتقل مسلم ابن عقيل فإن لم تقدر عليه فاقتله و اقطع عنقه و ارسل الي برأسه) .
فالخلاصة ان حقيقة المجتمع الكوفي فيه الموالي و فيه المعادي لم يكن مؤمنا كله و لم يكن كافرا كله و السيطرة العامة كانت للدولة الأموية
النقطة الثانية / في بيان كيفية انقلاب المعادلة لصالح ابن زياد على مسلم ابن عقيل .
ابن زياد لما وصل له الكتاب شد الرحيل و دخل الكوفة و اتخذ خطوات عدة ليقلب المعادلة منها:
1- عزل النعمان ابن بشير .
2- اعتقل القوة المهيمنه في الكوفة من اتباع امير المؤمنين الذين كان لهم نفوذ في الكوفة و بعضهم قتلهم امثال ( عبدالله ابن والي التميمي و هانئ ابن عروة و المختار ابن ابي عبيدة الثقفي ، مسلم ابن كثيِّر ، سليمان ابن صرد الخزاعي ..) و هذه الحملة التي قام بها ابن زياد جعلت خوفا كبيرا بين الموالين و من هنا تعي ان مسلم ابن عوسجه و حبيب ابن مظاهر الاسدي قدا خرجا من الكوفة ( اما بمبادرة منهم و اما ان مسلم ابن عقيل قال لهم اخرجوا )
3- فعل نظام العرفاء أي ان الكوفة كانت عبارة عن احياء سبعة و كل حي تعيش فيه قبيلة كقبيلة حضرموت ، مذحج ، كنده، بني اسد … و كل قبيلة لها شيخ و رئيس. فهؤلاء استدعاهم ابن زياد و قال لهم ان دخل احد الى حيكم او خرج منه فأنتم المسؤولون يعني انتم مجبرون ان تكونوا عينا لي في قبيلتكم.
4- جعل له عيون خاصة امثال ( معقل) و لم يكن هذا الشخص معروفا و امره بالبحث عن مسلم و اعطاه ثلاثة آلاف درهم و قال له اذهب الى مسجد الكوفة و انظر ايهم اكثر صلاة يصلي و تشبث به حتى يعلمك بمكان مسلم. و وصل الى مسلم ابن عوسجه الى ان عرف مكان مسلم.
5- انه فعل الجهات المنحرفة في القبائل الموالية لأمير المؤمنين و جعل لكل حي رئيس مقابل الرئيس القديم مثلا ( حجر ابن عدي كان رئيس كنده ) و جعل محمد بن الأشعث الكندي و قيس بن الأشعث الكندي رئيسا لكنده و مدهم بالمناصب و المال ليكونوا منافسا لحجر ابن عدي. و جعل شريح القاضي مقابل هانئ ابن عروة لقبيلة مذحج. فعندما اعتقل هانئ قامت قبيلته لتأخذ الثأر امر ابن زياد شريح القاضي ليقول للناس ان هانئ بخير.
6- قال انه سيأتي جيش الشام و عنده صلاحية تامه ان يفعلوا ما يفعلوا بالنساء قبل الرجال.
7- امر بحضر تجوال و أمر بمن يخرج في الليل ان اقتلوه على الظنه
فبهذه الطرق انقلبت المعادلة من القوة الى الخذلان لا إلى الضعف. و تفرق الناس عن مسلم.
فكان هدف مسلم الاساسي هو الاستطلاع و تحول الوضع و أصبح مضطرا للقتال و الحرب إلى ان تفرقوا منه و بقي وحيدا.
اللجنة الإعلامية للحسينية العلوية بالأحساء