الشيخ السمين: أكبر شريحة مستهدفة في حرب المفتنين هي النخب والمثقفين الذين برزت فيهم هوية التدين
رقية السمين: الدمام
وضع تحت المجهر سماحة الشيخ محمد السمين الحرب الفتنويّه الناعمة في الزمن الحاضر حيث لازال أصحاب الفتن يتربصون بالدين ودعاته من خلال أساليب مشابهة لما كان يستخدم من تسقيط الأنبياء عبر أسلوبيّ التحقير والتهم بالعرض والشرف، ولكن “بثوب يناسب هذا العصر” بعدة أساليب منها إشاعة الأسس الفكرية الأجنبية التي تتضارب مع المعتقدات الأصيلة للإسلام عبر منهجية التشكيك في الثوابت ونشر الفلسفة الإلحادية وأفكارها من خلال شبكات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في محاضرته المعنونة بـ (المفتنين واستراتيجية المواجهة) من على منبر لجنة مناسبات بسيهات في ليلة الرابع من محرم الحرام.
ونبه سماحته من هذه الحرب إذ أنها تسعى لـ تغيير المعتقدات ومحاولة الضرب بالقيم وتغييرها، لافتاً إلى أن أحد الأساليب كذلك النيل من الرموز الدينية، وقال: “فما دامت الرموز الدينية في تواجد فإنهم سيحبطون كل ما يحوكه العدو والمفتن، فإذا زعزع المكانة الاجتماعية لعلماء الدين والمرجعيات الدينية أضعف المثل والمعتقدات للمسلمين”.
وأوضح أن هذا التسقيط والنيل بهدف ضرب الصفوف الأولى المدافعة عن مبادئ الإسلام المتمثلة في المراجع العظام، العلماء، وبعض الأكاديميين الذين برزت فيهم هوية التدين في المعتقد والفكر والسلوك.
وأردف الشيخ السمين حديثه في ذات السياق بقوله: ” نجد أن هناك حسابات تدار من قبل بعض من يدعي الانفتاح والثقافة في بعض منصات التواصل يسقط العلماء من خلال البحث والتصيد في بعض نقاط الضعف لدى بعض الأعلام من المراجع أو المحققين و إبرازه بأنه كلام رجعي وفيه خرافة، أو المطالبة بتغيير بعض الأحكام والفتاوى بناء على قراءتهم العصرية وكأن الفقيه يفتي من “جيبه”.
وعن تشويه مفاهيم الشريعة، أكد سماحته أن هذا من شأنه على المدى الطويل أن يصنع: “ثقافة دينية بديلة تشرعن بعض المحرمات، أو تحث على ترك بعض الواجبات”، وأبرز العناوين التي برزت في الساحة الإعلامية والتي أريد بها أن يشوه الدين هي فريضة الخمس، إذ تم التشكيك في أصل التشريع، وإبراز التصرفات الشاذة الصادرة من بعض الوكلاء فيما يسيء لمصارف الحقوق الشرعية وتعميمها على الجميع.
واستنكر في السياق ذاته تحريف المفهوم الموزون للحرية في الإسلام والذي يحفظ حق الفرد والمجتمع، عبر قبول المثلية بين الشباب والفتيات، وإدراجها تحت مفهوم الحرية الشخصية والحقوق الإنسانية.
هذا وحذر الشيخ السمين من خطورة هذه الأساليب إذ أنها تكمن في تكرار هذه الاطروحات حتى تسقط قدسيتها، وتصبح في متناول الجميع في القدح والتجريح، قائلاً: “بات التشكيك في ثوابت الشريعة وقيم الإسلام بضاعة لمن لا بضاعة له، وطلاب الشهرة والنجومية”.
وختاماً دعى الشيخ محمد السمين لمواجهة هذه الحرب الممنهجة بسلاح الوعي والعقلانية الإسلامية ،لافتاً إلى أن أكبر شريحة مستهدفة في هذه الحرب هي شريحة النخب أو الشريحة المثقفة، فيثار في أوساطهم فكرة تنقيح التراث الروائي والحديثي لدى الشيعة مثلا، هذا العنوان في حد ذاته دعا له بعض الأعلام، والبعض الآخر صنف كتباً في ذلك، وجاء ضمن حديثه:” لكن حينما يساء استخدام هذا العنوان، فيتحول إلى شعار لضرب كل رواية لا توافق عقل من يدعي الثقافة، ويبدأ في تصنيف الروايات بحسب ذوقه، وهو بعيد عن أدوات التنقيح والبحث في الاسانيد والدراية الأحاديث “.