الشيخ الصفار: الفقر ليس قدرًا وآثاره خطيرة على الفرد والمجتمع
بشائر: الدمام
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الفقر حالة مرفوضة بغيضة في نظر الإسلام، محذرًا من خطره على الفرد وأمن المجتمع.
وتابع: الفقر ليس قدرًا، وإن كانت بعض حالاته تفرض نفسها على الإنسان.
وأبان سماحته أن للفقر آثارًا وخيمة ومدمرة على الفرد والمجتمع، وقد يشكل في بعض الحالات خطرا حقيقيا على أمن المجتمع ويدفع البعض للانحراف والاجرام وممارسة الموبقات.
وأوضح أن للفقر مستويين، أولاهما مستوى العجز عن توفير حدّ الكفاف، وهو المستوى الأدنى للمعيشة، ويسمى حاليًا (خط الفقر) بمعنى أن الفرد يُعدّ فقيرًا عندما لا تتوفر له متطلبات بالقدر الذي يحفظ له حياته وقدرته على العمل والإنتاج.
وتابع: المستوى الثاني، العجز عن توفير حدّ الكفاية، والمقصود به توفير المستوى اللائق للمعيشة والذي يوفر للفرد حياة كريمة حسب ما هو سائد في المجتمع.
وأضاف: تبنى فقهاء المسلمين تعريف الفقر ضمن حد الكفاية وليس حد الكفاف فقط، إذ لا يصح أن يكون هناك إنسان يفتقد متطلبات الحياة الكريمة واللائقة.
ومضى يقول: الدين وضعَ التشريعاتِ المُرشّدةَ للملكيةِ الفرديةِ، والتي تحرم الكسبِ الحرامِ وتوجه للإنفاق المشروع مما يُوجِبُ أداء الحقوقُ لخدمة المصالح العامة وحاجاتِ المُحيطِ الاجتماعي.
وتابع: الدين عمل على غرس القيم الانسانية في نفس الانسان ليوجه نزعة التملك فيه فيتوخى العدل والصلاح والخير للأخرين.
وأشار إلى أن مسؤولية التنمية الاقتصادية منوطة بالحكومات في جميع دول العالم ويقع على عاتقها النهوض بالمستوى المعيشي للمواطنين ورفع مستوى الانتاج للبلاد عبر توفير فرص العمل والتدريب والتأهيل في مختلف الوزارات.
وقال الشيخ الصفار: رغم تنافس الدول في تحقيق نسب النجاح في التنمية الاقتصادية وزيادة الإنتاج الوطني والدخل القومي بما ينعكس ايجابا على رفع المستوى المعيشي للفرد ورفاهيته، الا ان هناك نسبة من السكان تعاني من انخفاض في الدخل او انعدامه لأسباب مختلفة.
وأوضح أن للفقر آثارًا خطيرة على الفرد والمجتمع، فإنه يشكل جرحا عميقا لكرامة الانسان، كما أنه قد يسلب الانسان دينه، ويدفعه إلى الانحراف والاجرام.
واستشهد بما يرد في التقارير بأن أبناء الاسر الفقيرة يعانون من ضعف التعليم، ولذا يكونون لقمة سائغة لعصابات الاجرام. مؤكدًا “من هنا فإن الفقر يشكل خطرًا على أمن المجتمع”.
ودعا أن تكونَ الأولويةُ لبرامجِ التأهيل التي ترتقي بالفقراء من حالِ الفقرِ إلى مستوى الإنتاجِ والفاعليةِ كما يتوَجبُ دعمُ الجمعياتِ الخيريةِ ورفدها بالكفاءاتِ والطاقاتِ والدعمِ المالي.
وقال: قد يفرض الفقر نفسه على الانسان في بعض الحالات، مؤكدًا وجود حالات اخرى يعيش فيها الفرد الفقر بسبب ضعفه في السعي وراء الرزق وعدم بذل الجهد وخضوعه للضجر والكسل ونقص الثقة.
وأضاف: هنا يكون الفرد هو المسؤول امام الله عن سوء معيشته.
وأبان أن هناك الكثير من حالات البطالة الناشئة من الأنفة والكِبر على الاعمال التي يراها دون المستوى او الرغبة في عدم بذل الجهد.
وتابع: لابد أن نشيد بدور المرأة التي تعمل وتسهم في الانفاق على أسرتها، كما نشيد بالأسر المنتجة.
لمشاهدة: من هنا
للاستماع: من هنا