الشيخ السمين: منهج الاستيعاب لكل تحول اجتماعي هو المنهج الوسطي
آمنه الهاجري: الدمام
أكد الشيخ محمد السمين بأن الحياة الإنسانية متحولة ومتغيرة، فهي تخضع لقانون التحول والتغير لكل ذي بصيرة من خلال تبدل أحوالالمجتمعات فهناك فقر، وهناك ثروة وغنى، وهناك عز وذل، وهناك أمن تارة واضطراب تارة أخرى، وتلك سنة إلهية تجري في هذه الدنيا، منحيث التحول والتغير الشامل للقيم والأنظمة ومراكز الأشخاص وغير ذلك.
وأشار الشيخ السمين في محاضرته العاشورائية الحادية عشر مساء الأمس أن فهم كل التحولات بما فيها التحول الاجتماعي وتداعياتهيتطلب منا دراسة السنن الاجتماعية والكونية بعمق، لكي نبصر ونحدد مسارات التحول وآثاره، ونضع العلاجات الناجعة لمتغيراته وتقلباته،ونحدد منهج التعاطي معه، كي نحمي مجتمعاتنا من آثاره الضارة.
ولفت إلى أهم مقدمات هذا التحول ومظاهرة كـ جرفه للكثير من القيم والاخلاقيات وفي الآن ذاته حمله المفاهيم الجديدة، وبروز المعارضةوالاحتجاج كـ موقف نفسي من الناس، وحدوث حالة من الانقسام الحاد في المتحولات الاجتماعية وخصوصا في الفترات الأولى منها، وذلكلضبابية الرؤية.
ونوه الشيخ محمد أن التحولات لا تخلو من السلبيات والإيجابيات على حد سواء، ومن إيجابيات التحول الاجتماعي بكشفه عن مكامن القوةومكامن الضعف المستترة، ومواضع الخلل غير المرئية في المجتمع المتحول، كما يحرر من التقاليد السلبية التي تعيق حركة الفرد والمجتمع.
وذكر أنواع تصدي الناس في تعاملهم وإدارتهم للتحولات والتغيرات الاجتماعية منها منهج القمع والتي تعتبر أن أي تحول بأغلبه خروجوتمرد عن الأطر الاجتماعية والتقاليد، ومنهج الاستسلام والهزيمة والذي يستند على الأحاديث والروايات وأن لا مناص من هذه التغيراتالحاصله، وآخرهم منهج الاستيعاب المتوازن.
وأكد الشيخ السمين بإمكانيتنا النظر إلى الدين بنظرة أوسع مما نقصر عليه الدين، ويمكن للمتدين أن يعيش مجريات التحول والتغير بما لايذهب هويته الدينية، ويمكن للمرأة أن تعمل وتعيش حياتها بكل عفة وبما يتناسب مع الحياة المعاصرة.
ووجه الشيخ السمين كلمته للحضور في نهاية المجلس أن الدين بالمقابل علينا أن لا نتوقع منه بتقبل كل تغير وتحول بما يتعدى حدود الله، وحدود القيم والإسلامية، فالأمر بحاجة إلى نظرة وعيأكثر للدين، ويحتاج إلى أن يضع الإنسان له حد في أن لا يتجاوز حدود الله.