السيد محمد حسين المدني
وجثى الحسين على الثرى كي يلهم الأرض الحقيقة
تشتار منه عبيره، وتشم من دمه رحيقه
هي غضبة لله من بركان عروته الوثيقة
ثارت على اسم الله من قلب الشريعة والطريقة
هي في مطاوي الوحي آيات وفي الكتب العتيقة
جلت ملاحمها السما والوحي في الزبر النطوقة
ما كان غير السبط من يروي منابعها الدفيقة
قد راح يسبح في الدما كي ينقذ الدنيا الغريقة
ظمآن تشرب من يديه مناهل الشرف العريقة
يامن سحقت بعزمتيك معاقل الكفر السحيقة
وطبعت في وجه الزمان رواية المجد اللصيقة
منك استقى الإيمان مشرب عزه وسقى عروقه
وخصرت أروع قصة بدماء أحرفك الرقيقة
لم تلو جيدك للطليق مذلةً وابن الطليقة
ضاق السبيل على السراة وأنت من كشّفت ضيقه
ونزعت من غلس الدجى فجراً منحت له شروقه
هذا علاك ونحن من يبغي بأسوته لحوقه
يا من عبرت بزورق الأحرار في اللجج العميقة
وسكبت في أرواحهم طهر الفضيلة والخليقة
حتى استقام العود منهم أخضراً وزكت سليقه
ونفضت عن ثوب الإبا ألواثه ليروا بريقه
ذاقوك حلواً في الهوى أفهل ترى لي أن أذوقه؟
لملم ( أناي) وبثها لتراب زينبك الشقيقة !
دمعي لأجلك في الحساب يفيض كي يطفي حريقة
من كنت أنت دليله ما ضل في المسعى طريقه
