السمين: المعرفة لوحدها بأهل البيت لا تحقق ضماناً عن وقوع الانحراف
مالك هادي: سيهات
“تعد نهضة كربلاء من الحركات الإسلامية الإصلاحية التي لم يعهدها المسلمون، فهذه الطريقة من النهضة التي تعتمد على الفداء من إبداعات سيد الشهداء عليه السلام” بهذا استهل سماحة الشيخ أحمد السمين حديث الجمعة في مسجد الرسول الأعظم بحي الدانة في سيهات.
تساءل سماحة الشيخ السمين: لماذا لم تكن الغالبية من المسلمين مع الإمام الحسين في حركته ونهضته؟
فقد ذُكِر في التاريخ أن عدد الملتحقين بالإمام عليه السلام لم يصلوا إلى مائة، مع أن الحسين يمتلك من الصفات القيادية، والدينية، والقبلية، والاجتماعية التي لم تجتمع في غيره بذلك العصر.
كما أكد سماحته أن حركة الحسين عليه السلام لم تكن حركة غامضة، فلم يكن يتحرك بطريقة سرية حتى يقال بأن بقية المسلمين لم يعلموا بحركته ونهضته، فقال: ما يؤكد هذا المعنى خطاب الإمام في أيام الحج أمام الناس، إضافة إلى المنقولات التاريخية التي ذكرت الشعارات التي ألقاها الإمام بشكل واضح بعناوين متفق عليها بين سائر المسلمين، من قبيل: ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا ينهى عنه؟
إضافة إلى أن الأمة كانت واعية بالظروف التي كانت تمر بها، إلا أن ضعف الإرادة كان هو المرض التي أصيبت به.
وقسم الشيخ السمين المسلمين في تلك المرحلة إلى فئتين:
الفئة التي تعد أن مشروع الأئمة عليهم السلام كله يواجه مشروعهم: وهو المشروع الذي بدأ منحرفاً عن منهج النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بعد رحيله، فقال: رؤوس هذه الفئة هم رؤوس الفساد في المجتمع الإسلامي، فمن الطبيعي أن لا يكونوا ممن يلتحق بالحسين لنصرته، بل أرادوا أن يشاركوا في تصفية الإمام.
والفئة المنفعلة بالفساد: فهم ليسوا أصحاب مشروع حرف الأمة عن مسارها، ولكنهم متأثرون بالمشروع المنحرف، ويمكن أن نقسهم إلى قسمين:
من أتباع أهل البيت عليهم السلام: وهم ممن حسب على أهل البيت، فقال: ولكن كانت هذه الفئة ضمن حركة الإمام الحسن والحسين طيلة السنوات العشر قبل واقعة كربلاء، و لما أعلن الإمام الحسين عن حركته بدؤوا بالانسحاب، وكان منهم بعض أعيان الصحابة.
أصحاب هذه الفئة كانوا يعرفون الإمام، إلا أن معرفتهم سطحية، بمعنى أنهم يتعاملون مع الإمام كقائد دنيوي، بملاحظة المكاسب الدنيوية الشخصية.
غالبية الأمة في تلك الفترة: هذه الفئة كان وضعهم الاجتماعي ومعرفتهم بالإسلام نتاج خمسين سنة من الانحراف، فقال سماحته: أصحاب هذه الفئة لا يعرفون أهل البيت عليهم السلام بسبب بعدهم _أهل البيت _ عن المركزية الإسلامية، فتربوا على واقع لا ينتج الانتماء لأهل البيت عليهم السلام، فلو انتصر الحسين عليه السلام ستكون هذه الفئة ممن يتبع الحسين بعد انتصاره، فهم يتبعون القوة في ذلك العصر، ولا يمكن الاستهانة بهذه الفئة، فهي قد ترجح في المواجهة العسكرية الكفة على الكفة الأخرى.
وفي ختام حديثة أكد السمين على أن معرفة أهل البيت لا تكفي لتحصين الشخص ضد الانحراف عن الإسلام، فقال: المعرفة لوحدها لا يمكن أن تحقق ضماناً عن الانحراف، فلابد من التربية ضمن المبادئ الإسلامية.