رحلة إختيار المدرسة
أمير الصالح
تنصل :
هذه الورقة تُعبر عن وجهة نظر الكاتب و ليس هناك اي توصية او تزكية او توجيه لأي قرار مُلزم او قطعي يتعلق باختيار نوع المدرسة للأبناء الطلبة لاي مرحلة من مراحل التعليم المحلي او الدولي . و يتنصل الكاتب من تبعات تبني أي قرار من قِبل أحد القراء الكرام او اولياء الامور في هذا المضمار بناء على اي فهم او معلومة من هذه الورقة.
تمهيد :
هذه ورقة عمل مقدمة لابناء المجتمع و لكل من احب ان يقرأها من أبناء الوطن أو خارج الوطن . و لكل من القراء كامل الحق في الأخذ من ابواب النقاش المطروح ادناه ما يود ان يتبناه و اسقاط او الاعراض او التغافل عما لا يريده او لم يفهمه او لم يمضغه او لم يتفاعل معه.
المقدمة
على إمتداد عدة سنوات و مازال الأمر قائما ، تعج بعض قروبات وسائط التواصل الاجتماعي ، و قبل زمن الجائحة كان النقاش قي بعض الديوانيات العامرة ، مع مطلع كل عام دراسي بالنقاش الساخن و التعبير عن القلق المتزايد من قبل اولياء الامور فيما يرتبط باختيار نوع المدرسة لابناءهم بين الاهلية أو العالمية :
– فتاره يعبر الاباء عن استياءهم لهبوط مستوى التدريس في المدرسة العالمية الفلانية ، أو
– سوء تنظيم اداريي المدارس الاهلية و العالمية ، أو
– تصاعد رسوم الدراسة المستمر في المدارس الاهلية و العالمية
– أو شح توفر كفاءات الكادر التعليمي الملائمة لبعض المناهج لاسيما مادة اللغة الانجليزية و الرياضيات
– أو تأخر وصول المدرسين الاجانب في بعض المدارس الاهلية و العالمية المحلية.
– أو تكدس الطلاب نتيجة الاقبال الشديد على المدرسة الفلانية ، أو
– ضعف مخرجات اللغة العربية لدى الطلاب ، أو
– ضعف الثقافة الاسلامية في مناهج المدارس العالمية
و مع تكرار هذا الحوار الموسمي على مدى عدة سنوات طوال ، الا انه مازال ذات الموضوع ينطرح دون وجود اي حلول جذرية للبعض من الاهالي.
النقاش
يسعى معظم الاهالي المتفانين من طبقة متوسطي الدخل ممن تزاورهم بعض الوان الطموح في تأمين افضل فرص التعليم الجيد الممكن و المميز لابنائهم . فالاغلب من اولياء الامور الاوفياء و الباذلين بسخاء في مجال الاستثمار في تعليم ابنائهم ، يعيشون صراع دائم في رحلة البحث عن الافضل تعليميا لابنائهم على مدار اعوام التحصيل الدراسي لزيادة نسب الحصول على قبول جامعي و بالتالي وظائف مستقبلية افضل للابناء و درء وحش البطالة او الشطب من صحف المنافسة الشريفة في استحصال الرزق الكريم . فما بين سندان الطموح بتعليم مميز للابناء و اكتساب مهارات توائم اسواق العمل و مابين مطرقة تصاعد تكاليف الدراسة و تدني اداء بعض المدرسين و انتكاسات اداء و قرارات بعض اداريي المدارس ، يعيش معظم الاباء و الامهات دوامة البحث المستمر عن افضل المدارس و المناهج و الرسوم و الالتزام بالقيم و اذكاء الروح النفسية و الاجتماعية في أبنائهم .
يستطيع اي مجموع او قروب بشري اعداد قوائم و جداول مقارنات بين المدارس الاهلية و العالمية المتوفرة في مدنهم . و لكي تنجح المقارنة فلا بد من تحديد المعايير المستخدمة و المتفق عليها بين ذات المجموعة. فمثلا يتم ادراج العناصر التالية : ١- التكاليف ٢- كفاءة طاقم التعليم و الادارة ٣- نظافة و سعة المدرسة ٤- المسافة الزمنية ذهابا و ايابا من البيت ٥- سجل حسن السلوك لطلاب المدرسة ٦- اللغة ٧- نوعية المناهج
يستقطع بعض الاباء المكافحين من حصيلة دخلهم السنوي ما يوازي ٤٠٪ -٥٠ ٪ لتسجيل أبنه / أبنته أو ابناءه في مدارس اهلية أو عالمية حبا و كرامة في حصول الابناء على ارتقاء درجات في منافستهم المستقبلية في سوق العمل . لك ان تتخيل ان الرسوم السنوية للطالب في بعض المدارس الثانوية العالمية بالمنطقة تتجاوز سبعون الف ريال للسنة الواحدة . و هذا الرقم لا يشمل رسوم النقل و القرطاسية و التغذية و البدلات الرياضية و الرحلات الترفيهية او الرحلات التعليمية . و لك اخي القارئ المحترم ان تتخيل الاعباء المالية و النفسية التي تتكبدها بعض الاسر ترقبا و طموحا في تتويج ابناءها بقبول في جامعة وطنية او استحصال على مقعد في ابتعاث لجامعة مرموقة تحفظ كرامة الابناء المجدين المالية و تعطيهم الفرصة في المشاركة ببناء الوطن و ترسيخ قواعد توطين المهن الاحترافية المرموقة .
الملخص
– [ ] العولمة و سوق العمل و تسارع التغيرات في المنظومات الاجتماعية و الجائحة و ارواء الطموح و تأمين مستقبل افضل للابناء عوامل متراكمة تضغط على ادمغة معظم ارباب الاسر الكريمة التي تستنطق رحلة البحث عن الافضل تعليميا للابناء . و تستدعي تلكم الضغوط ايضا اعادة هياكل التفكير و قوالبها و الخيارات و الاعدادات التكييفية لكل اسرة حسب امكانياتها المالية و النفسية و التربوية .
– [ ] من الجيد استشارة التربويين لصنع قوالب خيارات تعليمية تناسب كل طالب داخل كل اسرة .
– [ ] يُرجح البعض من التربويين المحليين ضرورة نقل الطالب من المدارس العالمية المحلية الى المدارس الاهلية أو الرسمية لمدة ثلاث سنوات متوالية قبل ولوجه للمرحلة الثانوية . مثال ذلك هو ان يتم ادراج الطالب من مدارس عالمية الى مدارس عامة رسمية او اهلية لرفع مستوى الحياة الاجتماعية لديه و فهمة للواقع المحيط به
الخاتمة:
هناك عدة مقاربات و عدة نماذج تعليمية الا ان مهمة التعليم هي مهمة تكاملية بين :
البيت و المدرسة و نوع المنهج . فشل اي طرف يعني نشوء تشوه في ذهنية الطالب التعليمية .