الشيخ الصفار: حب الوطن يُترجم بالعمل الجادّ لرقيه ورفعته
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لترجمة حب الوطن عمليًا، عبر كسب العلم، والإخلاص في العمل، والتفاني في خدمة المصالح الوطنية.
وتابع: يجب أن نترجم حب الوطن بالعمل الجادّ لرقيه ورفعته.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة الماضية، في مسجد الرسالة بمدينة القطيف.
وقال سماحته يجب أن نترجم حب الوطن بحب بعضنا بعضًا، مؤكدًا أن أبناء الوطن الواحد يجب أن يسودهم الشعور بالمساواة والشراكة الوطنية، بعيدًا عن أي عنصرية او تمييز.
وأضاف: يجب أن يتحقق الشعور المساواة في سلوك كل المواطنين وحياتهم العملية.
وأبان أن الله قد حبانا في هذا الوطن بالنعم والخيرات مما تفتقده كثير من البلدان، فلنحمد الله ونشكره على هذه النعم، ولنحافظ عليها.
وأشار إلى أن حب الوطن من الإيمان وهو غريزة مودعة في نفس الإنسان.
وتابع: بحمد الله تعالى فإننا ننتمي إلى وطن مميز شرّفه الله بالحرمين الشريفين، وهو مهبط الوحي ومحل نزول القرآن الكريم، وفيه قبلة المسلمين.
وأضاف: وفيه مثوى رسول الله ، وبضعته الزهراء، وعدد من أئمة أهل البيت الأطهار ، والصحابة الأخيار.
وذكّر بدعاء نبي الله إبراهيم : ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾.
وقال: “هذا الدعاء المتكرر من نبي الله إبراهيم يربي الإنسان المؤمن أن يحمل همّ وطنه، وأن يتطلع إلى تعزيز الامن في ربوعه، وتحقيق التقدم الاقتصادي، وسيادة القيم الإلهية”.
ودعا الله تعالى أن “يحقق لوطننا دعوة أبي الأنبياء نبي الله إبراهيم الخليل “.
وتابع: “وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يوفق قيادة الوطن لأعلاء شأنه وتحقيق تطلعات مواطنيه”.
حلم الإمام الحسن
وفي موضوع منفصل دعا الشيخ الصفار المصلحين أن يتحملوا ما يصيبهم وما يعانونه في سبيل الله ومن أجل مواقفهم المبدئية.
وتابع: عليهم أن يتخلقوا بصفة الحلم اقتداءً بالإمام الحسن .
وبمناسبة مرور ذكرى وفاة الإمام الحسن قال سماحته: إن سيرة الامام الحسن تُقدم درسًا بليغاً في الحلم وضبط الأعصاب، “ما أحوجنا إليه، على مختلف الصعد”.
وأوضح أن شخصية الإمام الحسن بن علي جمعت أكمل الصفات وأفضل الخصال، فهو بحر في العلم والمعرفة، وقمة في الأخلاق والفضيلة.
وتابع: وكان أنموذجًا في العبادة والتهجد، قد شمل الناس بسخائه وكرمه وخاصة الفقراء والمحتاجين.
وقال سماحته: هذه الشخصية بهذه الصفات والخصال كان يفترض أن تكون محل ثناء وقبول واحترام من قبل كل أبناء الأمة، وما كان متوقعًا أن يتجرأ أحد على النيل منه أو الإساءة إلى شخصيته العظيمة.
وأبان أن من يقرأ سيرة الإمام الحسن في الحقبة التي تحمّل فيها مسؤولية الإمامة بعد أبيه علي ، يجد أنه قد تجرع الغصص والآلام مِنْ مَن تجرأوا عليه ونالوا منه.
وتابع: وخاطبوه بأبشع العبارات، ووجهوا له أسوأ الاتهامات.
وأوضح أن المتأمل فيمن أتخذ مواقف الإساءة للإمام والنيل منه، سيجد أن لها بواعث وخلفيات، فهناك من ينطلق من مرض وعقدة نفسية، وهناك من تأثر بالتعبئة المضادة، وهناك موقف المزايدة الدينية الذي يمثله الخوارج.
وتابع: وهناك القصور في فهم موقف الإمام، وهو ما نجده في موقف أصحابه المخالفين للصلح.
وأبان أن الإمام كان يتحلى تجاه هذه المواقف بحلم يوازن الجبال، لأنه “كان واثقا من موقفه، ويتفهم الظروف التي أنتجت المواقف المسيئة له”.
ومضى يقول: أراد الله تعالى أن يكون أولياؤه الصادقون كالإمام الحسن قدوة لمن يأتي بعدهم من الصالحين المصلحين، الذين يتجرعون في مجتمعاتهم مثل هذه الغصص والآلام بسب بمواقفهم الإصلاحية.
وتابع: فإذا كان الإمام الحسن في طهره وطهارته وموقعه ومكانته لم يكن في منعة ولا حصانة من ألسن القذف والتجريح، فهل تتوفر المنعة والحصانة لغيره؟