لجنة إحياء تراث العلامة الشيخ باقر بوخمسين (قدس سره) تدشن كتابين حوله
محمد صالح بوخمسين: الأحساء
استشعاراً لما للعلامة الشيخ باقر بوخمسين (قدس سره) من دور ريادي وقيادي في الإصلاح الاجتماعي والديني، ومن عطاء علمي وأدبي واجتماعي، ولتسليط الأضواء على سيرته ومسيرته، وعطائه وشخصيته وفكره؛ أقامت لجنة إحياء تراث العلامة الشيخ باقر بو خمسين (قدس سره) التي يرأسها حفيده سماحة فضيلة الشيخ عبدالله بن سماحة الشيخ حسن بوخمسين، والمهندس السيد عبدالكريم المسلم المنسق والمدير العام، حفلاً لتوقيع كتابين، هما: *( الشيخ باقر بو خمسين: العالم الأديب المثقف لمؤلفه الكاتب الأحسائي الأستاذ/ علي محمد عساكر)، والكتاب الآخر هو(الشيخ باقر بوخمسين وأدب المقالة لدى الأستاذ أحمد حسن الزيات لمؤلفه سماحة الشيخ الدكتور محمد جواد الخرس)؛ وذلك في مساء الجمعة المنصرم في الحسينية الفاطمية بالمزرع – الهفوف.
وكان الاحتفال تكريماً للعلم والعلماء، ودعماً وتفاعلاً مع الحراك العلمي والثقافي والأدبي المتنامي في أحسائنا الغالية، حيث وجهت الدعوة للحضور إلى جمع من طلبة العلوم الدينية، والنخب الثقافية، والأدباء والشعراء.
وافتتح الحفل بآيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ: الأستاذ عدنان البناي، ثم استمع المدعوون إلى كلمة لجنة إحياء تراث الشيخ باقر بو خمسين ألقاها الاستاذ الأديب (إبراهيم سلمان بو خمسين) ذكر فيها مهمة اللجنة، وإنجازاتها وأعضاء اللجنة الثقافية الفرعية، والكتب التي عملت على إخراجها وتحقيقها، ومنها الكتابين محل الحفل. بعد ذلك ألقيت كلمة لسماحة الشيخ عبد العزيز المزراق حول كتاب (الشيخ باقر بوخمسين العالم الاديب المثقف). ومما جاء في كلمته:
مقارنة الشيخ باقر بالأديب العقاد ثم تكلم عن حياة الشيخ وبيئة النجف الأدبية، وتقييم آية الله الفضلي للعلامة بوخمسين من خلال كتاب (لماذا نقدس القرآن) وكتاب (أثر التشيع في الأدب العربي) وما جاء من تقديمه لهذين الكتابين، ثم تطرق لفصول الكتاب الأربعة بشئ من التحليل.
ثم ألقى الشاعر الأستاذ جابر حجي الجميعة وافتتح مشاركته بهذه الأبيات:
خطرتَ بفكري فاشتعلتُ فنارا
و ما جاور الأحبابُ مثلك جارا
تركتَ لنا الدُنيا تركت غمارها
لأنك أنقى أن تخوض غمارا
وأيقنتَ أن الباقيات فرائضٌ
لذا كان حُب الآل منك شعارا
فلو قُلتَ شِعراً وانسكبتَ قصائداً
جرى الطُهر مابين السطور ودارا
هُنَا لستُ أنعى إنما جئتُ زائراً
أفتشُ ما بين النخيل مزارا
هُنَا لست أبكي بل أسرح مهجتي
وأُطلق أشواقي إليك هزارا
إلى روح العالم والأديب الراحل سماحة العلامة الشيخ باقر بوخمسين قدس الله روحه
بعنوان (أنا والقصيدة في هواك ضحايا)
يا باقراً وفمُ القصيدةِ يشهدُ
ما زِلتُ أؤمنُ في هواكَ وأُلحدُ
ما زِلتُ في النجوى مَجازاً أنتقي
عذب الحروف وخاطري يتجددُ
ما زِلتُ أستقصي المسافة بيننا
فإذا المسافة في رثائكَ سرمدُ
نشتاقُ، والأشواق تعلو بيننا
فتثور بين العاشقين وتخمدُ
ونطوف مِثل الطائفين بكعبةٍ
تَعبِ الحجيج وليسَ ثمة مسجدُ
ونسيرُ سير الزائرين لحضرةٍ
طال الطريق ولا هنالك مرقدُ
وبعبرتين من السكوتِ تجيئُنا
حيناً، وحيناً بالغيابةِ نُفقدُ
غَرقى نُصارعُ في انتشالِ شكوكنا
وعلى اليقين رسالتان وموعدُ
أرجوكَ أوقِد لي الشعور فلم
يعُد في الشِعر مايكفي وما يتوقدُ
فتعالَ نقترحِ القصيدة كوكباً
ونطير أقصى ما يكون و أبعدُ
وتعالَ نختصرِ الهوى في لحظةٍ
صوفيةٍ ، بين الحروف و نسجدُ
لا الشِعر لا الأوزان لا لُغة الهوى
لا شيء في رحمِ القريحة يُعقدُ
فكأنَّني والذكرياتُ تطوف بي
قلبٌ على النبضاتِ لا يتوحدُ
وأنا الذي حين ابتسمتُ أُحسني
غضّ الشفاه وأنتَ لا تتوددُ
وعَبرتُ مِنكَ إليكَ استبقِ الخُطى
فإذا أنا في الضفتينِ مُشردُ
وسألتُ عنكَ فلم أجدكَ ، وربما
قالوا: هُناك بغارهِ يتعبدُ
زَهدِ الكلامُ عن الكلامِ وحيثما
طال الحديثُ فما أظنكَ تزهدُ
بيني وبينكَ ألفُ ألفُ حكايةٍ
والماء يتلو والحقول تُرددُ
يا باقراً أتُراك تسمع صوتنا
وترى العقول على رؤاكَ تُشيّدُ
دَعني أُعيدك في خِباكَ قتلتني
وجعاً ، وأقسى منهُ أنك تُلحَدُ
نحنُ انطفأنا لا مجال لصوتنا
وبقيتَ وحدكَ في الخلودِ تُغردُ
بعد ذلك تحدث سماحة الشيخ الدكتور محمد جواد الخرس عن كتاب (الشيخ باقر بوخمسين وأدب المقالة) حيث قال: وددت لو أن الشيخ باقر بوخمسين قد حرر شيئاً عن سيرته الذاتية؛ لنقف على مصادر بناء شخصيته العلمية والأدبية، فقد بدا لنا من خلال كتابته أنه متنوع المشارب والأساليب، متجدد في العديد منها، فهو الحوزي الذي انغمس في بوتقة العلم الأصولي والفقه الشرعي.
وأضاف: إن الألقاب العلمية الكبيرة التي نالها سماحة العلامة الشيخ باقر (قدس سره) من مراجع الدين العظام كالسيد محسن الحكيم (ت ١٣٩٠ هـ)، والسيد الخوئي (ت ١٤١٣ هـ)، والسيد الشاهرودي (ت ١٣٩٤ هـ)، والسيد عبد الأعلى السبزواري (ت ١٤١٤ هـ)، والسيد عبدالهادي الشيرازي (ت ١٣٨٢ هـ)، تنم عن اشتغاله بالمسائل العلمية في الدراسات العليا الشرعية، وفي الوقت ذاته نجده الأديب المتجدد في لباس أساطين الأدب العربي وعمالقته آنذاك، كطه حسين، وعباس محمود العقاد، والمازني، ومصطفى لطفي المنفلوطي.
وأضاف قائلاً: هناك ترجمة سطحية وترجمة معمقة. أما السطحية فهي الترجمة المعتادة من سيرة الشخص وذكر مؤلفاته أما المعمقة فهي الغوص في أفكار الكاتب وكتاباته، وألمح بأن آية الله الفضلي (رحمه الله) قد صدمه بمقولة له: من لا يكتب لا تكتب عنه ولا تشغل الناس به. ثم تكلم عن تجربة الشيخ باقر في جانب المقال بالدراسة التي عملها في كتابه.
ثم جاء دور الكاتب الأحسائي الأستاذ/ علي محمد عساكر شكر فيها الحضور وطالب في كلمته ممن لديهم امكانيات مادية بأن يمدوا يد العون للمؤلفين والباحثين. ومما جاء في كلمتهئ:
عندنا كتاب وباحثون ارقى وأحسن من الكتاب الأجانب، ولكن معظم الناس في مجتمعنا لا تريد إلا النتاج الخارجي وانهم لا يشترون النتاج المحلي.
ثم تحدث عن كتاب (الشيخ باقر بو خمسين: العالم الأديب المثقف)، حيث تطرق عن فصول الكتاب الأربعة والتي شملت:
1. الشيخ باقر والعلم
2. الشيخ باقر والثقافة
3. الشيخ باقر والأدب
٤. الشيخ باقر والتأليف
بعد هذا قام كل من الشيخ علي عساكر والشيخ الدكتور محمد الخرس بإهداء الكتب وتوقيعها، وقد كان مقدم الحفل الأستاذ سلمان الراشد.
وفي ختام الحفل قال سماحة فضيلة الشيخ عبدالله بن سماحة الشيخ حسن بوخمسين: إن لجنة إحياء تراث العلامة الشيخ باقر بو خمسين (قدس سره) قد حرصت على أن تخرج مادة علمية مشرفة تكتمل بها الصورة الجميلة للعلامة الشيخ باقر بو خمسين، وبيان مآثره وجهوده العلمية والقيادية، ثم تقدم سماحته بالنيابة عن اللجنة بالشكر والعرفان وعظيم الامتنان والتقدير للحضور، وفي ختام الحفل تم توزيع نسخ من الكتابين لكل من حضر الحفل.