الينابيع الهجرية تحتفي بـ(ولاء) الدكتور عادل الحسين
رباب حسين النمر: الأحساء
الشعر من المواهب والعطايا الإلهية التي تتدفق جمالاً، وتنسكب روعة على ألسنة الشعراء، فيمتليء الكون بالقوافي والإنشاد والأبيات التي لا تفوّت شاردة ولا واردة دون أن تُخلد ببضع أبيات شعرية.
ومن هؤلاء الشعراء الذين أدمنوا تخليد مختلف مناسبات آل البيت عليهم السلام شعراً الشاعر الدكتور عادل الحسين الذي صدر له مؤخراً ديوان شعر موسوم بـ(ولاء) في طبعته الأولى (2021م، 1443هـ)، عن دار بسمة للنشر الإلكتروني.
ويتضمن الديوان ٢٠٢صفحة، حيث سبَقَت القصائد عددٌ من العتبات النصية التي تهيء المتلقي للولوج إلى عالم الديوان وفضائه التعبيري والموضوعي، حيث قدم الدكتور الحسين إهداءً، ووجه شكراً وتقديراً، ثم تناول تجربته الشعرية بإسهاب، إضافة إلى كلمة تقديم للشاعر ناجي بن داود الحرز رئيس منتدى الينابيع الهجرية حول هذا الديوان وتجربة الدكتور الحسين الشعرية.
الإهداء:
وجه الدكتور الحسين هذا الجهد إهداءً للإمام صاحب العصر والزمان، ولا سيما أن الديوان يرصد مناسبات آل البيت عليهم السلام في الحزن والفرح، ويصوغها إما في شكل قصيدة تعزية، أو قصيدة تهنئة، كما يقول الدكتور الحسين في إهدائه المؤرخ بـ 01/01/1443هـ:
“أهدي هذا الديوان إلى صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر -عجل الله تعالى فرجه الشريف -قربة إلى الله تعالى مهنئاً له بمواليد أهل البيت عليهم السلام وأفراحهم، ومعزيّاً له في استشهادهم وفي مصائبهم العظيمة التي مرت عليهم ”
وهو بهذا العمل يرجو نيل الشفاعة من جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ومن المهدي، ومن آبائه وأجداده عليه وعليهم السلام.
كلمة الشكر:
في كلمة الشكر والتقدير وجه الدكتور الحسين شكره لجميع من ساهم وشارك في إظهار هذا الديوان بحلته الجميلة، مثل: مؤسس منتدى الينابيع الهجرية الشاعر ناجي الحرز، والفنان عبد الحميد بو حمد، ومجموعة من الشعراء والمصممين.
يقول الحسين:
” أشكر الشاعر الكبير الأستاذ ناجي بن داود الحرز، مؤسس منتدى الينابيع الهَجَريّة ورئيسه، الذي عكف على مراجعة الديوان لغويّاً وعروضيّاً وفنيّاً، وقدم له بتقديم رائع بعنوان “حزمة ضوء”. وأشكره كثيراً على دعمه وتشجيعه المتواصلين. كما أشكر الصديق العزيز الفنان الأستاذ عبد الحميد بن حسين بوحمد على تصميم الغلاف الرائع الذي يعكس محتوى الديوان. وأشكر أيضا موقع (Smart Tools) لتنسيق الشعر. وأشكر جميعَ من أسدى إليّ نصحاً أو صوبَ وزناً أو اقترحَ مفردةً فيما نظمت من شعر، على سبيل المثال أذكر: سماحة السيد قتاد الجمَّاز، والأستاذ الشاعر هاني الحسن، والشاعر الأستاذ السيد نجيب الهاشم. إخوتي الأعزاء شكراً لكم جميعاً على جهودكم المثمرة في هذا السفر الجليل”.
(حزمة ضوء) المقدمة:
وكتب مقدمة الديوان الشاعر ناجي بن داود الحرز، عنونها بـ (حزمة ضوء)، جاء فيها:
” أنْ تكون شاعراً ومتيّماً، أنْ تظل ممسكاً بالقلم آناء الليل وأطراف النهار، أنْ لا تدع إحساساً مَهْماً دقّ أو خفِيَ دون اصطياده من سويداء الروح، وإبرازه وتدوينه بقصيدة نابضة، أنْ لا ترفع عينيك عن (الرزنامة) كي لا يفوتك موعدٌ من مواعيد معشوقيك، أنْ لا تدع منبراً من منابر التلويح بالوجد والحنين إليهم، دون أن تزرع عليه كل يومٍ وردة تظل تفوح بعطر مودتك الأزلية لهم، أن تصرّ على قطف كل ما جاش به قلبك وتنسيقه كباقة ورد بين دفّتين، بغض النظر عما سَيَتَفَيْهَقُ به حَمَلةُ الألقاب، أنْ تقدّمَه حزمةَ ضوءٍ من قنديل فاطمة عليها السلام، وكأساً رويّةً من نمير سيد البلاغة وأمير الكلام عليه السلام، لأهلك ولجيرانك ولأصدقائك المرابطين في مواسم الولاء. فذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء!
والأخ الزميل الشاعر الدكتور السيد عادل بن السيد حسن الحسين حفظه الله، هو ممن آتاهم الله فضل الشغف والإصرار والهيام والذوبان والتغنّي بمودة أشرف خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين، فلم أجدْهُ متردداً يوماً من الأيام في البوح بهذا الشغف لحظة واحدة، وإنْ سألته كيف حظيت بكل هذا الهيام بمحمد صلى الله عليه وآله؟ قال لك:
هُــوَ رَحْمَـةٌ لِلْعَالَمِيـنَ وَقِبْلَــةُ-
الْغُفْرَانِ فِـي الدُّنْيَا وَفِـي أُخْرَاهُ
قَــدْ نَبَّــهَ النَّــاسَ النِّيَـامَ بِفِكْرِهِ،
أَحْيَاهُـــمُ بَعْـــدَ الْمَمَـاتِ سَــنَاهُ ”
وأضاف الحرز:
“أما إنْ سألته عن عليّ عليه السلام فلأمير القلوب في قلبه حرمٌ ومقامٌ ومسعى لذلك سيكون جوابه التفاتًا لكعبة العشاق وقبلة الوالهين:
كَعْبَـــةٌ أَنْــتَ لِلْقُلُـــوبِ وَمَسْـــعَى
وَمَقَــــامٌ لِـــذَا مَلَـكْــتَ الْقُـلُوبَــــا
ومن الناحية المقدسة لعلي عليه السلام سيلتفت مجدداً إلى الزهراء فاطمة عليها السلام ليكشف عن سببٍ واحدٍ فقط من أسباب ذلك الشغف الذي لا يهدأ:
كُلَّمَــا نَـــادَتْ عَلَيْنَـــا فَاطِـــمٌ
زَغْرَدَتْ أَرْوَاحُنَا فِي الذَّاكِرِينْ
صُــوْتُهَـا يَدْفَعُ نَحْـوَ الْمُرْتَقَى
بِخُطَــانَا فِي طَرِيقِ السَّــالِكِينْ
أما الحسين عليه السلام فعناوين مجده أكثر مِن أنْ تُحصى وأكبر من أن توصف فيكتفي شاعرنا بالدمع ليؤدي منسك عشق سيد الشهداء وزعيم أباة الضيم:
وَأَنَا أُحِبُّـــكَ مُنْــذُ أنْ علَّمْتَنِـــي
مَعْنَـى الْإِبَـــاءِ وَغَيْرَةَ الفُرْسَـانِ
فإذا جَرَى دَمْعِي عَلَيْكَ فَذَاكَ يَا
سِـبْطَ النَّبِيِّ عَطَــاؤُكَ الرَّبَّــانِي
ثم ليكتبَ على بوابة كربلاء وبالقلم الأحمر وبين قوسين لحظة الإباء الحسيني الخالدة:
هُنَا أَدْرَكَ النَّاسُ مَعْنَى الإبَاءْ
فَمَــوْتٌ بِحُـــبِّ حُسَـيْنٍ بَقَاءْ
ويواصل السيد عادل الإنشاد والإشادة بالأئمة الطاهرين وبكل من سار في ركابهم من رموز الإيمان والولاء حتى آخر فاصلة في قاموس الشغف والمودة والولاء، ورغم كل هذا السيل الجارف من الوجد، ورغم كل هذه التراتيل المتوهجة بحرارة الحنين، إلا أنّ شاعرنا يحس بالتقصير إلى درجة الشعور بالخيانة ـ وحاشاه ـ وهو يهمس بهذا الشعور في حضرة الإمام المنتظر عجل الله فرَجَه الشريف:
لَوْلَا وُجُـودُكَ فِي الدُّنَا سَاخَتْ بِنَـا
جَرَّاءَ مَــــا خُنَّــــا بِهَــــا وَنَخُـونُ
وعطفا على ما سبق من مزامير شعراء هَجَر يجيء هذا الديوان ممتلئًا بالعشق ممتازًا بالصدق زاخراً بالإيمان والولاء، فهنيئاً لك أيها الشاعر العاشق، وهنيئاً لكم يا شعراء (هَجَر) وهنيئا لها بكم عندما تجيئون أنتم وهي في موكب من نور وأمامكم إمامكم عليّ عليه السلام ووجهه مشرق بذات الابتسامة التي استقبلكم بها أخوه المصطفى يوم جئتموه مبايعين مشايعين”
تجربة الدكتور الحسين الشعرية
وقد رصد الدكتور الحسين مراحل تجربته الشعرية بأربع مراحل.
المرحلة الأولى في الثانوية، والمرحلة الثانية في الجامعة، والمرحلة الثالثة في شبكة هجر الثقافية، والمرحلة الرابعة بعد انضمامه إلى منتدى الينابيع الهجرية.
وعلق:
“حتى أكون صادقاً مع نفسي، في الحقيقة لا أعتبر نفسي شاعراً، فما أنا إلا ناظم فحسب.”
وحول المرحلة الأولى بيّن الحسين أن بداياته الشعرية لم تكن شعراً، وإنما هي كلمات مصفوفة ومنظومة في شطرين، ولها قافية واحدة أو عدة قوافٍ، يحكمها وزنٌ إيقاعي، وتحكي موضوعاً واحداً، وأنه بدأ يكتب هذا النوع من الفضفضة الوجدانية عندما كان في المرحلة الثانوية. ولما رجع إلى تلك البدايات بعد عشرين سنة وجد فيها شيئاً من الشعر الموزون في بعض أبياتها، وبعضها على شكل أرجوزة، وأنه في هذه المرحلة لم يقرأ في الشعر لأحد غير ما قرأه ودرسه في المدرسة، وما قرأه في كتاب الفخري المنتخب للطريحي، وهو عبارة عن مجالس حسينية تتضمن قصائد شعرية فصيحة في رثاء أهل البيت عليهم السلام.
وذكر الحسين أنموذجاً من شعر البدايات التي نظمها في هذه الفترة، بعد تعديل بعض أبياتها لكي تكون على بحر واحد:
العقل
عَيْنَـايَ جَرَّحَهَـا السَّـهَرْ
وَالْعَقْـــلُ عَلَّلَـهُ الْفِكَـــرْ
نَفْسِي تُوَسْـوِسُ لِي إِلَى
مَــا لَا أُحِــبُّ وَلَا أُقِـــرْ
عَقْلِـــي يُوَجِّهُنِــي إِلَــى
مَـــاذَا أُحِــبُّ وَمَــا أَذَرْ
حُبِّــــــي لِآلِ مُحَمَّـــــدٍ
فَاقَ الْوُجُـودَ وَمَــا فَتَـرْ
رُحْمَاكَ رَبِّي مِنْ عَذَابٍ
خَالِـــدٍ غَـــذَّى الْخَطَــرْ
لِلَّــــهِ أَشْــــكُو لَا إِلَـــى
نَــاسٍ لَهُمْ نَـزَلَ الْمَطَـرْ
يَــا خَالِقِــي مَلَأ الْفَسَـادُ
الْأَرْضَ فَانْكَسَفَ الْقَمَرْ
حَتَّــــى مَتَــــى يَتَزَايَــدُ
الْفِسْقُ الَّذِي حَكَمَ الْبَشَرْ
وعن المرحلة الثانية قال:
“وهذه المرحلة كانت خلال دراستي في الجامعة، وبالتحديد عندما كنت في جامعة الملك عبد العزيز بمدينة جدة. في هذه المرحلة بدأت أقرأ دواوين الشعر للشعراء المشهورين مثل: المتنبي، وأبو نواس، والسيد حيدر الحلي، والسيد صفي الدين الحلي، والسيد الرضي، وأبو فراس الحمداني، والبحتري، وأبو العتاهية، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، والشيخ الوائلي، والشيخ الفضلي. وفي الشعر الشعبي قرأت الجمرات الودية لملا عطية الجمري، والفائزيات للملا بن فايز.
وفي هذه المرحلة تعرفت على بحور الشعر، وقد قرأت تلخيص العروض للشيخ الفضلي. وهذا الكتاب يدرس في جامعة أوسلو في مدينة أوسلو بالنرويج. وفي عام ١٩٨٠م لما كان الدكتور إينار البرج مديراً لقسم اللغة العربية في جامعة أوسلو، وفي وقتها كان الدكتور الفضلي رئيساً لقسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
في هذه المرحلة بدأت أنظم الشعر عن علم ببحور الشعر وأوزانه. ومن النصوص التي نظمتها في تلك الفترة أنشودة في الإمام المهدي عليه السلام وقد عرضتها حينها على الشيخ الفضلي رضوان الله تعالى عليه حتى يبدي رأيه، فقال لي: أحسنت وأجدت، فقط هذا البيت يحتاج إلى ضبط وزنه. وهذا هو النص الذي أعنيه:
إمام العصر
إِنَّ لِلْعَصْــــرِ إِمَامًـــا يُؤْتَمَــنْ
لِخَـــلَاصٍ مِـــنْ هَوَانٍ وَفِتَــنْ
فَهْـــوَ نُــورُ اللهِ يَسْـــعَى بَيْنَنَـا
جَاءَ بِالْحَقِّ لِكَـيْ تَحْيَـا السُّـنَنْ
خَبَــرٌ جَاءَ عَــنِ الْمُخْتَارِ كَــمْ
يَمْـلَأُ الْأَرْضَ بِــــأَمْنٍ وَمِنَــنْ
وَكِتَـــــابُ اللهِ فِيـــــهِ جَاءَكُــمْ
يُظْهِـرُ الدِّينَ وَيُنْجِي مِنْ وَثَـنْ
لَـوْ بَقَـى فِـي الدَّهْـرِ يَوْمٌ وَاحِدٌ
طَالَ ذَاكَ الْيَوْمُ يَا نَجْلَ الْحَسَنْ
يَـا إِمَامَ الْعَصْـرِ يَا نُورَ الْهُدَى
أَنْــتَ لِلنَّــاسِ نَجَـاةٌ مِـنْ مِحَنْ
ارْقَبُــوهُ كَـــيْ تَفُوزُوا بِالْعُــلَا
فِي جِنَانِ الْخُلْـدِ عِنْدَ الْمُؤْتَمَـنْ
كُلُّ مَنْ كَـانَ يُحِبُّ ابْنَ الْحَسَنْ
يَدْخُلُ الْجَنَّـةَ مِـنْ غَيْـرِ حَـزَنْ”.
وتحدث الدكتور عن المرحلة الثالثة قائلاً:
(وهذه المرحلة كانت في شبكة هجر الثقافية عندما كانت المنتديات الثقافية هي شبكات التواصل الاجتماعي في العالم. وفي الواحة الأدبية نشرت بعضاً مما كتبته من شعر، واستفدت كثيراً من نقد بعض الأعضاء وتصويباتهم واقتراحاتهم فيما يخص الألفاظ وبحور الشعر. وفي هجر تعرفت على كثير من الشعراء منهم الأستاذ الشاعر ناجي الحرز، والمهندس الشاعر جاسم الصحيح، والأستاذ الشاعر زكي السالم، والأستاذ الشاعر علي الممتن، وغيرهم من الشعراء العرب والخليجيين.
وهذا النص أنموذج من الشعر الذي كتبته في هذه المرحلة:
حكم الإمام
كُــلُّ مَــنْ كَــانَ مُحبّاً لِلْحَسَــنْ
يَدْخُلُ الجَنَّــةَ مِــنْ غَيْرِ حَــزَنْ
إِنَّ لِلْحُكْـــــمِ إِمَامًـــــا مُجْتَبَــى
لِخَــلَاصٍ مِــنْ هَــوَانٍ وَمِحَـنْ
يَـا أَمِيـرَ الْجُـودِ يَـا بَحْـرَ النَّدَى
أَنْـــتَ لِلنَّـــاسِ إِمَـــامٌ مُؤْتَمَــنْ
هِــــذِهِ أَقْــــوَالِيَ الْمُرْسَــــاةِ يَا
سَـيِّدَ الْفِـرْدَوْسِ فِـي كُـلِّ السُّنَنْ
يَـا إِمَـامَ الْعَفْـوِ فَاعْطِـفْ وَاقْبَلَنْ
وَارْحَمِ الْمِسْكِينَ مِنْ هَوْلِ الْفِتَنْ
يَا شَـبَابَ الْخَيْـرِ يَـا خَيْـرَ الْمَلَا
أَبْشِــرُوا جَاءَ الإِمَـامُ الْمُمْتَحَـن”.
وعن المرحلة الرابعة قال:
“تعد هذه المرحلة هي المرحلة الذهبية في نتاجي الشعري. حيث أصبحت لصيقاً بالشعر والشعراء من خلال منتدى الينابيع الهجرية. سمعت وقرأت كثيراً عن منتدى الينابيع الهجرية وعن نشاطه وقصة نجاحه وشهرته في الأوساط الأدبية. وقد التحقت بعضوية منتدى الينابع الهجرية قبل ثلاثة عشر سنة تقريباً بدعوة كريمة من الأستاذ ناجي الحرز عندما كنا نلتقي في صبيحة كل يوم جمعة في جمعية شيخ المؤرخين المؤرخ الكبير الحاج جواد بن حسين الرمضان رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته مع محمد وآله الأخيار، فقبلت الدعوة وصرت أحضر اللقاء الأسبوعي للمنتدى كلما سنحت الفرصة إلى ذلك إذا كنت متواجداً في الأحساء، حسب ظروف عملي حيث كنت أعمل في الرياض.
وقد حظيت بتشجيع كبير من قبل الأستاذ ناجي في كتابة الشعر وإنشاده. وقد طلب مني ذات مرة المشاركة بقصيدة في احتفال مولد الإمام الرضا عليه السلام في بلدة القارة إحدى قرى الأحساء. ولم يكن لدي حينها قصيدة جاهزة فاعتذرت منه لضيق الوقت، ولكن الأستاذ ناجي أصر على مشاركتي، وفعلاً كتبت قصيدة وأعطيته إياها ليراجعها فأثنى عليها وقدمتها في الحفل بتاريخ 11 من ذي القعدة عام 1438هـ.
كما طلب مني الأستاذ ناجي بصفته رئيس منتدى الينابيع الهجرية المشاركة في حفل تأبين شيخ المؤرخين الحاج جواد بن حسين الرمضان -رحمه الله- في ليلة أربعينه بمجلس القطان بالهفوف بتاريخ 28 ذو الحجة 1439هـ، كعريف للحفل بمعية الشاعر المتألق الأستاذ جاسم عساكر. حيث كان منتدى الينابيع الهجرية الراعي والمنظم لمهرجان تأبين شيخ المؤرخين جواد الرمضان رحمه الله.”
هذا وقد تضمن ديوان (ولاء)مائة وستة وعشرين نصاً شعرياً يتناول مدحاً أو رثاءً في آل بيت العصمة، أو من له بهم صلة، نذكر من عناوين بعض هذه النصوص:
ّبطل الإيثار، شهيد المحراب، ويبقى الحسين، مصاب الهدى،
عاشوراء الحسين، ملحمة الطف، ركب السبايا،
صاحب النفس الأبي، زحف الجموع،
جهاد الحسين، خير وسيلة، أم البنين،
رحيل خديجة عليها السلام، شيبة الحمد،
مؤمن قريش، شيخ البطحاء، فاطمة بنت أسد الهاشمية، توسل بالحمزة عليه السلام، في رثاء جعفر الطيار عليه السلام، أسماء بنت عميس الخثعمية، سبع الدجيل،
إبراهيم المجاب، القاسم ابن الإمام الكاظم، السيدة شريفة بنت الحسن، الشاه عبد العظيم، زيد الشهيد،
زحف الملايين، ملحمة الأربعين، مصيبة السجاد، رحيل باقر العلم، صادق أهل البيت، الكاظم المرتهن، القلوب الذائبة،
فيض الرضا، سلطان طوس، باب المراد،
في رثاء الجواد،
في رثاء الإمام علي الهادي عليه السلام،
في رثاء الإمام الحسن العسكري عليه السلام،
استشهاد العسكري،
شهداء الطف، سفير الحسين، ساقي عطاشى كربلاء، يا أبا الفضل،
علي الأكبر: ألسنا على الحق، القاسم: الموت أحلى من العسل،
بطلة كربلاء.
وقد تلقى صدور هذا الديوان الذي يمثل المجموعة الشعرية الأولى للدكتور الشاعر عادل سيد حسن الحسين، تلقى (ولاء) احتفاءً في منتدى الينابيع الهجرية، برعاية مؤسس المنتدى الشاعر الكبير الأستاذ ناجي بن داود الحرز مع حضور كوكبة من أعضاء النادي الشعراء.