العبيدان أمام الورقة النقدية الأولى: أنا لست متميزاَ بشيء
مهدي المبروك: القطيف
عقد مساء الجمعة الماضي أستاذ الحوزة العلمية، والخطيب الحسيني الشيخ محمد العبيدان أولى جلسات البرنامج النقدي لمحاضراته العاشورائية لهذا العام في مركز السيدة المعصومة عليها السلام بالقديح.
وافتُتِح البرنامج بتلاوة الشاب سلمان الجارودي لآية النور المباركة، ثم عُرضت كلمة تعريفية مسجلة عن البرنامج النقدي وتاريخه أكد خلالها المهندس محمد الجارودي على أن التفعيل النقدي العلمي الموضوعي، والارتقاء بمستوى الخطيب والمستمع، وإشعار الخطيب برقابة الجمهور هي أهم أهداف هذا البرنامج السنوي الذي انطلق منذ سبع سنوات تقريباً، وتطور تطوراً كبيراً بعد انتقاله إلى مركز السيدة المعصومة عام ١٤٣٩ هـ.
وأعلن الدكتور نادر الخاطر عن نتائج الاستبانة التي قامت بها إدارة البرنامج النقدي على مدى ثلاث سنوات لقياس مدى تطور المحاضر والجلسات النقدية. وكانت النتائج كلها إيجابية، أكدت على تفاعل المحاضر مع ما تلقاه من انتقادات وملاحظات.
وافتتح مدير الحوار السيد قصي الخباز، الجلسة النقدية الأولى باستعراض آلية إدارته للجلسة المتمثلة في تقديم الناقد لورقته خلال نصف ساعة، ومن ثم الاستماع إلى تعقيب المحاضر في مدة زمنية مماثلة، وختاماً الاستماع الى مداخلات الجهور الحاضر فعلياً أو افتراضياً، والإجابة على أسئلته واستفساراته بعد استعراض نتائج الاستبانة الأسبوعية.
استهل الدكتور فيصل آل عجيان (ماجستير قياس نفسي) ورقته النقدية بإبداء سعادته من وجود هذا البرنامج النوعي، وأعرب عن سروره بمشاركته للمرة الأولى، كما أشاد بشجاعة الشيخ محمد العبيدان في عقد هذه الجلسات النقدية العلنية.
وأكد أن طرح هذه العناوين بهذا المستوى هو شجاعة أخرى تحسب للشيخ أيضاً. ثم استطرد في قراءته النفسية النقدية لمحاضرة الشيخ لليلة الثانية، التي كانت بعنوان (عالمية الشريعة المحمدية). وأكد بأن النظرية النفسية تعمل على تفكيك السلوك الإنساني ومنه الخطابة، وأخذ على المحاضرة من هذا المنطلق أن المحاضر كان أسلوبه شفاهياً ويتضمن نوته موسيقية تجبره على استخدام بعض الألفاظ والمفردات وهو لا يريدها ولا يقصدها أصلاً.
وعارض المحاضر فيما استظهره من الآية التي صدر بها محاضرته. وأخيراً أنتقد توغل المحاضر في الكتب الصفراء، وابتعاده عن الواقعية مما جعل الخطاب لا يخلو من المخالطات والتشوهات المنطقية والاستنتاجات المتعسفة دون سوق الدليل. ورغم ذلك كله، وجه دعوته للجميع إلى الاستماع للمحاضرة والاستفادة منها.
عقّب الشيخ العبيدان على نقد الدكتور آل عجيان بأن الاستدلال بظاهر القرآن الكريم ذوقي نوعاً ما، ويقبل للنقاش والأخذ والرد، فهو ليس استدلالاً نصياً. ورد على ما سوى ذلك من انتقاد نقطة بنقطة. وفي بداية تعقيبه شكر الشيخ العبيدان الدكتور الناقد على قبوله الدعوة، ومشاركته في هذه الجلسة. كما تقدم بالشكر لادارة البرنامج النقدي على جهودهم الكبيرة، وقال: أنا لست متميزاً بشيء عن بقية طلبة العلوم الدينية والخطباء، وهم أكثر شجاعة مني في تقبل النقد والتقييم والتقويم، ولكن لكثرة انشغالاتهم وفراغي تمكنت من أن أكون حاضراً هنا، وهم لم يتمكنوا. ولو تواصلتم معهم وجدتم الصدر الرحب والقلب الكبير.
وأجاب الشيخ العبيدان على سؤال وجه له من أحد الحضور عبر البث المباشر عن طريقة المصلى للعرض الديني قائلاً : لا بد أن نقدم الدين على أنه يستوعب الحب والرحمة والسلام، ولكننا لا نتحدث إلا عن الترهيب والنار! وأكد على ضرورة الانطلاق من أننا خلقنا للكمال وللجنة.
جدير بالذكر أن الجلسة الأولى حظيت بحضور لافت لطلبة العلوم الدينية. كما حضر جملة من شباب المنطقة من القطيف ومن خارجها. وستعقد الجلسات كل ليلة سبت في مركز السيدة المعصومة بالقديح، وسيتم البث مباشرة عبر قناة مسجد الشهداء بالقديح على منصة اليوتيوب.