ما الفرق بين الإنفلونزا والزكام؟ وكيف نهزمهما؟
بشائر: الدمام
ما الفرق بين الإنفلونزا والزكام (نزلة البرد)؟ وكيف نتوقى منهما؟ وهل نشهد عودة الفيروسات الموسمية هذا الخريف؟
الإنفلونزا ونزلات البرد مرضان معديان في الجهاز التنفسي، لكن تسببهما فيروسات مختلفة، وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية.
وتقول المراكز إن الإنفلونزا تحدث بسبب فيروسات الإنفلونزا فقط، في حين أن نزلات البرد يمكن أن تحدث بسبب عدد من الفيروسات المختلفة، بما في ذلك الفيروسات الأنفية (rhinoviruses)، والباراإنفلونزا (parainfluenza) وفيروسات كورونا الموسمية (seasonal coronaviruses).
ولا ينبغي الخلط بين فيروسات كورونا الموسمية وبين “فيروس سارس كوف 2” المسبب لفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
وتضيف المراكز أنه نظرا لأن أعراض الإنفلونزا ونزلات البرد تتشابه في الأعراض، قد يكون من الصعب التمييز بينهما بناء على الأعراض وحدها. بشكل عام، تعتبر الإنفلونزا أسوأ من نزلات البرد، وعادة ما تكون الأعراض أكثر حدة وتبدأ بشكل مفاجئ.
وعادة ما تكون نزلات البرد أخف من الإنفلونزا. الأشخاص المصابون بنزلات البرد أكثر عرضة للإصابة بسيلان أو انسداد الأنف من الأشخاص المصابين بالإنفلونزا. لا تؤدي نزلات البرد عموما إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي أو الالتهابات البكتيرية أو الاستشفاء. في حين يمكن أن تكون للإنفلونزا مضاعفات خطيرة مرتبطة بها.
أعراض الإنفلونزا مقابل أعراض البرد
عادة ما تكون أعراض البرد أخف من أعراض الإنفلونزا. من المرجح أن يعاني الأشخاص المصابون بنزلات البرد من سيلان أو انسداد في الأنف. لا تؤدي نزلات البرد عموما إلى مشاكل صحية خطيرة.
الوقاية من نزلات البرد
هناك العديد من الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بنزلات البرد، مثل:
1.الحصول على قسط جيد من النوم ليلا، ووفقا لتقرير في دويتشه فيله فإن المرء يحتاج ما بين 7 و9 ساعات من النوم في فصل الخريف. وأكد خبراء ألمان أن النساء يحتجن لساعات نوم أطول من الرجال.
2.اتباع نظام غذائي متوازن غني بفيتامين “سي”، وفقا لخبير العلاج الطبيعي أوليفيه بانيسيه في تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” (le figaro) الفرنسية. ويعتبر هذا الفيتامين مثاليا لمحاربة الفيروسات، وهو موجود في العديد من الأطعمة، وخاصة الفواكه والخضروات. ويوضح بانيسيه أن “الكزبرة والكيوي والبقدونس تحتوي على نسبة عالية جدا من فيتامين سي”.
3.شرب الماء بكميات كافية.
4.تهوية الغرف حتى في فصل الشتاء، حتى لا تبقى الفيروسات في مكان حار ورطب، مما يساعدها على التكاثر، وفقا لبانيسيه.
5.غسل اليدين بانتظام لتجنب انتقال العدوى، ويجب فعل ذلك عدة مرات على مدار اليوم للتخلص من مختلف البكتيريا.
ووفقا لدراسة قامت بها جامعة “ريغنسبورغ” (University of Regensburg) الألمانية، يجب علينا غسل اليدين بالصابون لمدة 30 ثانية على الأقل للتخلص من تلك البكتيريا.
الوقاية من الإنفلونزا
1.الحصول على اللقاح، فاللقاح السنوي ضد الإنفلونزا هو الوسيلة الأكثر فعالية لحماية نفسك من هذا المرض ومضاعفاته الخطرة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
2.اغسل يديك بانتظام، فنظافة اليدين تحمي من معظم الالتهابات، بما فيها الإنفلونزا. الحفاظ على نظافة اليدين طريقة سهلة لحماية صحتك وصحة أسرتك.
3.اغسل يديك بالصابون والمياه الجارية بانتظام، وجففهما جيدا بواسطة منشفة تستخدم مرة واحدة. يمكنك أيضا استخدام مطهر كحولي لليدين إذا لم يتوفر الماء والصابون.
4.تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك، إذ تنتقل الجراثيم إلى الجسم من خلال العينين والأنف والفم على الأرجح. وفي حين لا يمكنك التحكم في كل ما تستنشقه، فإن بإمكانك الحد من مخاطر العدوى بإبعاد يديك عن وجهك. إذا اضطررت للمس عينيك أو أنفك أو فمك، فاستخدم منديلا نظيفا أو اغسل يديك أولا.
5.تجنب مجاورة المرضى، فالإنفلونزا معدية وتنتشر بسهولة في الأماكن المكتظة، مثل المواصلات العامة والمدارس ودور الرعاية وفي المحافل الاجتماعية.
6.إذا كنت مريضا، ابق في المنزل، إذا كنت مصابا بالإنفلونزا فإن وجودك بمقربة من الآخرين يعرضهم لخطر العدوى.
هل نشهد عودة الفيروسات الموسمية هذا الخريف؟
يعتبر تغيّر الطقس والانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة أرضية خصبة لظهور الفيروسات وانتشار العدوى الموسمية، وقد عادت نزلات البرد والتهابات الحلق إلى الظهور بكثافة خريف هذا العام.
في تقرير نشرته مجلة “لوبوان” (le point) الفرنسية، تقول الكاتبة جوانا أمسيلم إن هذه الأمراض اختفت بشكل كبير العام الماضي بفضل إجراءات الوقاية من جائحة كورونا وعمليات إغلاق واسعة النطاق، لكن من الواضح أننا سنشهد عودتها للظهور بقوة هذا العام.
وفي هذا الشأن، يقول الدكتور غيوم دارماياك، نائب الأمين العام لنقابة الأطباء العامين في فرنسا، “نلاحظ ارتفاعا مطردا في وتيرة انتشار هذه الفيروسات لدى عموم الناس. تعد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي (على غرار نزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب اللوزتين وما إلى ذلك) أو جدري الماء من الأمراض التي تتطلب زيارة الطبيب. لكن حتى الآن، لم يبلغ مستوى انتشارها ما كانت عليه قبل وباء كوفيد-19”.
وتشير شبكة “سنتينال” (Sentinelles) في نشرة إحصائية جديدة، إلى أنه “في الأسبوع الماضي (الأسبوع 38 من 2021)، قدر معدل انتشار حالات عدوى الجهاز التنفسي الحادة التي تمت ملاحظتها من خلال زيارات الأطباء (أو الاستشارات عن بعد) بحوالي 76 حالة لكل 100 ألف نسمة. وقد كان هذا أعلى من الأسبوع الـ37 لعام 2021”.
عام 2020 من دون فيروسات الشتاء
في العام الماضي، تقلصت نسبة انتشار الفيروسات الموسمية بفضل التطبيق الصارم لإجراءات الإغلاق، وهو ما أكدته نشرة وبائية سابقة أصدرتها إدارة الصحة العامة الفرنسية، حيث أوضحت أنه “انطلاقا من الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2020 لغاية 18 أبريل/نيسان 2021، لم يتم الإبلاغ عن أي حالات إصابة خطيرة بالإنفلونزا”.
أما خلال الموسم السابق، فقد أبلغ عن 860 إصابة خطيرة بالإنفلونزا. ولوحظ الأمر ذاته بالنسبة لالتهاب القصيبات، حيث كانت نسبة انتشارها أقل بكثير مقارنة بالمواسم السابقة.
لكن بعد أن قضينا عاما كاملا في عزلة بسبب كورونا، هل أصبحت أجهزة المناعة أقل كفاءة؟
يؤكد دارماياك أن عدم انتشار الفيروسات العام الماضي لا يعني أنها ستكون أكثر ضراوة هذا العام، ويضيف “من الواضح أن قضاء عدة أشهر بعيدا عن الفيروسات أدى إلى نقص تحفيز جهاز المناعة. لكن هذه المدة التي قضيناها بمنأى عن الفيروسات لم تدم طويلا بما يكفي لينتج عن ذلك تدهور مناعة على مستوى جماعي”.
ويوضح دارماياك أن اللقاحات سيكون لها تأثير جيد، حيث إن كبار السن -على سبيل المثال- كانوا أكثر قدرة على مقاومة الفيروسات الموسمية بعد تلقي لقاح كوفيد-19. وفي الواقع، فإن أي لقاح يحفز جهاز المناعة بالكامل يساعد بالتالي في مقاومة التهابات فصلي الخريف والشتاء.
وللحفاظ على قوة جهاز المناعة ومقاومة الفيروسات، ينصح دارماياك بالحفاظ على بعض العادات الجيدة التي اعتمدناها خلال الأزمة الصحية، حتى بعد تراجع انتشار الوباء، ومنها مواصلة ارتداء القناع الواقي لتجنب العدوى وغسل اليدين بانتظام والعطس في المرفق وعدم تقبيل الآخرين.