العلماء يحذرون.. تحديق الأطفال والشباب في الشاشات يرفع خطر قصر النظر إلى 80%
بشائر: الدمام
توقف كل 20 دقيقة، وابتعد عن الشاشة مسافة لا تقل عن 20 قدما (6 أمتار) لمدة 20 ثانية على الأقل.
في عام 2019 أوصت منظمة الصحة العالمية بمنع الأطفال دون سن الثانية من الجلوس أمام الشاشات، أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات فيجب ألا يقضوا أكثر من ساعة واحدة يوميا أمام الشاشة.
لكن الواقع كان مغايرا لهذا تماما، ففي العام ذاته، وجدت دراسة استقصائية شملت ألفي أسرة بريطانية لديها أطفال دون سن 14 عاما أن “الأطفال يقضون نحو 23 ساعة في الأسبوع وهم يُحدقون في شاشات هواتفهم الذكية وما شابهها”.
وفيما يتعلق بأسباب انتشار استخدام الشاشات، وجدت دراسة استقصائية أجريت على 133 من أولياء الأمور لأطفال ما قبل المدرسة، أن العديد منهم أفادوا بأنهم يفتقرون إلى وسائل ترفيه بديلة ميسورة التكلفة لأطفالهم، واشتكى آخرون من شعورهم بالإرهاق وحاجتهم إلى إنجاز أعمال في المنزل، بالإضافة إلى ظروف الطقس السيئ التي قد تحبس الأطفال لوقت طويل أمام الشاشات.
كورونا زادت من بقاء الأطفال أمام الشاشات 500%
فبحلول عام 2020، لاحظ الخبراء أن الوقت أمام الشاشة لدى الأطفال قد “انفجر أثناء جائحة كورونا”، حتى أصبحوا يجلسون أمام الشاشات أثناء الإغلاق أكثر من أي وقت مضى. وهو ما رصدته دراسة استقصائية أجريت في الولايات المتحدة، شملت 3 آلاف أسرة وأظهرت أن ما يقرب من نصف الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و15 عاما، يقضون أكثر من 6 ساعات يوميا أمام الشاشة، بزيادة قدرها 500% عما كانوا يقضونه قبل الإغلاق.
وقال 85% من الآباء إنهم “قلقون بشأن الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشة” بعد أن لاحظوا أن “الدراسة عن بعد تفتح شهيتهم لمزيد من التحديق بعد انتهاء الدروس”، مما يعطي الدراسة الجديدة التالية أهمية كبرى.
نصف سكان العالم في خطر
فقد كشفت دراسة جديدة نُشرت في “ذا لانسيت ديجيتال هيلث” (The Lancet Digital Health)، إحدى المجلات الطبية الرائدة في العالم، عن وجود صلة بين الوقت الذي يقضيه الأطفال والشباب أمام الشاشة، وبين ارتفاع مخاطر وشدة قصر النظر لديهم.
وأجريت الأبحاث بواسطة أساتذة وخبراء في صحة العيون، من سنغافورة وأستراليا والصين والمملكة المتحدة، تحت إشراف البروفيسور روبرت بورن، أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة “أنجليا روسكين” (Anglia Ruskin University) اللندنية.
وراجع الباحثون أكثر من 3 آلاف دراسة تناولت العلاقة بين التعرض للأجهزة الذكية وبين قصر النظر لدى الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أشهر و33 عاما.
وبعد تحليل الدراسات المتاحة والربط بينها إحصائيا، كشف الباحثون أن المستويات العالية من وقت التعرض للشاشات، مثل النظر إلى الهاتف المحمول، ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بقصر النظر بنسبة 30% تقريبا، وعند اقترانها بالاستخدام المفرط للحاسوب، ارتفعت المخاطر إلى حوالي 80%.
لذا فقد اعتبر البروفيسور بورن أن هذه مشكلة صحية تتصاعد بسرعة، وقال “إن دراستنا لهذه القضية هي الأكثر شمولا حتى الآن، وتُظهر ارتباطا محتملا بين وقت الشاشة وقصر النظر لدى الشباب”. وتوقع أن “يعاني حوالي نصف سكان العالم من قصر النظر بحلول عام 2050”.
7 نصائح لتقليل تأثير الضوء الأزرق
أيضا يقول الباحثون إن التعرض للضوء الأزرق، الناتج عن شاشات الهاتف والحاسوب، قد يؤثر على صحة العين، ويجعل النوم أكثر صعوبة. وهذه 7 نصائح يقدمها الخبير، دروفين باتيل لصحيفة “ديلي ميل” (Daily Mail) البريطانية لتقليل تأثير الضوء المنبعث من الشاشات:
حافظ على مسافة ذراع من الشاشة
مد ذراعك بالكامل أمام الشاشة حتى تنظر من عينيك إلى نهاية أطراف أصابعك، واستخدم هذا كحد أدنى للمسافة (70 سنتيمترا) التي تضمن تقليل الضغط على عينيك.
طبق قاعدة 20/20/20
توقف كل 20 دقيقة، وابتعد عن الشاشة مسافة لا تقل عن 20 قدما (6 أمتار) لمدة 20 ثانية على الأقل. فهذا كفيل بأن يساعد على إعادة ضبط حالة العين خلال أي فترات عمل طويلة أمام الشاشة.
اضبط ارتفاع الشاشة
وفقا لباتيل، فقد أظهرت الأبحاث أنه من الممكن أن يكون لمستوى ارتفاع الشاشة أثناء النظر تأثير كبير على إجهاد العين. لذا من الأفضل أن تكون الشاشة أعلى من مستوى مشاهدة المستخدم، بحيث تكون الحافة العليا للشاشة أخفض بخمسة إلى 10 سنتيمترات عن مستوى النظر.
خفف وهج الإضاءة
ينصح باتيل بوضع شاشة الحاسوب في مكان يمكن فيه تجنب الوهج الصادر من الإضاءة العلوية أو النوافذ. والأفضل إسدال الستائر على النوافذ، واستخدام مصابيح ذات قوة كهربائية منخفضة وكثافة أقل، أو الاستعانة بمرشح مضاد للوهج.
ألصق ملاحظة “وميض” على الشاشة
يقول باتيل إن أجهزتنا العصبية المركزية تتحكم تلقائيا في جعلنا نرمش حتى 20 مرة في الدقيقة، لكن تحديقنا في الشاشات يُبطئ هذا الوميض في الواقع إلى 3 أو 5 مرات في الدقيقة، مما يقلل الدموع لدينا ويسبب جفاف العين. وهنا تأتي أهمية وضع مُلصق على الشاشة بكلمة “وميض” لتنبيهك لكي تغمض عينيك من آن للآخر.
ضع في اعتبارك حجم جهازك
عادة ما نفضل الهاتف الأكبر والأحدث، لكن ليس شرطا أن يكون هو الأفضل للعين. بحسب باتيل الذي يضرب مثالا بهاتف “آيفون إكس” (iPhone X)، وكيف أن شاشته أكثر سطوعا بنسبة 20% من “آيفون 6” (iPhone 6)، وتنبعث منه مستويات أعلى من الضوء الأزرق الضار. ويقول إن هذا الاختلاف هو سبب زيادة التعرض للضوء الأزرق بنسبة 100%.
تذكر أن تغلق أجهزتك
يقترح باتيل غلق أي أجهزة رقمية بعد غروب الشمس. وينصح بأنه لا ينبغي أن نفترض أن “الوضع الليلي” أو “الظل الأزرق” على الأجهزة كاف لمواجهة تأثير الضوء الأزرق. لذا “يتعين علينا تجنب التعرض للشاشات بعد غروب الشمس، إذا كان ذلك ممكنا على الإطلاق”.