كوب قهوة وبيالة
إيمان الموسى
انتشرت المقاهي بشكل ملفت للانتباه!
قد تكون في كل ركن، وكل استراحة، وكل مضرب طريق. وقد تمر بشارع يكتض بالناس، فالمقهى بجانب المقهى، وتنوع الأسماء لفت الانتباه والجذب. وتتخللهم تقديمات من أنواع القهوة الغربية بأسماء أجنبية، وفرنسي ومغربي وبرازيلي وغيره حتى أصبحت كالإدمان، وملاذ تجمع الشباب والشابات طلباً لتغيير الجو وارتشاف كوب من القهوة مهما غلى سعرها وارتفع، فصارت تسمى بالذهب الأسود للمدخول الشهري الذي يصب في مصلحة هذه المقاهي.
التقىت بيالة شاي مع كوب قهوة على طاولة في تجمع الصويحبات، فنظر كوب القهوة بغرور وكبرياء تجاه بيالة الشاي ..
( انشلخت) البيالة من حدة النظرات والغرور مما دفعها للتقهقهر للوراء، ثم غلى الشاي بداخلها مما أدى للفوران والاندفاع تجاه كوب القهوة حتى أصدمت العروتان، فقالت البيالة: ماهذا الغرور والكبرياء؟ على ماذا؟ فأنا الشاي الذي تقام له طقوس كثيرة بين مختلف الدول، وتشتري أواني ملونه ومتنوعه بين أطقم خزفيه ومزركشه، وما أجملني عندما تراني في يد عشاق الشاي بيالة مخصرة واخرى مذهبة، والشاي يتلالأ بلون غني، ولمعانه يبهج النفس ويعدل المزاج، وله مزاج يهيج المشاعر والحوارات والحواديت!
فقد كان الامازيغيون المحاربون يتجمعون في الصحاري والبراري على موقد الشاي، يتفاخرون ويخرجون بطولاتهم وغزواتهم.
أما المغاربة والمصريين فهم يجتمعون على موقد الشاي بعد ارتشافه، فهو كالسحر، حيث تخرج قصص عن أسرارهم مع مغامرات الفتيات أيام الشباب.
والإنجليز حدث ولا حرج، فلهم مزاج مختلف من الأكواب الإنجليزية وحواديثهم الأرستقراطية.
والعرب لهم طابع تجمع العوائل على بيالة شاي شعبية تخرج مافي جعبتهم من فكاهه وقصص شعبية،ولن تنتهي قصص وطقوس الشاي إلى غير ذلك من إضافات للمذاق الشهي من زعفران وورد ودارسين وهيل.
والهنود لهم مذاق خاص في صنع الشاهي والكرك ولن يغلبهم أحد فيه لأنهم أساس وبلد الشاي السرلنكي والهندي.
أما أنتِ أيتها القهوة المتكبرة ارتفع شأنك لأجل كسب المال وليس لتعديل المزاج مثلي فلا فضل لكِ، ولا مكانتك افضل مني
ائه…