تنمر العلاقات
آمال علي
يتعدد التنمر ويتشكل بكثير من الصور، بعضها مألوف وبعضها غير مألوف.. فعلى جميع مستويات العلاقات الاجتماعية يوجد تنمر، كتنمر في مجال الوظيفة أو تنمر صاحب شهرة بعلم أو مال أو مكانة آجتماعية على من هو دونه، أو تنمر الأبناء على والديهم والعكس.. والتنمر الذي كثر في الآونة الأخيرة تنمر أهل الزوج على زوجة ابنهم، أو تنمر الزوجات على أهل الزوج الذي يكون ناشئاً من وجود أنانية مفرطة وحب تملك، وبغض الطرف الآخر، واختفاء المحبة بين أحد الطرفين أو كلاهما، هنا نتساءل: لماذا الزوجة مع مختلف وعيها وثقافتها لاتحاول استخدام وعيها في التقريب بينها وبين أهل زوجها؟ لماذا هذا الكم من الحقد في مواضيع مواقع التواصل (لدرجة أنه في إحدى الدورات طرحت المدربة تدريباً في التقرب إلى أهل الزوج، وقورن بالرفض الشديد وكتابة الكلام السلبي الغليظ!!) مثل هذه العلاقات يكون فيها خلل كبير، وهي علاقات ليست سليمة وتدعو لتفكك المجتمع، والمجتمع غير المتحاب مجتمع ضعيف يسهل تشتيته وكسره، والقلوب غير الصافية تكون ملوثة بالكراهية والحقد، وقطع الصلات تكون سبباً للمشاكل الاجتماعية، والروحانية، وحجب القلب مع الله، وحجب عن استجابة الدعاء بيننا وبين الله لأنها تعد من الذنوب؛ وحتى الأطفال يتعرضون لعقد الكراهية والحقد على أقاربهم بسبب كره الأم لأهل زوجها مما يؤدي إلى قطيعة رحمهم. أين نحن من صفة الرحمانية التي أودعها الله في قلوبنا؟
أين نحن من تلك العلاقات المترابطة والقوية في زمن أجدادنا وآبائنا؟! لما نضخم الأنا في مواقع خاطئة ونبتعد عن خطة الإسلام للعيش في مجتمع متحابِ متصافي الود؟
فمن يحب لله سيسخر الله له قلوب الناس، ومن يعيش على الكراهية لن يرى الحياة إلا نكداً وعسراً.
نستطيع بسوء نوايانا أن نخرج الكثير من الحجج للتباعد لكن لا نقدر أن نحصل على يد تعيننا وقت الضائقة ممن قطعنا وجودهم بحياتنا فكما تدين تدان.