العلاقة بين مستوى تعليم الوالدين ونجاح أطفالهم
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
ليس سراً أن للوالدين التأثير الأساس في حياة الأطفال. أولياء أمور الأطفال أو الأوصياء عليهم يحددون ما يأكله هؤلاء الأطفال وأين يعيشون وحتى ماذا يلبسون بل يؤثر أولياء الأمور في أطفالهم بطريقة هي أكثر أهمية من كل ذلك: تثبت الأبحاث أن مستوى تعليم الوالدين له تأثير كبير في نجاح أطفالهم.
أحد أسباب هذه الظاهرة هو أن الوالدين الذين تخرجا من الجامعة بالبكالوريوس أو حصلا على شهادات عليا (ماجستير أو دكتورا) يعطون قيمة عالية للتحصيل الدراسي
وجدت دراسة أجريت عام 2018 نشرها المركز الوطني لإحصاءات التعليم التابع لوزارة التعليم الأمريكية ما يلي:
• من بين الطلاب المسجلين في الجامعات التابعة للولايات التي مدتها أربع سنوات ، 45٪ من هؤلاء حصل أولياء أمورهم على شهادات جامعية، بينما لم يحصل أولياء أمور 26٪ من هؤلاء الطلاب على تلك الشهادات.
• تسرب ثلث طلاب الجيل الأول من الكلية بعد ثلاث سنوات، مقارنة بـ 14٪ ممن حصل آباؤهم على شهادة جامعية [ طالب الجيل الأول يعني أنه أول عضو في عائلته المباشرة يحضر الجامعة ].
ماذا بينت الدراسة
تشير النتائج إلى أن الذين لا يحمل أولياء أمورهم شهادة جامعية ودخلوا سوق العمل مباشرة بعد تخرجهم من المدارس الثانوية كانوا أكثر احتمالًا في أن يعتقدوا بأن الشهادة الجامعية لا تستحق التكلفة التي يتحملونها أو أنهم لا يحتاجون إلى مزيد من التعليم حتي يتابعوا مسيرة حياتهم المهنية المنشودة.
إعطاء قيمة عالية للتحصيل الدراسي يمكن أن يتجلى بطرق أخرى. تشير مجموعة متنامية من الدراسات إلى أن الطفل الذي يقدم والداه نموذج سيرة (قدوة حسنة يحتذى بها في) الإنجاز، (على سبيل المثال، حصولهم على شهادات دراسية عليا، ويقرأون كثيرًا ويشجعون على التحلي بأخلاقيات عمل وثيقة) ويوفران للطفل فرصًا هدفها الإنجاز (كالزيارات إلى المكتبة وبرامج إثرائية / تقوية خارج المدرسة) من شأنه أن يجعل هذا الطفل يعتقد بأن الإنجاز يجب أن يقدَّر ويُحقق. في المقابل، يجب أن يؤدي هذا الاعتقاد إلى السعي للحصول على التعليم العالي وبالتالي علي وظائف موفقة.
كما لوحظ، وجدت دراسة شركة إنسايد للتعليم العالي Inside Higher Ed study أن الطلاب من عائلات لم يحصل أولياء الأمور فيها على درجة علمية جامعية، ولكنهم ذهبوا إلى الجامعة مباشرة بعد المدرسة الثانوية [هؤلاء يطلق عليهم طلاب الجيل الأول] واجهوا أوقاتًا عصيبةً في إنهاء الجامعة، وهي حقيقة قد تُعزى إلى عدم وجود قدوة يُحتذى بها في التعليم.
التأثيرات الاقتصادية
هناك أيضًا تلازم بين مستوى تعليم الوالدين ومستوى دخل العائلة. وفقًا للمركز الوطني للأطفال الفقراء (NCCP)، كلما كان مستوى تعليم الوالدين منخفضًا، كلما زاد احتمال اعتبار الأسرة “ذات دخل منخفض”. وجدت دراسة ال NCCP أن 86٪ من الأطفال الذين حصل أولياء أمورهم على أقل من الشهادة الثانوية العامة يعيشون في أسر منخفضة الدخل ، مقارنة بـ 67٪ من الأطفال الذين حصل أولياء أمورهم على شهادة الثانوية العامة (لكن ليس لديهم تعليم جامعي) ومقارنةً ب31٪ من الأطفال الذين حصل أحد والديهم (الأم آو الأب) على الأقل على تعليم جامعي.
وجدت دراسة أخرى أن الحالة الاجتماعية والاقتصادية socioeconomic المنخفضة، بدورها، يمكن أن تؤثر في التفاعلات بين أفراد الأسرة وتؤدي إلى مشاكل سلوكية يمكن أن تؤثر في التطور / النماء الأكاديمي والفكري للأطفال. بالإضافة إلى ذلك ، أولياء الأمور الذين يعانون ماليًا يواجهون حالتي اكتئاب وتقدير ذات متدنية وعدم القدرة على التكيف – وهو ما قد ينقلونه (يورثونه)إلى أطفالهم.
خيارات تعليم أكثر من أي وقت مضى
لحسن الحظ، برامج التعليم الجامعي المتوفرة على الإنترنت تجعل الأمر أسهل من أي وقت مضى على أولياء الأمور لمواصلة تعليمهم [تعليم أنفسهم]، مما يوفر المرونة والراحة اللازمتين لمواصلة العمل بدوام كامل في حين يستطيعون إكمال دروسهم بحسب جدول عملهم [في أوقات فراغهم من العمل]. البحث واضح: أولياء الأمور الأكثر تعليمًا يكونون قدوة حسنة يحتذي بها أطفالُهم في التعليم والاستقرار الاقتصادي الذي سيساعد أطفالهم على المضي قدمًا وإكمال تعليمهم الجامعي أو ما فوق الجامعي والحصول على وظائف مرضية.