أخلاق المثقفين
محمد المبارك
لعلّي كتبت في الجانب الثقافي أكثر من مرة في تعريف الثقافة وفي أدعيائها وبعض جوانبها الأخرى.
وكتبت موضوعاً مستقلاً بعنوان الثقافة والمثقفون تناولت فيه مصطلحات الثقافة ومن هو المثقف وتناولت أيضاً بعض القضايا التي تهم المثقف العربي على وجه الخصوص.
وأخيراً سبق وإن كتبت موضوعاً تكلمت فيه عن الثقافة ودور المثقف بشكل عام والاحسائي بشكل خاص وكيف اثرى الساحة الثقافية العربية والسعودية عموماً والاحسائية خصوصاً بإنجازاته وحضوره الفعّال على جميع الأصعدة والمستويات.
ولنبقى هنا في هذا المقال ولنتوقف قليلاً مع تجربتي مع بعض أهل الثقافة والأدب في الاحساء الحبيبة وكيف يتعاطون مع الجمهور سواء النخبوي أو العامي أن صح التعبير.
فالبعض منهم يصنّف الناس بحساباته هو لا من حيث الواقع الثقافي ، فإن صنّفك بأنك نخبوي فقد فزّت فوزاً عظيماً ، فهذا في حساباته طبعاً كما قلنا ، فعندئذٍ أنت ستحظى بالقرب منه في ذهابك وإيابك وحلك وترحالك وسيكون لك المقام الأسمى والمكانة الكبرى في المواعيد والرد على مكالماتك وتنفيذ مطالبك إن وجدت ، وعلى العكس تماماً إن كنت في وجهة نظره إنك إنسان عادي عامي بل ومتطفل على الثقافة ولست من المثقفين في شيء فهو في حل منك فلا يكلف نفسه حتى مجرد أن يرد عليك السلام فضلاً عن أن يتواصل معك حتى ولو كنت تريد خدمته فلسان حاله يقول أنا غني عنك وعن خدمتك فأتذكر في فترة من الفترات ربما من قرابة اثنتي عشرة سنة أو تزيد قليلاً مضت كنت وأحد الأخوة الأصدقاء قد عزمنا على تصنيف وتأليف كتاباً موضوعه مّن كتب مِن الشعراء الاحسائيين في الإمام الحسين (ع) في المئة السنة الأخيرة (سير ونصوص) نتشاطر العمل هو في المراجع والمصادر وأنا في التواصل والاتصالات واللقاءات وكان الوضع مخيباً للآمال للأسف الشديد فلم يلبي الطلب ويتواصل إلا القليل وصرفنا النظر عن ذلك المشروع الكتابي إلى أن أتى أحد الشعراء المعروفين وقام بالمهمة سريعاً على اعتبار أنه من وجهاء الثقافة!!.
تمر الأيام والسنون ويأتي الوقت الحاضر وأفكّر في عمل معجم يضمّ كتّاب المقال وبعض من ألّف في أبواب تختلف عدا الشعر وكتّاب السرد (الرواية والقصة) على أساس انه هناك من قام بهذا العمل مسبقا ، وبدأت بالعمل فعلاً وأنجزت ما يفوق على النصف ولله الحمد والتجاوب اختلف بشكل ايجابي ملحوظ ، ولن اذكر السبب لأنه ربما عُرف من خلال السياق أو عرفتموه من خلال ذلك؟ّ!
ما أريد قوله أننا علينا أن نتعامل مع الخلق بمبادئهم وبأخلاقهم لا بحسب شهرتهم أو عدمها أو شهرتك أنت من عدمها فعليه لا اعطي نفسي الصلاحية بأن أقيّم فلان من خلال ذهني الذي يحجّم ذلك الشخص قبالة ما يملكه من شهرة أو جاه أو منصب ، فأنا إذا تعاملت بما يرضى الله ويرضي الخلق الصلحاء ارتقي ويرتقي معي من أتعامل معه وبهذا ننهض بمستوانا الثقافي والأدبي والأخلاقي.