ثقافة التمكين عند المهندس عباس الشماسي يرحمه الله
محمد آل عمير
كنت وقتها في بداية الشروع بالسنة التحضيرية الجامعية، وكنت لأول مرة أحضر جلسة لانتخابات المجلس البلدي عام 2011، رغبة مني بمعرفة أهداف المجلس وتحقيق بعض التطلعات التي تهم الشأن العام،
في أثناء إلقائه لكلمته حول مستهدفاته ضمن المجلس البلدي وحول التنمية الاجتماعية، شاهدت المهندس الشماسي واثقًا من إلقاء كلمته وقد قرأت سيرته الموجزة في سطور تعريفية حول دراسته الأكاديمية وحول عمله الهندسي والقيادي طوال عقود وهذا حفزني لأراه قدوة في العمل بمسؤولية،
وبعدما انتهى من كلمته، صافحته وقدمت له مقترحًا يوصله للجهات المعنية، كان مسرورًا ومبتهجًا بمبادرتي للحديث معه، وقد ظهرت عليه ملامح الدهشة نوعًا ما، فلربما قد تفاجأ بحضوري وأنا أقل من السن المطلوب الذي يؤهلني لانتخب ما أراه مهتمًا لقيادة تنموية واعدة ومؤثرة، أو لأنني بشكل عام كنت الأصغر عمرًا من بين الحضور،
فبادر حينها بطلب رقم هاتفي المحمول، والتواصل لاحقًا على الواتساب، وكان فعليًا متواصلًا باستمرار، ويسأل عن دراستي الجامعية، ويهتم لحضوري في ديوانيته الاجتماعية التي كانت تقيم عدة محاضرات وندوات تتناول مواضيع مختلفة أبرزها في المجال الاقتصادي والذي كان يمس اهتمامي أثناء دراستي في كلية إدارة الأعمال بجامعة الملك فيصل،
حتى أنني صادفته مرة من المرات
في لقاء اجتماعي مع مجموعة من رجال الأعمال،
أصرّ على مشاركتي للحديث معهم وقال بما معناه: شايك جاهز، تفضل ولدي، وتم إتاحة الفرصة لي للحديث حول محور اهتمامي..
هذا التشجيع والاهتمام من المهندس أبي فاضل يرحمه الله، جعلني أرفع من مستوى اهتمامي في دراستي وتحصيلي الأكاديمي وتوسعة مدارك الإطلاع وربط العلم بواقع سوق العمل ومجالات التنمية الاجتماعية…
بالأخص حينما عرّف بي و بتخصصي الجامعي وتكلم عن بعض اهتماماتي، أمام جمع من أصحاب الخبرات الهندسية وأصحاب التجارب في العمل الاجتماعي
فقلت في نفسي، هذا يحملني مسؤولية
ألا أتوقف عن السعي والمثابرة، والتحسين المستمر
شاهدت في أبي فاضل ثقافة التمكين الذي صقلت فيّ المبادرة في سنين الجامعة، وآمل ألا أتوقف عن المحاولات وأستطيع أن أؤدي التوصيات الذي قدمها لي لإتقان العمل وكانت على ومضات تحفيزية لا يمكن نسيانها.
تغمدك الله بواسع رحمته وعفوه ولُطفه
شكرًا لهذا العطاء، وما كان لله ينمو.